النفط واستثمارات محلية ومضاربات انتقائية

أفاد محلّلان ماليان بأن أسواق المال المحلية شهدت أداءً جيدًا خلال أبريل الجاري، بدعم من الاستثمارات المحلية، وتماسك أسعار النفط، إضافة إلى عمليات مضاربة انتقائية على الأسهم متدنية القيمة، بجانب الأسهم القيادية، وأكدا أن المؤشرات حقّقت مكاسب كبيرة خلال الشهر الجاري، ما تسبب في حدوث عمليات جني أرباح كبيرة خلال الأسبوع الأخير من الشهر، الذي سجل تباينًا واضحًا في الأداء بسبب ذلك. وأضافا أن تراجع وتباين الأداء في الأسبوع الأخير من نيسان/أبريل يعد تصحيحًا إيجابيًا للسوق لتخفيف المؤشرات المتشبعة، والتي ينتظر أن تستمر لفترة ومن ثم تعاود الارتداد.

وسجلت القيمة السوقية للأسهم المدرجة مكاسب شهرية بقيمة 19.4 مليار درهم مستقرة عند 750 مليار درهم، فيما شهد المؤشر العام لسوق الإمارات للأوراق المالية ارتفاعًا شهريًا بنسبة 2.65%.

وأوضح المحلل المالي، وليد الخطيب، إن "شهر أبريل شهد أخبارًا إيجابية عدة، أسهمت في الأداء الإيجابي للأسواق، منها تماسك سعر النفط، وبدء إعلان نتائج الشركات، وصعود الأسواق الأميركية والأوروبية، ما أسهم في ارتفاع المؤشر العام للسوق، ما تسبب في حدوث عمليات جني أرباح في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري".

وأَضاف أن "عمليات شراء وتعامل على أسهم منتقاة، خصوصًا الأسهم (المتدنية القيمة)، وكانت السمة الغالبة لمعظم الجلسات بجانب (الأسهم القيادية)، ما أوجد حالة من الزخم اليومي في أوساط المتعاملين"، مشيرًا إلى أنه "حتى عمليات جني الأرباح لم تكن مصحوبة بأحجام تداول كبيرة، بما يوحي بتمسك المتعاملين في السوق بأسهمهم وعدم التسرع بالبيع".

وأشار الخطيب إلى أن تراجع وتباين الأداء في الأسبوع الأخير من أبريل يعد تصحيحًا إيجابيًا للسوق، لتخفيف المؤشرات (المتشبعة)، والتي ينتظر أن تستمر لفترة ومن ثم تعاود الارتداد.

وأكد المدير العام لمركز "الشرهان" للأسهم، جمال عجاج، أن "مجمل أداء شهر أبريل الجاري كان إيجابيًا، وحققت القيمة السوقية للأسهم ارتفاعًا ملحوظًا يعد استمرارًا للصعود الذي تسجله منذ بداية العام"، موضحًا أن "تأثير العوامل الإيجابية محليًا وعالميًا انعكس على مسار التداولات والأسعار، بما أوجد فرصًا استثمارية للأفراد والمحافظ، خصوصًا في الأسهم متدنية القيمة وعلى رأسها (بيت التمويل الخليجي) و(أرابتك)". وأوضح أن "أحجام التداول خلال شهر أبريل كانت جيدة، حيث تجاوزت حاجز المليار درهم تقريبًا، بما يعكس زيادة سيولة الأسواق، مقارنة بفترات سابقة"، لافتًا إلى أن إقبال المستثمرين المحليين والمحافظ بجانب الاستثمار الأجنبي عزز من جاذبية السوق.

وأشار عجاج إلى أن الأسبوع الأخير في أبريل سجل تباينًا في الأداء يميل بدرجة أكبر نحو عمليات جني أرباح مستحقة، بعد فترة من ارتفاع مؤشرات الأسعار، لافتًا إلى أن عمليات جني الأرباح لم تكن مصحوبة بعمليات بيع كثيف للأسهم، ولذا شهدنا تراجعًا في أحجام التداول على مدار الجلسات الخمس الأخيرة من الشهر.

وتابع أن بعض الشركات المدرجة بدأت الإعلان عن نتائجها المالية للربع الأول من العام الجاري، ومن المنتظر أن تكتمل خلال الفترة المقبلة، ولذا هناك حالة ترقب في أوساط المتعاملين بالسوق، معتبرًا أن هذا أمرًا إيجابيًا لتجنب المخاطرة في فترات تباين الأداء للمؤشرات بدرجة.