الجنس عن طريق الفم يرفع مخاطر الاصابة بالسرطان

حذرت دراسة بحثية من ممارسة الجنس عن طريق الفم أو ما يُعرَف بـ"الجنس الفموي"، باعتباره يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الفم والحلق بنحو 22 مرة، وقد جرت العادة على اعتبار هذا المرض أحد آثار إدمان التدخين والكحول، ولكنه ارتبط في الأعوام الأخيرة بفيروس الورم الحليمي البشري.

ويعتقد العلماء أن الجنس عن طريق الفم هو الطريق الرئيسي للفيروس المرتبط عادة بسرطان عنق الرحم، والذي يصل إلى الفم، وهو من الفيروسات التي تؤثر على الجلد والأغشية الرطبة التي تبطن الجسم، بما في ذلك فتحة الشرج وعنق الرحم والفم والحلق.

ويسبب فيروس الورم الحليمي أورام الفم والبلعوم واللهاة وقاعدة اللسان واللوزتين، وبالرغم من أنه لا يؤدي إلى السرطان مباشرة، إلا أنه يتسبب في تغير الخلايا وتطورها حتى تصبح سرطانية، ويعتبر الرجال عرضة للإصابة بسرطان الفم والبلعوم ضعف النساء، ووفقًا لأرقام منظمة الصحة العالمية، يعتبر سرطان الفم النوع الـ11 الأكثر شيوعًا من أنواع السرطان في جميع أنحاء العالم.

ويصيب سرطان الفم والبلعوم ما يقرب من نصف مليون شخص حول العالم سنويًّا، ويتم تشخيص أكثر من ثلثي الحالات في مراحل متقدمة من المرض، حيث يكون السرطان قد انتشر في الغدد الليمفاوية أو ما بعدها، ويتسبب في وفاة نحو 150 ألف شخص كل عام.

وتأخذ الفتيات في بريطانيا بين عمري 12 و13 عامًا لقاحًا للمساعدة على حمايتهن ضد أنواع من هذا الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم، ولكن لا يوجد أي برنامج لتحصين الأولاد، ومن المتوقع أن يحمل العام 2017 توصية لوقاية المراهقين من الفيروس.

وتعتبر هذه الدراسة الأولى التي تظهر بشكل قاطع أن وجود الفيروس في الفم يؤدي إلى الإصابة بسرطان الفم والبلعوم، ويأتي هذا بعد دراسة أظهرت أن المصابين بالفيروس هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم والحلق بنحو 22 مرة، وفي أبحاث أخرى وجِد أن هذا الفيروس يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي والعنق مثله مثل التبغ والحكول.

وينتشر هذا الفيروس عن طريق ملامسة الجلد، وليس فقط عن طريق الجنس، ويعتقد العلماء أن كل البشر معرضين للإصابة بالفيروس في مرحلة ما من حياتهم، ولكن عند الأشخاص اللذين يملكون جهازًا مناعيًّا قويًّا، تقل احتمالات الضرر الكبيرة، وفي حالات نادرة يؤدي الفيروس إلى سلسلة من الأحداث التي تنتهى بسرطان عنق الرحم والقضيب والشرج والمهبل والفم.

ويمكن أن تسبب 15 سلالة من هذا الفيروس سرطان عنق الرحم، أشهرها وأكثرها شيوعًا "أتش.بي.في 16"، وهو أخطرها إلى جانب "أتش.بي.في 18"،  والتي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مسببة نحو 95% من حالات سرطان عنق الرحم.

وأجرى الخبير البارز في سرطان الرأس والعنق من جامعة كاليفورنيا، الدكتور نو هي بارك، دراسة أظهر فيها أن الفم على مستوى الخلايا مشابه جدًا للمهبل وعنق الرحم، فكلاهما لديه نفس نوع الخلايا الظاهرية التي يستهدفها الفيروس، وأن التدخين والكحول يساعدان على تعزيز نتائج غزو الفيروس، فوجود الثلاثة سويًّا يمكن أن يؤدي إلى تطور سرطان الفم.

واقترح بحث جديد أجرته كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك أن الأشخاص الذين يحملون الفيروس في أفواههم معرضون للإصابة بأورام قاتلة 22 مرة أكثر من الأشخاص الذين لا يحملون الفيروس.

واستند العلماء على هذا الاكتشاف بعد أن أجروا عينات للفم من 97 ألف شخص كانت خالية من السرطان في بداية المشروع، وتتبعوها على مدى 4 أعوام، فأصيب نحو 132 شخصًا من المشاركين بسرطان الرأس والعنق.

وقورنت عينات المشاركين في الدراسة مع مجموعة ضبط تتكون من 396 شخصًا من الأصحاء، وحللوا عينات الفم لعدة أنواع من فيروس"أتش.بي.في" لكلا المجموعتين، وخلصوا إلى أن العينات التي احتوت على الفيروس كان أصحابها عرضة لتطور سرطان الفم والبلعوم بـ22 مرة أكثر مقارنة بالعينات النظيفة.

ووجد الباحثون للمرة الأولى أن وجود بعض الأنواع من "أتش.بي.في"، والمعروف باسم بيتا وغاما والتي عادة ما تستهدف الجلد مرتبطة بتطور سرطان الرأس والعنق، وارتفعت حالات الإصابة بسرطان الفم في الأعوام الثلاثين الماضية بشكل ملحوظ.

وأصيب بهذا المرض الممثل الشهير ميشيل دوغلاس العام 2013، الا أنه تعافى بالرغم من اكتشاف المرض في المرحلة الرابعة والتي يكون الشفاء فيها صعبًا للغاية.
صورة 1 ميشيل دوغلاس مع كاثرين زيتا جونز