مصريون يسيرون على شاطيء العريش

ارتاد العشرات من المصريين، عصر الثلاثاء، شواطئ مدينة العريش في سيناء، ليغتسلوا بماء البحر المتوسط في ما يُسمى "أربعاء أيوب"، وذلك إحياء لتقليد يعود إلى مئات السنين.ويقوم التقليد على اعتقاد بأن فعل ذلك الثلاثاء الذي يسبق عيد "شم النسيم" يشفي من الأمراض، ويحقق أمنيات الزواج والإنجاب، حيث تقول الأسطورة التي يرويها أبناء مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء

، إنه في مثل هذا اليوم من آلاف السنين، شهد شاطئ العريش وجود سيدنا أيوب عليه السلام, الذي ابتلي بالعديد من الأمراض، وأثناء مروره هو وزوجته ناعسة بهذه المنطقة من شاطىء العريش، تركته على الشاطئ وغابت عنه لفترة زمنية، فاندفعت إليه موجة من أمواج بحر العريش لتأخذه داخل مياه البحر ليستحم ويغتسل بناءً على وحي من الله سبحانه وتعالى, فيشفى من جميع أمراضه ويخرج من البحر سليمًا معافًا وفي كامل صحته، وعندما عادت زوجته إلى المكان الذي تركته فيه عليلاً لا يقوى على الحركة، وجدته سليمًا بعد مرض دام 18عامًا.ويقول عيد مرزوقة، أحد مشايخ البدو في سيناء، "إن الاحتفال بـ(أربعاء أيوب) يبدأ من بعد عصر الثلاثاء الذي يسبق (شم النسيم)، حيث يتوافد المئات من أبناء سيناء والمحافظات الأخرى وبعض الدول العربية إلى شواطئ العريش على البحر الأبيض المتوسط، وقبل اختفاء قرص الشمس يندفع الجميع إلى مياه البحر للاستحمام، اعتقادًا بأن الشمس ستأخذ الأمراض وتحقق الأمنيات، ويظلون في المياه حتى اختفاء قرص الشمس تمامًا من الأفق".ويضيف موسى الرميلي، أحد أبناء المنطقة، أن الاحتفال قد أصبح موروثًا شعبيًا يحافظ عليه أهالي المنطقة منذ مئات السنين، وهم يتوارثون طقوسه وعاداته جيلاً بعد جيل، وأن الاحتفال عادةً ما يخلو من أي مظاهر دينية كالصلاة أو الدعوة والتكبير.وتوضح فتحية علي، من الإسماعيلية، "سأحضر الاحتفال لأن ابنتي متزوجة منذ عامين وقد تأخر حملها كثيرًا، وسأدعو الله بأن يرزقها بحمل صالح"، مضيفة أن "شقيقتها كانت تعاني من مرض جلدي منذ سنوات، وعندما نزلت البحر العام الماضي شفيت منه، فيما أكد عضو مجلس الشعب عن العريش، الكاشف محمد الكاشف، أن فئات عمرية مختلفة تحضر هذا الاحتفال، بعد أن كان في الماضي مقتصرًا على كبار السن الذين كانوا يحضرون للشفاء من الأمراض، أما الآن فالاحتفال يضم أطفالاً وشبابًا وفتيات طلبًا للزواج.ويرى إمام وخطيب المسجد الرفاعي في العريش، الشيخ الصادق إبراهيم جعفر، أن "أربعاء أيوب" أسطورة من التراث الشعبي والفولكلور، الذي ألفه واستوحاه المؤلفون مثل زكريا الحجاوي، من أجل تحريك المشاعر واسترقاق القلوب كما فعلوا مع عنترة بن شداد وقيس وليلى وأدهم الشرقاوي وغيرهم، وأنه ليس هناك أي سند شرعي لذلك، وأن علماء التوحيد قرروا أن الأنبياء لا يمرضون بأمراض منفرة مثلما يقال عن سيدنا أيوب، فهم منزهون عن مثل هذه الأمراض، خلافًا على ما حكته التوراة, وأن ما يحدث ويقال عن "أربعاء أيوب" من الأساطير، ولا سند له في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.ويفيد مسؤول محلي في شمال سيناء، أن المحافظة تستعد جيدًا لمثل هذا الاحتفال، حيث تم تجهيز وإعداد مرافق الخدمات الشاطئية، وتوفير حاجات المواطنين من أبناء المحافظة والزائرين.