معاناة الصداع

منحت الجهات الرقابية الصحية في إنكلترا، الضوء الأخضر لجهاز سيفالي Cefaly من أجل إستخدامه في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا  NHS، والذي قد ينهي معاناة الملايين من المواطنين مع الصداع النصفي لما يتمتع به من تقنية عالية.
وتكمن طريقة عمل العصبة الإلكترونية التي يبلغ ثمنها 250 جنيهاً إسترلينيا عبر إرسال نبضات كهربائية خفيفة لمنطقة الجبهة أعلى العين. ويمكن إرتداؤها لمدة 20 دقيقة في اليوم، أو عند التعرض للصداع النصفي. وقد أثبتت فعالية كبيرة في تخفيف المعاناة بين أربعة من أصل عشرة مرضى.
ويقوم الجهاز بتحقيق إسترخاء للعصب الثلاثي التوائم الذي يمر عبر الجمجمة، والذي يعتقد بأنه مصدر الصداع النصفي الذي يعاني منه حوالي ثمانية ملايين بريطاني – تشكل النساء ثلاثة أرباعهم – وينطوي غالباً على الدوار والغثيان والألم الخانق.
وعلى الرغم من أن المسكنات والعقاقير الأخرى يمكن أن تخفف من الأعراض، إلا أنها لا تؤتي ثمارها مع الجميع. كما أنه وحتى الآن لم يتم التوصل إلى الأدوية التي يمكنها بالفعل منع الإصابة بالصداع النصفي.
أما جهاز سيفالي Cefaly الذي يعمل بواسطة بطارية، فلا يختلف كثيراً عن الأدوية ، وله تأثير فعال على ما بين 40 إلى 75 بالمائة من المرضى. ولكن التجارب السريرية أثبتت بأنه وخلافاً لأغلب الأدوية، فإن عصابة الرأس الإلكترونية لا يصاحبها سوى القليل من الآثار الجانبية ويمكن حتى إستخدامها أثناء شهور الحمل.
وأصدر المعهد القومي للصحة وتفوق الرعاية ( NICE ) توجيهات جديدة في إنكلترا للتوصية بإستخدام الجهاز للمرة الأولى، وكتبت اللجنة بأن الصداع النصفي يعد صداعا شديدا قد يستمر لساعات أو أيام أو لفترةٍ أطول، وغالبا ما يصاحبه غثيان، وخوف مرضي من الضوء، وحساسية من الضوضاء إضافةً إلى التأثر بالروائح غير المستحبة.
وذكر مسؤولون بأن التقييم لا يثير أية مخاوف متعلقة بالسلامة، ونصحوا بأن الجهاز نافع بشكل خاص للمرضي الذين لا يستطيعون التغلب على الآثار الجانبية للأدوية أو لا يرغبون في تناولها. ولكنهم أكدوا على أهمية القيام بالمزيد من الأبحاث لأن التجارب ليست كثيرة، كما شددوا أيضاً على ضرورة مراجعة طبيب للتأكد من عمل الجهاز على نحوٍ جيد وتأثيره بشكلٍ فعال.
وفي تجارب أجريت على 56 مريضا في بلجيكـا، فإن 40 بالمائة منهم إستجابوا للعلاج وإنخفضت الأعراض لديهم إلى النصف. بينما وفي إيطاليـا، فإن التجارب التي أجريت على 24 مريضا وجدت بأن الجهاز نجح في إحداث تأثير فعال على 75 بالمائة منهم.
وأشار المسؤولون إلى أن نتائج الإستقصاء الذي خضع له 2,313 مريضا ممن قاموا بإستخدام الجهاز في مختلف أنحاء العالم لم يكن هناك سوى 4 بالمائة منهم عانوا من آثار جانبية تمثلت في مشكلاتٍ في الجلد والنوم.
ورحب الخبراء بذلك الجهاز الذي من المنتظر بأن يحدث طفرة، وقال سايمون ايفانز الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية للصداع النصفي بأن أي علاج جديد لمرضى الصداع النصفي سيتم الترحيب به من قبل الأعضاء. بينما قال البروفيسور جان شونين خبير الصداع النصفي في جامعة لييج Liege في بلجيكا، والرئيس السابق لجمعية الصداع الدولية بأن جهاز سيفالي Cefaly  قد يساعد نحو 40 بالمائة من المرضى على التخلص من الصداع النصفي وعدم اللجوء إلى الأدوية. ومع ذلك، فإنه ينبغي الأخذ في الاعتبار أن جهاز سيفالي لا تظهر فعاليته عادةً قبل ثمانية أسابيع من الإستخدام.