لندن - كاتيا حداد
نصح أطباء باستخدام قناع التنفس العلاج الأكثر فاعلية لمرضى الشخير المزمن، وهذا القناع مصنوع من تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وهي تقنية خاصة حيث تستخدم المسح الضوئي لكي تتطابق مع وجه المريض، ويعتقد أن هذا العلاج أكثر راحة وفعالية.
ويتم توصيل القناع بجهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر، وعادة ما يستخدم في علاج انقطاع النفس النومي وهو السبب الرئيسي في الشخير المزمن، ويحدث الشخير عندما تنسد الممرات الهوائية بالحلق لدى بعض الأشخاص لمدة قد تصل إلى عشر ثواني أثناء النوم، ويعتقد أنها تؤثر على واحد من كل خمسة بالغين وواحد من كل 30 طفلًا في بريطانيا وفي الحالات الشديدة يتوقف المريض عن التنفس مؤقتا، ويحدث ذلك كل دقيقة أو دقيقتين، وعندما ينخفض مستوى الأكسجين تُرسل إشارات للدماغ التي بدورها تعطي أوامر لعضلات الحلق لإعادة فتح الممرات الهوائية ويبدأ المريض في التنفس مجددا، (يحدث صوت الشخير عند انسداد الممرات الهوائية)، ويمكن أن يؤدي انقطاع النفس النومي إلى مشاكل خطيرة إذا ترك دون علاج على المدى الطويل مثل (أمراض القلب والسرطان)، ويبدأ العلاج بتغيير نمط الحياة لتقليل المخاطر ويشمل فقدان الوزن الزائد لأنه يمكن أن يزيد الضغط على الممرات الهوائية.
ويقترح توصيل القناع بجهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) للمرضى الذين لا يجدون جدوى في إنقاص الوزن وارتداء القناع طوال الليل، ويجب ضبط الجهاز لكي يتناسب مع الأنف أو الفم عن طريق الأحزمة. ويتصل أنبوب القناع بمحرك صغير أو مضخة لدفع الهواء داخل أنبوب تحت ضغط طفيف للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا، وعلى الرغم من تأكد فعالية جهاز CPAP إلا أن الكثيرين لا يجدوه مريحًا ويتوقفوا عن استخدامه.
وقد أجريت دراسة عام 2008 وجدت أن نسبة الأشخاص الملتزمين باستخدام الجهاز 54% بينما توقف 15% عن استخدام الجهاز بعد تجربته لمدة 15 شهرًا، في حين لم يستخدمه 31% من عينة الدراسة. ومشكلة الأقنعة القياسية أنها ضخمة وقد لا تكون مناسبة في بعض الأحيان وقد تسبب ألمًا أو عدم راحة، وعندما يكون القناع غير مناسب قد يترك فجوات يتسرب منها الهواء مما يؤدي إلى عدم وصول نسبة هواء كافية للأنسجة لكي تبقى مفتوحة وبالتالي يفقد العلاج فعاليته.
يمكن أن يتغلب القناع الجديد على تلك المشكلات لأنه مُصمم خصيصًا لكي يتناسب مع الوجه وبذلك يكون أكثر راحة ولا يسرّب الهواء، وهو ما يسمى بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وهي تقنية تقوم بصناعة جسم ثلاثي الأبعاد من التصميم الرقمي، وهناك أجهزة خاصة تستخدم سائل حبر السيليكون لتكوين طبقات جسم مادي ذو أبعاد محددة من الصورة.
وتم تجربة الأقنعة في مستشفى سينسناتي للأطفال في الولايات المتحدة وتم أخذ عينة من 20 مريض يعانون من انقطاع التنفس النومي وتصوير وجوههم صورة ثلاثية الأبعاد بكاميرات خاصة- وهي عملية بسيطة تستغرق خمس دقائق- ثم ترسل هذه الصورة إلى طابعة ثلاثية الأبعاد وبتم عمل القناع ليتناسب مع ملامح وجه المريض. ويرتدي المريض القناع كل ليلة لمدة ستة أشهر وسوف يتم رصد مقدار وقت تحمل جهاز CPAP أثناء النوم وكذلك رصد مستويات الراحة، ويوجد قناع آخر ثلاثي الأبعاد مطبوع صمم في سنغافورة وسوف يتوفر في المملكة المتحدة العام المقبل.
وأوضح الدكتور جايديب راي (استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في المستشفيات التعليمية في شفيلد): "هذه التجربة تعكس التحرك نحو شخصية الدواء وذلك بهدف توفير علاجات متخصصة للمرضى ومن المثير للغاية أن نرى نتائج الدراسة وتأثيرها على استخدام جهاز CPAP."