جولة سياحية مشوقة في ممر دوفر الجديد في انجلترا

يبدو ميناء دوفر في صباح هذا الصيف الضبابي في حالة من الحركة الدائمة، وفي أسفل المنحدرات البيضاء، تنزلق العبّارات عبر القنوات داخل الميناء وخارجه، وبالقرب من الشاطئ، يمتزج أسطول من القوارب عبر المياه، وهناك مجموعة من السباحين في طريقهم على طول الشاطئ الحصوي. ووفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، كانت دوفر دائما مكان الوصول والمغادرة، فبها ميناء الركاب الأكثر ازدحاما في بريطانيا، والذي يستخدمه نحو 13 مليون مسافر كل عام.

 وتقول جوانا جونز، المديرة المشاركة في مؤسسة "دوفر أرتس ديفيلوبمنت": " يميل الأشخاص إلى الخروج من ذلك المكان بسرعة، وهو أمر مخزٍ لأن هناك الكثير من المناطق التي يمكن اكتشافها". ويعد  CHALKUP21 ممر سير يقع على مسافة 17 ميل يعانق الساحل بين فولكستون وديل، ويربط بين تسعة مباني وأعمال فنية عامة، وكلها بنيت في السنوات الـ 17 الماضية. وتقول جونز: "تم وضع الكثير من تراث دوفر العسكري، ولكن لدينا هذه العمارة المعاصرة الحائزة على الجوائز، وكنا نريد أن نحتفل بذلك".

ومن بين أبرز هذه المعالم " النصب التذكاري للحرب في إنجلترا" في كابيل لو فيرن ، ويوجد مقهى الأخشاب والزجاج في نهاية هذا النصب. وتم الكشف رسميا عن ممر CHALKUP21 في وقت لاحق من هذا الشهر ويستغرق المشي هناك عادة يومين. ووجهت جوانا الدعوة إلى محررة الصحيفة للانضمام إليها في معاينة النصف الشرقي من الممر، من "دوفر" إلى "ديل"، على بعد أقل من 10 ميلا، كما انضم إليهما المهندس المعماري تشارلز هولاند الذي يقوم بتصميم علامات لهذا الممر لكل من المواقع المعمارية والفنانين غريغ بورغوين وفريزر دويل ولويزا لاف ومارسيا تيوسينك، وهم سيضعون سلسلة من ورش العمل الفنية وفعاليات المشي لتعزيز مكانة هذا الممر السياحية.

ومع الوصول إلى قمة المنحدر فمن الممكن رؤية فرنسا في الأفق، وتضيف جوانا "نحن على خط المواجهة في أوروبا. ليس من قبيل المصادفة أن هذا هو المكان الذي اختار بانكسي لوضع جدارية بريكسيت . هذا ما جعلني أحب هذا الممر يجعلك تتطلع نحو الغد دون الحنين إلى الماضي".

بعد ذلك، يبدأ المسار في الاتجاه نحو خليج سانت مارغريت، وهو مستوطنة ثرية للفيلات الساحلية حيث يعد الشاعر البريطاني "لورد بايرون"، والأديب الإنجليزي "إيان فليمينغ" والكاتب المسرحي "نويل كوارد" من بين سكانها السابقين. وتعتبر القرية أيضًا موطن لـ"بينس كاليكس" ، وهو المبنى البيئي الرائد الذي يعد الاستخدام المبتكر للمواد المعاد تدويرها والصديقة للبيئة؛ فالأرضيات مصنوعة من شباك الصيد المعاد تدويرها كما أن الأسقف من العشب والتي تأخذ شكل القبة، المبنى نفسه ليس مفتوحا للجمهور، غير أن حديقة النحت الهادئة ومتحف The Pines Garden Tea Room هما في استقبال الزائرين.