مرض فقر الدم "الأنيميا" يُهدّد حياة نساء غزة الحوامل

كشفت مصادر حقوقيّة أوروبيّة، الأربعاء، أن مرض فقر الدم "الأنيميا" يُهدّد حياة نساء غزة الحوامل جرّاء الأحوال المعيشيّة السيئة نتيجة الحصار الإسرائيليّ الذي يتعرض له القطاع منذ العام 2006 .وأفادت دراسة ميدانيّة، نفّذها "المرصد الأورومتوسطيّ لحقوق الإنسان"، الذي يتخذ من جنيف مقرًا رئيسًا له، أن نصف النساء الحوامل في غزة يُعانين من مرض "الأنيميا"، بسبب سوء الأحوال المعيشيّة الناجمة عن الحصار الذي اشتدّ في الأشهر الأربعة الأخيرة بصورة قياسيّة، جرّاء إقدام مصر على هدم الأنفاق على الحدود مع غزة، والتي كانت بمثابة شريان الحياة لأهالي القطاع، وأن ما يشهده القطاع من اشتداد للحصار فاقم بشكل غير مسبوق الأوضاع الإنسانية للمرأة الفلسطينيّة عمومًا، وحرمها من التمتع بكامل حقوقها الإنسانيّة، التي تتلاشى كلما اشتد الحصار على مليون وثمانمائة مليون إنسان فلسطينيّ، كما أن قطع الكهرباء زاد من معاناة النساء، ودفع بهم إلى وصف الحياة بـ"الجحيم الذي لا يطاق"، وأن القانون الدوليّ أقرّ حماية خاصة للنساء تُمكّنها من العيش بعيدًا عن الترهيب والاعتداء وتوفير الاحتياجات كافة، الصحيّة والنفسيّة والاجتماعيّة للمرأة، وهو ما باتت نساء غزة يفتقدونه في الوقت الراهن، وأن حال المرأة في القطاع جرّاء الحصار الإسرائيليّ القائم منذ العام 2007، والذي اشتد منذ تموز،يوليو الماضي، تسبب في أن تدفع المرأة الفاتورة الأعلى تكلفة في أوقات الأزمات.وقد أُجريت الدراسة على عينة عشوائيّة من 1100 سيدة في قطاع غزة، تتراوح أعمارهن بين 24-50 عامًا، نصفهم من سكان مدينة غزة والنصف الآخر من بقية المحافظات، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 14-27 أيلول/سبتمبر 2013. وأشار "المرصد الأورمتوسطي"، إلى أن "تأزّم الوضع الاقتصاديّ انعكس بالسلب والضرر على الحياة الأسرية والوضع الاجتماعيّ والصحيّ والنفسيّ لنساء القطاع، إذ عبر 58 في المائة من السيدات عن اعتقادهن بأنّ معدل العنف ضد النساء داخل الأسرة قد ازداد في فترة الحصار، بينما أعربت 61 في المائة منهن عن الاعتقاد أن العنف ضد الأطفال تنامى بفعل ضغوط الحصار، وقالت 90 في المائة من النساء "إن مستوى العصبيّة والقلق والتوتر داخل الأسرة ارتفع بشكل ملحوظ، كما خلّف الفقر وانعدام الأمن الأسري، معاناة فاقمت الوضع الإنسانيّ للمرأة في القطاع، فقد كشفت 24 في المائة من السيدات عن ارتفاع حالات الطلاق داخل العائلات، لسبب عائد إلى تفاعلات الحصار، كما عبّر 23 في المائة من السيدات عن أن أُسرهنّ اضطرت إلى تزويج إحدى بناتها زواجًا مبكرًا للتخفيف من الأعباء الماديّة للأسرة، بينما اضطرت 61 في المائة من الأسر المستطلعة إلى تأجيل زواج أحد شبّانها لعجزها عن الإيفاء بتكاليف الزواج