محصول القمح في سورية

انخفض محصول القمح في سورية، العام الجاري إلى 1.5 مليون طن "أقل من نصف متوسطه" وهو أقل بكثير من توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، والبالغة 2.4 مليون طن، والتي أوردتها قبل فترة وجيزة من حصاد المحصول في شهر حزيران/ يونيو الماضي. ويعد هذا الموسم الأسوأ منذ العام 1984، عندما تضررت البلاد بسبب موجة شديدة للجفاف، وأدى إلى تقليص حصة الحكومة السورية من المحصول هذا العام مع مواجهتها صعوبات في جني الحبوب المزروعة في مناطق تسيطر عليها المعارضة، مما وجه صفعة كبيرة لسياسة الاكتفاء الذاتي من الغذاء وهي حجر الزاوية في جهود حكومة السورية.
وتشير تقديرات جمعتها "رويترز" من أكثر من 12 مسؤولا وتاجرًا محليًا للحبوب الذين أشاروا إنه رغم سقوط أمطار جيدة هذا العام، فإن شح البذور والأسمدة بالإضافة إلى نقص العمالة، أدى إلى إنتاج أسوأ محصول منذ 3 عقود.
وقال تاجر حبوب إقليمي: أمطار مواتية مثل التي شهدناها هذا العام، كان يمكن أن تنتج 4 ملايين طن قبل الأزمة لتغطي الاستهلاك السنوي للبلاد. وحتى وقت قريب، كانت الحكومة تتمسك بتوقعات أكثر تفاؤلا، إذ قال رئيس الوزراء في حكومة دمشق وائل الحلقي: إن المحصول من المتوقع أن يبلغ قرابة 2.5 مليون طن.
وقال وزير الزراعة أحمد القادري، في آيار/ مايو الماضي: إنه يتوقع أن يبلغ الإنتاج 3.6 مليون طن، ومنذ ذلك الحين تراجع المسؤولون عن توقعاتهم، وألقوا باللوم على العقوبات الغربية في الانخفاض الحاد في الإنتاج.
جدير بالذكر أن انخفاض الإنتاجية ليس هو المشكلة الوحيدة التي تواجه السلطات، بل تجد صعوبة أيضًا في شراء الحبوب من أخصب المناطق الزراعية في سورية، والتي يسيطر الثوار على الكثير منها وتمتد من الحدود الشمالية مع تركيا إلى الحدود مع العراق في جنوب شرق البلاد.
وقال مسؤولون من المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب: إن المؤسسة تلقت 950 ألف طن فقط، وأضافوا "شجعنا المزارعين بكل الطرق، ليسلموا محاصيلهم للمراكز"، وأفاد مسؤول في قطاع الحبوب بأن "تراجع الإنتاج المحلي منذ العام الماضي، دفع سورية إلى زيادة وارداتها من الحبوب بمليون طن على الأقل، غالبيته من القمح اللين ، اشترته من السوق العالمية في العام 2012".