مؤسسة محمد بن راشد للإسكان

دشنت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان مشروع المسكن الأخضر النموذجي الأول من نوعه في فئة المساكن الحكومية على مستوى الدولة، والذي يهدف إلى توفير الطاقة وتقليص هدر المياه بنسبة تزيد على 40%، وزيادة العمر الافتراضي للمساكن من خلال تزويدها بمرافق وأدوات ذات جودة عالية.

وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان، سامي عبد الله قرقاش، أنَّ المسكن الأخضر النموذجي مبادرة بدأ فيها القطاع الهندسي بالمؤسسة منذ فترة طويلة بهدف استخدام أفضل التقنيات الذكية وتطبيق أفضل الممارسات التي توصل لها المختصين في مجال بناء وتطوير المساكن.

وأضاف خلال تدشينه للمسكن النموذجي في مشروع البرشاء يوم أمس الثلاثاء، أنَّ المسكن هو طراز محلي قامت المؤسسة بتحويله إلى مسكن أخضر نموذجي من خلال تطبيق الأنظمة الخضراء المستدامة وأنظمة توفير الطاقة الذكية للمساكن كأنظمة التشغيل والتحكم والمراقبة وذلك بمشاركة ومساهمة 16 شركة من مختلف التخصصات، وبتكلفة إجمالية بلغت 686 ألف درهم، تحملت المؤسسة 51.6% من إجمالي التكاليف فيما أسهمت الشركات بنسبة 49.4%.

وأشار قرقاش إلى أن تكلفة تحويل المسكن قد تبدو مرتفعة من وجهة نظر المستفيدين، ولكن على المدى البعيد سوف يكون لها مردود أكبر من سعر التكلفة الحالية خصوصاً وأنها تحقق الاستدامة من خلال جودة الأدوات والمواد المستخدمة، وتقليصها لمصاريف الطاقة والمياه التي تنخفض من خلالها بنسبة كبيرة تصل إلى 40%.

وأوضح أن المسكن الأخضر الذي خصصته المؤسسة في مشروع البرشاء سوف يكون مختبراً للممارسة المبتكرة والتقنيات الحديثة كافة التي تحقق نتائج تتماشى مع هدف المؤسسة في إسعاد المواطن وتحسين جودة حياته وتحقيق التنمية المستدامة من خلال البدائل الحديثة لمصادر الطاقة ونوعية المواد المستخدمة.

وأكد قرقاش أن المؤسسة منفتحة على التجارب المحلية والعالمية، وتحرص على تطبيق أفضل الممارسات والمعايير التي يتولى متابعتها قسم البحوث والدراسات بالمؤسسة، كما أنها تدعم الابتكارات والمبتكرين من خلال الشراكة مع القطاع الخاص وخصوصاً الشركات الوطنية العاملة في هذه المجالات.

وفي السياق ذاته بيَّن مدير إدارة المشاريع الهندسية في المؤسسة، المهندس عبد الله الشحي، أنَّ جودة المساكن وزيادة العمر الافتراضي للمساكن يأتيان في أولوية اهتمامات المؤسسة، لذلك تحرص على تجربة كل ما هو جديد في هذا المجال، مشيراً إلى أن المسكن الأخضر تجربة متطورة تحقق أهدافاً عدة منها الحفاظ على البصمة الكربونية من خلال تقليل الانبعاثات الناجمة، وتقليص هدر الطاقة باستخدام أجهزة استشعار ذاتية أو ربطها بنظام التحكم عن بعد.

وأشار إلى أنه من المميزات التي احتوى عليها المسكن الأخضر تطبيق نظام «جرين مت» في زراعة المسطحات الخضراء على سطح المسكن المؤلف من طبقات عدة بسماكة وسطية 25 سم، والذي يشكل حماية إضافية وعزلاً حرارياً للمسكن من أشعة الشمس وبالتالي التقليل من الطاقة اللازمة لتبريده، وكذلك تطبيق النظام ذاته في زراعة المسطحات الخضراء في حديقة المسكن من خلال تزويد طبقة من «جرين مت» بسماكة 13 سم مصنوعة من ألياف النخيل، بحيث يتم الاحتفاظ بالرطوبة تحت المزروعات مما يقلل من استهلاك مياه الري، وفي الوقت نفسه يشكل حماية للمزروعات من النباتات الضارة والحشرات، علاوة على زراعة جزء من الواجهة الأمامية للمسكن مما يضفي لمسة جمالية عليه.

وأكد عبد الله الشحي أن معالجة المياه الرمادية «مياه الغسيل والشطف» نقطة فارقة في المسكن الأخضر كونها تشكل ما نسبته 55-75 % من إجمالي المياه الناتجة من المسكن، حيث تسهم هذه الخطوة في تحويلها إلى مياه صالحة للري من خلال بناء خزان خرساني لمعالجة المياه الرمادية تحت الأرض في الحديقة الخلفية للمسكن، مجهز بكل التجهيزات والتوصيلات الالكتروميكانيكية اللازمة، حيث يتم توفير نسبة 30- 40 % من المياه من خلال معالجة المياه الرمادية، كما يتم استخدام الخرسانة الخضراء في إنشاء خزان معالجة المياه الرمادية وكذلك استخدام مواد عزل خاصة في الخرسانة بحيث يتم الاستغناء عن تطبيق العازل المائي التقليدي (البيتومين) للخزان تحت الأرض.