سلوكيات تناول الطعام لمكافحة السمنة

توصل باحثون إلى أنّ البكتريا المعوية وراء الشعور بالرغبة في تناول الأطعمة الدسمة في وقت متأخر من الليل، وليس ضعف الإرادة. ويعتقد الخبراء أن النتائج الفريدة التي توصلوا إليها بعد إجراء دراستين علميتين يمكن أن تغير الطرق التي يتبعها الأطباء في منع السمنة، والسكري، وأمراض القلب والسرطان، حيث تركزت الجهود السابقة على تثقيف الناس حول تغيير نمط الحياة.

وبيّن قائد الفريق البحثي، كارلو مالي، من جامعة نيو مكسيكو، "تسيطر الميكروبات الموجودة في الأمعاء على سلوك تناول الطعام بطرق عدة، بما في ذلك إنتاج السموم التي تغير المزاج، وتغير مذاق الطعام، فضلا عن توصيل الخلايا العصبية بين الأمعاء والمخ".

ويسعى الكثير من الناس إلى مقاومة الرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، مما يشكل تحديًا يوميًا لكثير من الناس.

وغالبًا ما يرجع الأطباء ذلك إلى عدم القدرة على ضبط النفس والتحكم في الشهية، ولكن يشير الباحثون إلى احتمال آخر، وهو الصراع بين المستهلك والبكتيريا في الأمعاء.

وبيّنت الباحثة آنا زاكريسون، التي أجرت تحليل الأدلة للدراسة الجديدة الثانية، "أشعر أن الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات قد لا تأتي من ذاتي، ولكن من نظام الجسم الداخلي، الذي يتم السيطرة عليه من خلال الجراثيم الموجودة في القناة الهضمية، فضلاً عن سيطرة الميكروبات على العقل".

ويعتبر تأثير بكتيريا الأمعاء على تغيير سلوك الشخص، قائم على أساس علمي متين، وتعرف العملية باسم عملية تعديل سلوك المضيف، التي تقوم بها بكتريا "التوكسوبلازما" الطفيلية على أكمل وجه.

وأجرى الباحثون دراساتهم على أدمغة فئران التجارب، وتبيّن أن البكتريا يمكن أن تغير سلوكها لتصبح أكثر اندفاعية وأقل دفاعية، مما يجعلها أكثر عرضة للقطط، وهي الحيوانات الوحيدة التي يمكن أن تتكاثر داخلها الجراثيم .

وأظهرت الأبحاث أن الفئران المصابة بهذه الجراثيم، يتطور داخلها الرغبة في الظهور في المناطق المفتوحة مما يزيد من مخاطر ملامسة القطط.

أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يصابون بعدوى البكتيريا عن طريق الاتصال مع الحيوانات المنزلية أو عن طريق تناول اللحوم الملوثة، فإنها نادرًا ما تصاب بأية أعراض بسبب نظام المناعة القوي، ولكن إذا  حدث أي خلل في النظام المناعي بسبب الإصابة بمرص معين، تنتقل العدوى سريعاً وتترسخ، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بهذه الجراثيم يصبحون أكثر تسرعًا وعرضة للسلوك المتهور.