احتفت الدورة التاسعة من “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب 2022 ” مساء أمس بفعالية "السجادة الخضراء" التي تنظمها للمرة الأولى بعرض فيلم "الحديقة السرية" المقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه، في سينما فوكس سيتي سنتر الزاهية في الشارقة.

وقدم الحدث الأول من نوعه في المهرجان للجمهور فرصة التفاعل مع صناع الأفلام ومناقشة طريقة صنع الفيلم خلف الكواليس إذ يعدّ تكريماً لرواية الكاتبة فرانسيس هودسون برنيت التي كتبتها في عام 1911 حول مفاهيم وتداعيات العزلة والغضب والمرض كما شكّل الديكور الإبداعي على طول السجادة الخضراء وقوس الورود الجذاب المؤدي إلى المسرح مشهداً ساحراً مستوحىً من مشهد الحدائق الريفية في الفيلم.

وعرضت شاشة فوكس سينما سيتي سنتر الزاهية بالشارقة ومردف سيتي سنتر بدبي الأفلام : "حلم كوينو" و"الطيار" و"ميتا" و"قط في حديقة الفنون" و"بطارية بابا" و"أنا لست خائفاً" و"لوس والصخرة" بالإضافة إلى أربع أفلام وثائقية دولية قصيرة هي "بتقولي العصفورة" و"دجاجة" و"الصدى الصامت" و"سيسي".

وشهدت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان الذي يستمر حتى 15 من أكتوبر الحالي جلسة حوارية بعنوان “توزيع الأفلام القصيرة - من يشتري فيلمي؟” حيث أكد المخرج الإيطالي جوليو فيتا المخرج الفني لـ"مهرجان غاريمبا السينمائي الدولي" في إيطاليا أن معظم صناع الأفلام المبتدئين لا يعرفون أن نجاح الفيلم القصير يعتمد على عدة عوامل أبرزها الفكرة التي يتناولها الفيلم ونوعه ومدته وطريقة تصويره والجمهور الذي يستهدفه وطرق الترويج له والتعريف به وسبل توزيعه على شركات الإنتاج وعرضه على المنصات الإلكترونية وفي المهرجانات السينمائية العالمية.

كما أكد فيتا عضو لجنة تحكيم دورة العام الماضي من المهرجان أهمية تحديد نوع الفيلم القصير كالوثائقي والرسوم المتحركة "الأنيميشن" والخيالي بالإضافة إلى مدته التي تتراوح من عشرين ثانية حتى عشرين دقيقة إلى جانب توضيح رسالته التعليمية أو الترفيهية و الجمهور الذي يستهدفه.

وفي جلسة خاصة أكدت خلالها الفنانة رشا رزق أن التراث العربي حافل بالأحداث والقصص التي تثري الصناعة السينمائية بأعمال ذات سوية فنية عالية وأن تقييم أعمال الأطفال ينبغي أن يسهم فيها الأطفال أنفسهم ولا تفرض عليهم من الكبار وأن الإبداع في الإنتاج هو الكفيل بإيصال الأفكار والقيم إلى قناعات المشاهدين مشيرة إلى أن نجاح أفلام الخيال العلمي يكمن أولاً في نجاح كتابة روايات الخيال العلمي واحترافها.

وقالت “ يكمن سر الفن وسحره في سرعة وصوله إلى قلوب الأطفال فله جاذبية خاصة في إقناع الأطفال والمشاهدين بالقيم والاعتبار بما يحدث من صراعات بين الخير والشر وما تؤول إليه من انتصار الخير لافتة إلى أن الأفكار والطروحات الفنية متوافرة بكثرة ولكن الإبداع والنجاح في المنافسة هو في إخراج تلك الأفكار بأساليب إبداعية قادرة على صنع الفارق في إيصال تلك الأفكار إلى قناعات المشاهدين وملامستها مشاعرهم صغاراً كانواً أو كباراً”.

وفي فعالية " لقاء مصارحات وابتسامات “ خلال المهرجان قال الفنان الإماراتي أحمد مال الله إن لغة الطفل صعبة لأنه صريح والمهرجان نقطة تلاقٍ مع هذه الفئة ودراسة مستقبلها من خلال السينما ومن خلال هذا الحدث السنوي الرائع أصبحنا نرى نماذج رائعة عن المحكمين الواعدين الذين يسهمون في تقييم الأعمال السينمائية”.

وشهدت فعاليات المهرجان سلسلة ورش شملت ورشة حول "أساسيات صناعة الفيديو" قدمتها آريا شيترا رئيسة العمليات في "نيكون كيدز فوتو كلاب - Nikon Kids Photo Club" في نيكون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تعلم المشاركون من جميع الفئات العمرية كيفية تصوير مقاطع الفيديو وتحريرها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الكاميرات التي توفرها الجهة المنظمة.

كما قدمت ورشة العمل تدريباً عملياً على وظائف واستخدامات مختلف إعدادات وأدوات التحكم بالكاميرا من أجل "الإلمام بالكاميرا أكثر بحيث يكون المنتج النهائي أفضل" وقدمت الورشة للمشاركين أيضا أساسيات صناعة الفيديو لمساعدتهم على خوض مغامرة التصوير الفوتوغرافي بكافة مستوياته وأنواعه.

وركزت ورشة قدمتها المدربة رفيعة الرميثي على فن المكياج السينمائي وشرحت للجمهور كيفية رسم المؤثرات الخاصة للشخصيات مثل الجروح والحروق باستخدام مواد طبيعية معظمها متاحة في متناول أيدي الأطفال دون الحاجة إلى المواد التي يستخدمها الكبار في المكياج السينمائي الاحترافي.

ونظم المختبر الإبداعي ورشة بعنوان "كيف تتعلم صناعة الأفلام من خلال مشاهدة الأفلام" حيث قدم المدرب طلال الأسمني شرحا للعناصر التي يتكون منها العمل السينمائي وأهمية كل عنصر في نجاح الفيلم ووصول رسالته إلى الجمهور بأسلوب يتكامل فيه السيناريو مع أداء الممثلين والتنفيذ الاحترافي للجوانب الفنية مثل التصوير والإخراج والمونتاج والمؤثرات البصرية.

وجمعت إدارة سلامة الطفل الصغار خلال المهرجان مجموعة ورش استهدفت نشر التوعية بإجراءات السلامة من خلال سرد قصص مصورة أصدرتها الإدارة تستهدف تحقيق الفائدة والمتعة.

وستنظم إدارة سلامة الطفل خلال المهرجان 3 ورش تفاعلية لرفع الوعي لدى زوار المهرجان الصغار حول موضوعات السلامة والوقاية من الحوادث تشمل السلامة المنزلية والوقاية من ضياع الأطفال في الأماكن العامة وتجنب الإساءة للأطفال.

  قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

"الشارقة السينمائي" يناقش مستقبل صناعة الرسوم المتحركة ومراحل تطورها في إنتاج الأفلام

" مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب" ينطلق غدا تحت شعار "فكر سينما"