الإكتئاب، والقلق، وإيذاء النفس والتفكير في الإنتحار وجدت جميعها لتكوّن مشتركة صورة غير متناسبة بين الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن 26 عاماً

ترتفع معدّلات إيذاء النفس عند الرجال في ظلّ كفاحهم من أجل أداء أدوار عائل الأسرة التقليدية ، وذلك في أعقاب التحوّل الإقتصادي بحسب ما تشير الدراسات. حيث وجد الباحثون من جامعة مركز أوكسفوردOxford  لأبحاث الإنتحار بأن معدلات إيذاء النفس بين الرجال في إرتفاع، ولوحظ هذا  الإرتفاع بشكل مضطّرد منذ عام 2008. بينما وبالمقارنة، نجد أن هذه المعدلات بين النساء تشهد إنخفاضاً.

وأشارت الدراسات إلي أن الرجال يحاولون إثبات أنفسهم مالياً مع تولّيهم الدور التقليدي كعائل للأسرة، ومن ثم إذا أصبحوا عاطلين عن العمل أو عانوا من إنخفاض في الأجور فهم أكثر إحتمالاً للتعرض للكرب الشديد. وأوضح  البروفيسور كيث هاوتون  معدّ احدى الدراسات  لصحيفة الإندبندنت بأن المشكلات التي تحدث في أعقاب التراجع الإقتصادي تزيد معها مخاطر السلوك الانتحاري والتي تتضمن المخاوف من فقدان الوظيفة  بالفعل، والمشكلات المالية والتأثير على العائلات والعلاقات وربما الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.

أما التأثير الأكبر على الرجال على الأقل من حيث السلوك الانتحاري ربما يكون على علاقة بأهمية العمل وشعورهم بالمسؤولية في تحمل أعباء الأسرة. وقال ستيفن باكلي رئيس المعلومات لمؤسسّة الصحة العقلية الخيرية Mind في حديثه لصحيفة الإندبندنت بأن أبحاث العقل وجدت أن الرجال يعرفون بأنفسهم أكثر من خلال مهنتهم مقارنةً بالنساء، لذلك نجد واحدا" من بين سبعة رجال سوف يصابون بالإكتئاب في غضون ستة أشهر من فقدان وظيفتهم.

ويمكن أن تمنع مسائل مثل الوصم الذاتي أو فكرة أن " الرجال الحقيقيين لا يبكون " ,الرجال من الحصول على المساعدة التي هم في حاجة إليها. فالرجال في كثيرٍ من الأحيان يحاولون إيجاد سبل للتعامل مع مشاكلهم بشكل مستقل بدلاً من التواصل وتبادل مشاكلهم.