وزراء "المال" في "منطقة اليورو"


توقفت المحادثات بشأن أزمة الديون اليونانية بين وزراء "مال" منطقة اليورو بعد أن رفضت أثينا مقترحات من دائنيها. ووصل وزراء "مال" منطقة اليورو إلى بروكسل لعقد اجتماع طارئ لكنهم فشلوا في تضييق الخلافات مع اليونان، ما يُعد الفشل الدبلوماسي الرابع خلال ثمانية أيام. وأكد مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية، بيير موسكوفيتشي، أنَّ اليونان ودائنيها لا يزالون على خلاف بشأن الإصلاحات على المعاشات التقاعدية اليونانية ومعدلات الضريبة على القيمة المضافة، التي يريد المقرضين تشديدها باعتبارها شرطًا لإعطاء المزيد من الأموال لإنقاذ أثينا.
 
وكان الهدف من هذه المحادثات الطارئة التي عقدت الأربعاء والخميس، هو التوصل إلى اتفاق يمكن أن يصادق عليه القادة الأوروبيين خلال قمتهم مساء الخميس في بروكسل، قبل المهلة النهائية يوم 30 حزيران/ يونيو الجاري لسداد دفعة من قرض لصندوق النقد الدولي بقيمة 1.6 مليار يورو من إجمالي 7.2 مليار يورو تحتاجها البلاء للإيفاء بديونها، ومن المتوقع أن تستأنف يوم السبت المزيد من المحادثات.
 
وأوضح وزير "المال" اليوناني، يانيس فاروفاكس، أنَّ الجانبين يواصلان السعي إلى التوصل لاتفاق، لأنَّها محاولة لتربيع الفروق بين الخطة اليونانية التي قدمت يوم الاثنين والاقتراحات المضادة من المقرضين..
 
وأضاف: سنواصل مناقشاتنا، وستُعيد المؤسسات النظر مرة أخرى في الوثيقتين "وثائقنا ووثائقهم"، وسيكون هناك مناقشات مع الحكومة اليونانية، وسوف نستمر حتى نجد حلا.
 
وفي الوقت نفسه؛ أعلن صندوق "النقد الدولي" أنَّه لن يتحرك في الموعد المحدد لدفع 1.6 مليار يورو، وعلى سبيل السياسة منذ فترة طويلة، فإنَّ الصندوق لا يمدد آجال السداد.
 
ويطغي الجدل بشأن أزمة الديون اليونانية على قمة قادة الاتحاد الأوروبي، إذ يُناقش السياسيون مواضيع الهجرة ومقترحات ديفيد كاميرون لإعادة التفاوض بشأن علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.
 
لكن الآمال في تحقيق انفراج تتلاشى حتى قبل تجمع الوزراء حول الطاولة. وأشار وزير "المال" الألماني فولفجانج شويبله إلى أنَّ اليونان تتراجع إلى الوراء ، وهي رسالة رددتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
 
وقبل اجتماع صباح الخميس، قضى رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس، أكثر من ثلاث ساعات في اجتماع مع مسؤولي صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية، لكنه تركهم دون التوصل إلى اتفاق.
 
وعلى الرغم من الجمود، أكد تسيبراس أنَّه واثق من التوصل إلى حل وسط من شأنه أن يسمح اليونان للتغلب على الأزمة، مشيرًا إلى أنَّ "التاريخ الأوروبي مليء بالخلافات، والمفاوضات، ومن ثم يتفق".
 
وما زالت الأزمة مستمرة منذ خمسة أشهر بين الحكومة اليونانية المناهضة للتقشف وبين الدائنين الذين رفضوا الإفراج عن 7.2 مليارات يورو (7.832 مليارات دولار) من أموال خطة الإنقاذ إذا لم تلتزم اليونان بالإصلاحات الجديدة.
 
في غضون ذلك، أوضحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أنَّه يتعين التوصل إلى اتفاق بشأن ديون اليونان قبل بداية أسبوع العمل الجديد في الأسواق المالية يوم الاثنين المقبل.
 
وأكدت ميركل خلال اجتماع مغلق مع زعماء أحد الأحزاب، الخميس، وسبق انطلاق القمة الأوروبية، أنَّ ألمانيا "لن تقبل ابتزاز اليونان"، بحسب مصدرين حضرا الاجتماع.
 
من جهته، كشف رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، عن أنَّه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن ديون اليونان خلال القمة الأوروبية، مشيرًا إلى أنَّه ما زال هناك وقت لتجنب تعثر أثينا.