تعامل الجسم مع رسم الوشم باعتباره هجومًا السبب الأبرز في بقائه لفترة طويلة

يفسر العلماء سبب بقاء الوشم إلى الابد على الجلد بأن الجسم يعتقد أنه يتعرض للهجوم عندما يرسم الوشم على الجلد، وتسمح عمليات الجسم المعقدة التي تبقي البشرة محمية من العدوى ضد الحبر بالعيش عليها إلى الأبد.
ويصعب بقاء شيء على الجلد نظرًا إلى أن الإنسان يتخلص من 40 ألف خلية جلدية في الساعة، أي نحو مليون خلية في اليوم الواحد، وهذا ما يفسر التقشير التدريجي لأي شيء مرسوم على الجلد أو زواله عند غسله، إلا الوشم على الطبقة الخارجية من الجلد والطبقة العميقة؛ لأن الحبر يندفع بعمق باستخدام الابر الصغيرة المستخدمة في عمليه الوشم إلى الألياف والأعصاب في الطبقة العميقة التي تسمى الأدمة.
صورة: ظهر الوشم للمرة الأولى في القرن الـ16 على الرغم من أنه لم يكن واسع الانتشار
ويتفاعل الجسم مع هذا الحبر في الطبقات الداخلية للجلد، وهو ما يؤدي إلى تفاعل جهاز المناعة فيما يعتبره هجومًا ويبدأ بإرسال خلايا إلى الجروح التي يسببها الوشم لترميم الجلد، ويبدو أن هذه العملية صادمة ولكنها في الواقع تسمح للوشم بالبقاء لفترة أطول.
ويلتصق الوشم أكثر مع الخلايا الجديدة التي تعرف باسم الخلايا الضامة، والتي تبدأ بالتهامه إلى جانب امتصاص الخلايا الجلدية الليفية لما تبقى منه، وهكذا يبقى الحبر والوشم عالق في الطبقة الداخلية في رسم واضح على الجلد.
ويغوص الكثير من الحبر أيضًا في الطبقة العليا من الجلد، وهو السبب في التهاب الطبقة الخارجية بعد عملية الوشم وحاجته للشفاء، ويأخذ الجلد عادة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع للشفاء في البداية، ويستمر الجسم في مهاجمة الحبر في جميع مراحل الحياة وهذا يعني أن الوشم سيزول تدريجيًا مع مرور الوقت ولكن يمكن تسريع هذه العملية بأشياء أخرى مثل ضوء الشمس، ولكن الجسم لن يتخلص من كل الحبر، ويمكن إجراء تدخلات بالليزر الذي يصل إلى عمق الجلد ويكسر أجزاء الحبر إلى جزيئات صغيرة يمكن أن يتخلص منها الجسم بدوره.