مصارف إسلامية في الإمارات العربية المتحدة

تعرض مصارف إسلامية في الإمارات العربية المتحدة تمويلات غير تقليدية أهمها قروض الزواج والسفر إلى الخارج لقضاء شهر العسل وشراء اليخوت والدراجات النارية وحتى تقويم الأسنان، في خطوة اختلفت الآراء حولها، إذ اعتبرها البعض تمويلات تتناسب مع طبيعة المجتمع وحاجات المواطنين، في حين يراها آخرون نوعًا من السفه والبذخ وتوريط المواطنين والمقيمين في ديون قد تفاقم المشكلات الاجتماعية فيما بعد.

وتصل قيمة التمويلات في تلك البنوك إلى ثلاثة ملايين درهم مع توفير قروض لقاعات الأفراح، حيث يؤدي البنك الإجراءات اللازمة لاستئجار القاعة، وتمويل شراء فستان الزفاف "شرط أن يكون طبقا لتعاليم الشريعة الإسلامية" فضلا عن تمويل ديكور "الكوشة" ومصاريف خدمات تصوير الحفل ونفقات السفر لقضاء شهر العسل.

وكشف موظف في شركة تجارية، أحمد جلال، أنَّ إغراءات البنوك بمنح قروض وتمويلات مختلفة جعلت نسبة ملحوظة من سكان الدولة مدينين للبنوك، حيث لا يوجد مواطن أو وافد إلا وقد حصل على قرض أو ما زال يسدد أقساطا شهرية تثقل كاهله لشهور أو أعوام، مضيفًا أنه يعرف عددًا من الأصدقاء الذين تعرضوا لمشكلات قانونية ومطاردات من قبل مندوبي البنوك في مقار عملهم بسبب قروض حصلوا عليها وتعثروا في سدادها.

وبين مواطن مقترض من البنوك، فضل عدم ذكر اسمه، أنَّه حصل على قرض من أجل الزواج بعد أن وجد أن متطلبات الزواج المادية تزيد على قدرته المالية، وظنًا منه بأنَّ طول فترة السداد إلى أربع أعوام سيسهل عليه الأمر، مشيرًا إلى أن أعباء الدين بعد الزواج تراكمت ما أدى إلى مشكلات عائلية متكررة، وانتهى الأمر بالانفصال عن زوجته.

وأوضح المواطن أ. ش، أنَّه ينصح كل شاب مواطن بعدم الانسياق إلى إغراءات البنوك؛ لأنها تؤدي في النهاية إلى مشكلات أكبر من المشاكل التي قد تنتج من عدم الحصول على القروض، موضحًا أنَّه عندما فكر في الزواج علم من أحد أصدقائه بأنَّ البنوك تمنح تسهيلات لتمويل الزواج فاقترض بالفعل، ولكن بعد الزواج اكتشف أن أعباء الديون أصبحت تفوق قدرته المادية وشيئا فشيئا تراكمت الديون، ما أدى إلى مشكلات عائلية بينه وبين زوجته، وانتهى الأمر بالطلاق.

وأظهر رصد لنوعيات التمويلات غير التقليدية في المصارف الإسلامية أن تلك التمويلات شملت غالبية السلع والخدمات المتعارف عليها حتى إنها وصلت إلى تمويل شراء فستان الزفاف "بشرط أن يكون طبقا لتعاليم الشريعة" فضلًا عن تمويل ديكور "الكوشة" ومصاريف خدمات تصوير حفل الزفاف.

وأشار الرصد إلى أن قيمة تلك التمويلات وصلت إلى 3 ملايين درهم للمواطنين ومليون درهم للوافدين، وبشرط ألا يقل العمر عن 21 عاما.