استخدام التكنولوجيا في المستقبل

بات من المنتظر أن تجد الحكومات التي لا تتبنى اعتماد تقنية الحوسبة السحابية نفسها غير قادرة على استخدام التكنولوجيا في المستقبل، وذلك بسبب التطور السريع في صناعة الحوسبة السحابية، وفي هذا الإطار قدمت مايكروسوفت لعملاء دول الخليج أحدث الأدوات والأساليب التكنولوجية التي تواكب أهدافهم المستقبلية، وذلك ضمن إستراتيجية مايكروسوفت لتطوير خدمات الحوسبة السحابية التي استأثرت بالقسط الأكبر من أهدافها في المنطقة، وذلك لفهم توجهات السوق المستقبلية في هذا المجال .
 
وتتخذ منطقة الخليج خطوات جادة نحو اعتماد الحوسبة السحابية، حيث ستشهد دولة الإمارات العربية المتحدة نموًا تدريجيًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات من الآن وحتى عام 2020، وتشير الدراسات وفقًا لتقرير مركز أبحاث "BMI" بأن هناك معدل نمو سنوي وصل إلى 3.4٪ ليرتفع بالتالي نمو هذا القطاع إلى 5.3 مليار دولار في نهاية هذه الفترة، فيما ستصل العائدات الخاصة بإيرادات الخدمات إلى 2.2 مليار دولار لتشكل ارتفاعًا قويًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وأمام هذا الواقع الجديد انتقلت العديد من المنظمات داخل الدولة بالفعل إلى العالم الرقمي بهدف تحقيق الإستفادة القصوى من الفوائد الكبيرة التي تقدمها التقنية السحابية.
 
وتعمل مايكروسوفت على تسريع عملية فتح قنوات الاتصال والتعامل مع الجهات المعنية في الإمارات، وذلك من أجل تطوير وتقديم أفضل المنصات السحابية وزيادة إنتاجية الأعمال، وهذه هي تطلعات شركة مايكروسوفت التي تسعى لتحقيقها على صعيد منطقة الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص، وفيما يخص التغيرات الراهنة في المنطقة، تنظر مايكروسوفت إلى أن تلك التغييرات تجلب العديد من الفرص، وهذا ما تقوم به فعليًا من خلال إيجاد منصة تواصل بين الحكومات والشركات من أجل تلبية الاحتياجات التي من شأنها تحقيق تطلعاتهم وأهدافهم .

 
وبدأت الدولة بعديد من المبادارات التي تهدف إلى تحويل نظام الاقتصاد والتعليم عن طريق تشجيع المنظمات المحلية بإعتماد أحدث التقنيات السحابية ووسائل الاتصالات المتنقلة، وقد بدأ انعكاس ذلك يظهر فعليًا داخل الدولة من خلال تبني عدد كبير من المنظمات تقنية الحوسبة السحابية، حيث قدمت بعض المؤسسات المحلية مثالًا يحتذى به لعملية التحول إلى العالم الرقمي.
 
وتقوم الحكومات بتبني حلول مايكروسوفت الذكية بهدف الاستفادة من قوة التقنية السحابية والبيانات الكبيرة والتقنيات المحمولة أو المتنقلة في توفير جميع سبل الراحة لشعبها، وتوفر تقنية الحوسبة السحابية التعاون المشترك بين الإدارات والموارد، ويستطيع قادة الحكومات من خلال استخدام الحلول الذكية الحصول على رؤى واضحة في الوقت الحقيقي من مصادر البيانات المتعددة مثل كاميرات المرور، ووسائل الاعلام الإجتماعية العامة وغيرها من القنوات الأخرى التي تمكنهم من اتخاذ قرارات أكثر دقة، كما تساعد تطبيقات مثل مايكروسوفت سيتي نيكست على تبسيط الإجراءات القضائية وعمليات البلدية، في حين تمكن قادة المجتمع المدني من تقديم الخدمات التي تساعد الناس بالإنخراط والتفاعل بشكل مباشر مع حكومات مدينتهم.
 
ويجب على الحكومات الراغبة في تحقيق عملية التحول السحابي العمل أولًا على البنية التحتية، فهي تعد المجال الأول في آلية توسيع نطاق العمل مع ضمان توفير الكثير من المال الذي يمكن استثماره في أعمال أخرى، كما تعمل الحوسبة السحابية على تقارب امكانيات المؤسسات الكبيرة والمتوسطة بحيث تصبح قادرة على العطاء والانتاجية بنفس المستوى، وبالتالي تتيح الفرصة إلى الابتكار وزيادة القدرة التنافسية .
 ثانيًا يجب أن تعمل الحكومات على خلق المزيد من الاقتصادات القائمة على المعرفة، بحيث تتطلب التكنولوجيات الجديدة استثمار موازي في تنمية المهارات اللازمة للمشاركة في المجتمع بهدف مواكبة المتغيرات الرقمية واستخدام الأجهزة الذكية والخدمات عبر الإنترنت، اضافة إلى ذلك يجب على المدارس تعزيز محو الأمية الرقمية مع ضمان تقديم أفضل الأدوات التكنولوجية للمعلمين والطلاب وتوفير تعليم بتكلفة منخفضة، من خلال التركيز على البرامج والاستثمارات التي تعزز من رفع المهارات التكنولوجية والسحابية، ستحصل الحكومات على اقتصاد قائم بشكل كامل على المعرفة .
 
وتسعى الحكومات في ظل عصر التكنولوجيا وسرعة تطور العالم الرقمي إلى امتلاك أفضل التقنيات الحديثة التي تعزز من الإنتاجية وتسهل طريقة العمل، لذلك تعمل كل الحكومات الآن إلى تشجيع روح المبادرة محليًا في تبني تقنية الحوسبة السحابية، والتي بدورها أن تفتح الكثير من الفرص التي توفر زيادة في الإنتاجية وتعزز القدرة التنافسية فضلًا عن تقليل الأخطاء وزيادة فرص العمل.