متحف الأزياء هو صرح حضاري مهم، يعرف الزائر بأزياء الملوك، والملكات، خلال العهود السومرية، والاشورية، والبابلية بالإضافة الى الأزياء التراثية، وازياء المكونات، والطوائف التي يتكون منها الشعب العراقي، والمتحف الذي افتتح في أعياد الربيع من عام 2015  هو صغير بحجمه لكنه كبير بقيمته الحضارية، والثقافية، والتاريخية، والتراثية.

هذا حديث تمارا فهمي الخفاف مسؤولة قسم المتحف (متحف الأزياء) في قسم العروض في دار الأزياء العراقية.

واكملت الخفاف حديثها قائلة: كانت قطع الأزياء التي تلبسها العارضات لسنوات تصبح غير صالحة للعرض، أي  قطعة متحفيه مثلما يطلق عليها، وتحفظ في مخازن معزولة، وهذا الاجراء معمول به منذ تأسيس الدار في السبعينات من القرن الماضي، حتى كان هذا المتحف، اذ تم اخراج كل الأزياء من المخازن وعرضها في هذا المتحف،  الذي اصبح جزء مهم، وحيوي في قسم العروض بما يتضمن من أزياء غاية في الأهمية، وذات قيمة عالية جدا، فيه قطع عمرها اكثر من 40 سنة أي انها صنعت في الدار لغرض العرض في بداية التأسيس، ويزور المتحف، وبشكل يومي عدد كبير من الزائرين، ومنهم  شخصيات دبلوماسية، واجتماعية مهمة، مثلا سفراء الدول في العراق، وملكة جمال بلجيكا التي اعجبت بأزياء الملكات في كل العهود، ولفت انتباهها ملابس زبيدة زوجة هارون الرشيد.

اما عن أزياء المكونات، والطيف العراقي فقالت: هذه الأزياء تأتي للمتحف كهدية من بعض المكونات مثلا اليزيدية، والسريانية، والاشورية، ونحن بصدد تسلم زي خاص بسهل نينوى،  وتسلمنا من احد المهتمين بالتراث ما يسمى( جاروكات) (زي خاص بالمكون المسيحي  لنساء نينوى ويصنع يدويا) واهدتنا السيدة، (زهرة زنكنة) رئيسة منظمة  مجتمع مدني ملابس تخص سكان الشريط الحدودي بين العراق، وايران، وهي قطع اصلية عمرها اكثر من خمسين سنة،  وبالإمكان استخدامها للعرض، والمعروف ان العراق فيه تنوع حضاري، وثقافي، وفلكلوري، وتراثي كبير، ومتشابك، لذا فهناك تشابه كبير بين الأزياء، مثلا هناك زي اشوري فيه شبه كبير من زي سومري، او بابلي الا بعض التغيير، او الإضافات،  وما يميز الأزياء في العراق من شماله الى جنوبه انها امتداد بين الثقافات التي عاشت على ارض العراق.

 اما عن مستقبل هذا المتحف فقالت: المتحف وان كان يضم عدد كبير من الأزياء الخاصة بالشعوب، والحضارات، والمكونات الا انه صغير جدا فهو يتضمن ثلاث أروقة صغيرة، ومتداخلة فيما بينها، لذا نسعى لتوسيع المتحف، على ان يكون لكل مرحلة زمنية رواق خاص، مثلا  رواق كامل للأزياء السومرية والاكسسوارات، والأدوات التي كانت تستخدم في المناسبات، والاعياد، والمهرجانات  بطريقة تنقل المشاهد الى عمق الحياة الاجتماعية، وهكذا، وحتى بعض المستلزمات الخاصة بالملوك، او الملكات، ونطمح ان يكون رواق خاص بكل مكون، او طيف عراقي، بالاخص وان العام المقبل سيحتفل الدار باليوبيل الذهبي أي مرور 50 عاما على تأسيسه، وقد يشهد تغييرات كثيرة.

قد يهمك ايضاً :

معرض نجيب محفوظ يضم 48 عملًا لفنانين من دول العالم في حدث غير مسبوق

رئيس لجنة "جاير أندرسون" يتحدَّث عن صعوبات توثيق وقائع تاريخ الفن المصري الحديث