الأرقام كما توضحها الإحصائية تشير إلى أن هؤلاء الذين توارثوا الثروة في أوروبـا

أشارت بيانات إحصائية جديدة إلى أن الجيل الجديد من الأثرياء في الولايات المتحدة الأميركية  وصل إلى هذه المكانة عبر المؤسسات المالية والتكنولوجيـة، فضلاً عن كونهم عصاميين مقارنةً بنظرائهم في أوروبا، والذين يميلون أكثر إلي الأموال الموروثة.


 
وأجرى معهد بيترسون Peterson للإقتصاد الدولي ومقره في واشنطن تحليل بيانات لقوائم فوربس لأثرياء العالم علي مدار عشرين عاماً ووجد إختلافاتٍ كبيرة ما بين الثروة في الولايات المتحدة وغيرها من الأماكن الأخرى. ويشير تقريرهم إلي أن الأثرياء في الولايات المتحدة كانوا أكثر ديناميكية من نظرائهم الأوروبيين، حيث إعتمد ثلثا أصحاب المليارات الأميركيين سواء من الرجال أو النساء على أنفسهم في تكوين هذه الثروة، مقارنةً بأقل من النصف في أوروبـا.
 
ومن بين الشركات التي يملكها ويديرها أثرياء أميركيون تلك الواقعة مقارها في سيليكون فالي مثل مايكروسوفت Microsoft و أوراكل Oracle وكذلك آبل Apple فضلاً عن عمالقة الإنترنت فيسبوك Facebook وأمازون Amazon إضافةً إلي جوجل Google. أما أحدث هذه الشركات فهي جان كوم Jan Koum وبراين أكتون Brian Acton المؤسسين بالمشاركة لواتس آب WhatsApp.


 
ووجد التقرير بأن هناك 56 ملياردير عصاميا" في مجال التكنولوجيـا في الولايات المتحدة ( اي نحو 12 بالمائة من الإجمالي )، مقارنةً بأوروبـا التي يشكل فيها الأثرياء البالغ عددهم 17 فقط 5 بالمائة من الإجمالي. ولكن النسبة الأكبر من المليارديرات كانوا في مجال التمويل وشكلوا نحو 40 بالمائة من النمو في تعداد الأثرياء داخل أميركـا، مقارنةً بنحو 14 بالمائة فقط في أوروبـا.
 
وكان أغني الرجال في الولايات المتحدة قبل مائة عام هم أندرو كارنيجي، وجون روكفلر، وجاي غولد وكذلك جي بي مورغان والذين صنعوا ثروتهم المالية من خلال البنوك و الصلب و النفط أو السكك الحديدية. وتميل الثروة في أوروبـا إلي الصناعات التقليدية مثل صناعة السيارات والنفط والمنسوجات وكذلك الشحن. ومن الأمثلة على الأثرياء الأوروبيين دوق وستمنستر جيرالد جروسفينور ( 13 مليار دولار )، وكذلك وريثة لوريال L'Oreal ليليان بيتنكور التي تقدر ثروتها بنحو 36 مليار دولار وكانت محور محاكمة جنائية في فرنسـا العام الماضي وإدانة ثمانية أشخاص بإستغلالها.
 
وورث أكثر من 20 بالمائة من مليارديرات أوروبا ثرواتهم التي تعود إلي أربعة أجيالٍ مضت أو أكثر. وقالت المؤلفتان المشاركتان في التقرير كارولين فرويند وسارة أوليفر بأن الثروة العصامية تظهر بشكلٍ متزايد حتى في البلدان المتقدمة بما يقلل من بعض المخاوف التي أبداها الخبير الإقتصادي طوماس بيكيتي بشأن نمو عائدات رأس المال بوتيرة أسرع من الدخل، والتي من شأنها أن تصبح معها الثروات أكثر تركيزاً مع مرور الوقت إذا بقي رأس المال في نفس الأيدي.


 
وفي الواقع، فإن الثروة الطائلة صنعت وقضي عليها بمعدل ثابت تقريباً في الولايات المتحدة، وأن متوسط عمر الشركات هو ذاته الذي كان في عام 2001، وأضاف التقرير بأن الإقتصادات المتقدمة الأخرى أقل ديناميكية نوعاً ما وخاصةً في أوروبـا التي صنع فيها الثروات كبار السن من الأجيال السابقة.
 
وجاءت بعض الأسماء لكبار رجال الأعمال في قائمة فوربس ضمن أصحاب المليارات العصاميين والذين توارثوها أيضاً مثل دونالد ترامب و الأقل شهرة أبيجيل جونسون الرئيس التنفيذي لشركة فيدلتي Fidelity للإستثمارات في وول ستريت التي أسسها جدها ولكنها ساهمت في زيادة ثروة الشركة وتم تصنيفها العام الماضي من قبل فوربس Forbes في المرتبة التاسعة عشر كأقوى النساء في العالم.
 
فيما توصل تقرير صادر في وقتٍ سابق هذا العام من منظمة أوكسفام Oxfam إلى أن أملاك أغنى 62 شخصاً في العالم تعادل ما يملكه أفقر 3,6 مليار شخص مصنفين ضمن الأفقر في العالم