الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري

 تحدثت الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري، خلال استلامها لجائزة "سيسيل بي" في حفل تقديم جوائز غولدن غلوب، عن تمكين المرأة وذلك بخطاب قوي ألقته لتحث الرجال والنساء على العمل معا لضمان عدم وجود أي شخص في المستقبل ينطق بعبارة "أنا أيضًا" مرة أخرى، مشيرة إلى الحملة التي انطلقت في الولايات المتحدة لتتضامن مع النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي خلال عملهن، وقالت إنها تشرفت بأن تكون أول امرأة سوداء تحصل على هذه الجائزة.

وتحدثت البالغة من العمر 63 عامًا، بكلمات مؤثرة أجرت الدموع في عيون جماهيرها، حيث أشادت بالنساء اللاتي تحدثن عن تعرضهن للتحرش الجنسي، لتمتعهن بالقوة الكافية للتحدث عن قصصهن الشخصية، ما جعلها تقابل بعاصفة من التصفيق، وقالت أوبرا، إنها لديها رسالة للشابات اللاتي يشاهدن الحفل: "هناك يوم جديد يلوح في الأفق".

 

 

وقد حظي خطاب وينفري بالثناء على نطاق واسع، حيث قال البعض إنه "واحد من أعظم الخطب الأميركية"، كما حثها الآخرون على خوض انتخابات الرئاسة عام 2020، وتحدث اثنان من أصدقائه المقربين من وسائل الإعلام في وقت لاحق مع "سي إن إن" ليلة الأحد، وكشفوا أن أوبرا "تفكر بشكل جاد" في الترشح للرئاسة، وعندما سألتها صحيفة "بلومبرغ" وراء الكواليس عن ما إذا كانت لديها أي رغبة في الترشح للرئاسة، قالت: "لا لا".

وأضافت وينفري، أنها تتضامن مع النساء اللواتي لن تعرف أسماؤهن أبدًا، وهم عاملات منازل وعمال مزارعون، ومن يعملون في المصانع ويعملون في المطاعم والأوساط الأكاديمية والهندسية والطبية والعلوم والسياسية والأعمال، موضحة أنها تعرضت للاعتداء الجنسي طوال طفولتها، حيث تعرضت للاغتصاب من قبل ابن عمها عندما كانت في التاسعة من عمرها ثم تعرضت للتحرش من قبل عمها وصديق للأسرة، وفي سن 14 عامًا، واحدة من هذه الحوادث أسفرت عن حمل، ولكن أوبرا فقدت الطفل عندما تعرضت لإجهاض.

وذكرت أوبرا ريزي تايلور التي تعرضت للاغتصاب والتزمت الصمت تحت التهديد، وسردت: "ريسي تايلور اسم أعرفه ويجب أن تعرفوها، في العام 1944 كانت ريسي زوجة يافعة وأمًا تعود إلى منزلها حينما اختطفها 6 رجال من البشرة البيضاء واغتصبوها وألقوها ملطخة بالدماء إلى جانب الطريق، هددوها بالقتل في حال تجرأت وأخبرت أحدًا، إلا أن قصتها تسلمتها المحققة روزا باركس ومع ذلك لم تتمكنا معًا من إحقاق العدالة وجلب هؤلاء للمحاكمة واعتقالهم".

 

 

وأضافت أوبرا: "ريزي تايلور توفيت منذ 10 أيام، عاشت في مجتمع يحكمه تسلط الرجال أصحاب النفوذ، لوقت طويل جدًا، لم يكن هناك أحدًا ينصت للنساء إن تجرأن وقلن الحقيقة عن هؤلاء الرجال، لكن ذلك الوقت انتهى"، متابعة "عاشت كما عشنا جميعًا، أعوام عديدة جدًا في ثقافة الكسر من قبل الرجال. لفترة طويلة جدًا، لم تسمع النساء أو تعتقدن أنهم يجرؤ على التحدث، بينما واجهت هوليوود في وقت سابق عصر ما بعد هارفي وينشتاين حيث احتجاج شديد في غولدن غلوب، واستخدم الفائزين بالجائزة المنصة للإشادة بالنساء الشجاع اللاتي تحدثن ضد التحرش الجنسي وعدم المساواة بين الجنسين.

وكان الزي السائد في الحفل هو اللون الأسود وارتدت وينفري مثل الكثير من الحضور ثوبًا أسود دعماً لضحايا التحرش الجنسي، وانضمت بحصولها على جائزة سيسل بي إلى ميريل ستريب، وستيفن سبيلبرغ، وباربرا سترايسند، وصوفيا لورين، وغيرهم.

ويذكر أنه إلى جانب مسيرتها الناجحة على الشاشة الصغيرة من خلال برنامجها الحواري، شاركت المرأة التي نشأت في عائلة فقيرة في إنتاج وتمثيل فيلم سينما، وفي فيلم تلفزيوني العام الماضي، كما رشحت في العام 1986 لنيل جائزة أوسكار عن دورها في فيلم The Color Purple المأخوذ عن رواية ساهمت فيما بعد في تمويل تحويلها إلى مسرحية غنائية.

 

 

وكانت جائزة أفضل فيلم درامي من نصيب فيلم "ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبنغ، ميسوري"، والذي حصدت ممثلته، فرانسيس ماكدورماند، جائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة، وهو فيلم كوميديا سوداء للمخرج والسينارست والكاتب المسرحي البريطاني، مارتن ماكدوناه، وقد اختتم مهرجان لندن السينمائي الأخير فعالياته بعرضه، ويقدم الفيلم قصة امرأة تستخدم لافتات إعلانية لإدانة الشرطة المحلية التي تخفق في الكشف عن المجرم الذي اغتصب وقتل ابنتها بعد تسعة أشهر من الجريمة.

وحصد الفيلم ذاته جائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل مساعد التي كانت من نصيب الممثل سام روكويل، وتنافس للفوز بهذه الجائزة مع الأفلام المرشحة الأخرى وهي "ادعوني باسمك" و"دانكريك" و "ذا بوست" و "شكل الماء"، كما توج الممثل غاري أولدمان بجائزة أفضل ممثل عن أدائه لدور وينستون تشرشل في فيلم "داركست أور"، الذي يصور رئيس الوزراء البريطاني الراحل في لحظات عصيبة في بداية توليه رئاسة الوزراء في الحرب العالمية الثانية.

وكانت جائزة أحسن مخرج من نصيب المخرج الأميركي، غوليرمو دي لا تورا، عن فيلمه "شكل الماء"، الذي سبق أن توج بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا الأخير، ويروي الفيلم قصة عاملة تنظيف خرساء تعمل في مختبر تجارب حكومي، وترتبط بعلاقة مع كائن غريب تجرى عليه تجربة سرية في هذا المختبر. وقد توج الفيلم أيضًا بجائزة أحسن موسيقى تصويرية.

وحصل فيلم "ليدي بيرد" على جائزة أفضل فيلم في فئة الفيلم الكوميدي أو الاستعراضي، وهو فيلم ساخر من إخراج المخرجة والممثلة الأميركية، غريتا غيرويغ، ويتحدث عن علاقة طالبة ثانوية مضطربة مع أمها، وقد حصلت بطلته، سيرشا رونان، على جائزة أفضل ممثلة في هذه الفئة، ونال جائزة أفضل ممثل في الفئة ذاتها الممثل والمخرج جيمس فرانكو عن فيلم "الفنان الكارثة" الذي قام بإخراجه أيضًا.

وتوج فيلم المخرج الألماني /التركي فاتح آكين "من العدم" بجائزة أفضل فيلم أجنبي، ويقدم الفيلم قصة امرأة تحاول الانتقام لمقتل زوجها وابنها في هجوم نفذه نازيون جدد في مدينة هامبورغ الألمانية، وسبق للفيلم أن تنافس على جائزة السعفة الذهبية في مسابقة مهرجان كان السينمائي الأخير.