اضطراب البكتيريا المعوية

كشفت دراسة حديثة أن فقدان الشهية قد يكون له صلة بوجود خلل قي توازن البكتيريا في الأمعاء، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الشهية لديهم مجموعات أقل من البكتريا وأقل تنوعًا في القنوات الهضمية مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.

وأرجع الباحثون هذا الخلل إلى وجود بعض الأعراض النفسية للحالة، مثل الاكتئاب والقلق والرغبة المتزايدة في فقدان الوزن، وربطت دراسات سابقة المجموعات البكتيرية في القناة الهضمية، والتي قد تصل إلى تريليونات من البكتيريا التي تؤثر على صحة الجهاز الهضمي والمناعة وصحة المخ.

وأوضح الباحثون أن النتائج الجديدة تشير إلى أن الميكروبات في الأمعاء قد تؤثر على الإشارات البيوكيميائية التي تحدث بين القناة الهضمية والجهاز العصبي، والتي تلعب دورًا مهمًا في وظيفة الدماغ صحية، حيث تشارك بكتيريا الأمعاء في إرسال هذه الإشارات، مما يعني أن وجود أي اضطراب في البكتيريا يمكن أن يؤثر على المخ.

وتؤثر اضطرابات الأكل الخطيرة مثل فقدان الشهية والشره المرضي واضطرابات تناول الأكل بشراهة تؤثر على ما يقدر بنحو 5% من النساء و 2% من الرجال في بريطانيا، بينما يصاب نحو ثلاثة ملايين أشخاص في الولايات المتحدة، بحالة فقدان الشهية.

وتسفر هذه الحالة النفسية عن أعلى معدل وفيات وذلك مقارنة بأي اضطرابات نفسية أخرى، حيث يموت المصابون بهذه الحالة جراء سوء التغذية أو الانتحار.

وأفاد مؤلف الدراسة الدكتور إيان كارول، من جامعة نورث كارولينا، والباحث في مركز الجهاز الهضمي وأمراض الأحياء، بأن الدراسات السابقة ربطت بين بكتيريا الأمعاء واضطراب الوزن والسلوك، حيث يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشهية من خسارة كبيرة في الوزن، ولذلك قرر دراسة هذه العلاقة بشكل أكبر.

وصرّح الدكتور إيان: "لسنا قادرين على الجزم بأن وجود خلل في التركيب الجرثومي بالأمعاء، يسبب أعراض فقدان الشهية العصبي، بما في ذلك الأعراض المرتبطة بها مثل القلق والاكتئاب".

وأضاف: "القصور الشديد في الحصة الغذائية الناتج عن فقدان الشهية العصبي، قد يؤدي إلى تغيير تركيبة المجموعات الميكروبية داخل الأمعاء، ويمكن أن تساهم هذه التغييرات في الشعور بالقلق والاكتئاب، ومزيد من فقدان الوزن للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، فهي حلقة مفرغة، ونريد أن نرى مدى قدرتنا على مساعدة المرضى لتجنب أو عكس هذه الحالة".

وتابع: "نريد أن نعرف ما إذا كان تغيير التركيبة الجرثومية للأمعاء، يمكن أن ساعد على الحفاظ على الوزن واستقرار الحالة المزاجية على مر الزمن".

وكجزء من الدراسة، جمع فريق الدكتور كارول عينات البراز من 16 امرأة يعانين من فقدان الشهية بعد أن التحقوا لأول مرة بمركز "UNC" الخاص بعلاج اضطرابات الشهية.

 

وأخذ فريق العمل بعد ذلك عينات مرة أخرى بعد تلقي العلاج وخروجهم، والذي يحدث عادة عندما يتمكنون من استعادة 85% من الوزن المنشود،  كما أخذوا عينات من 12 شخصًا لا يعانون من هذا الاضطراب، ثم سجلوا مدى تكوين وتنوع الجراثيم الأمعاء في كل عينة".

وأظهرت النتائج تغيرات ملحوظة في مجموعات بكتيريا الأمعاء، حيث كانت عينات المرضى قبل خروجهم من المستشفى تحتوي على كميات أقل من البكتريا وأقل تنوعًا، مقارنة بعد خروجهم من المستشفى حيث لاحظ الباحثون زيادة في حجم البكتريا المعوية، ولكنها كانت أقل بشكل ملحوظ من الأشخاص الطبيعيين.