تمثالي الملك أمنحتب الثالث

بدأت السبت في الأقصر، عملية إعادة تركيب تمثالي الملك أمنحتب الثالث، بعد أن تمكنت بعثة أثرية مصرية أوروبية من إنقاذهما ورفعهما من وسط الزراعات، بعد أن ظلا وسطها قرابة 3200 عام، وسيجري تحويله إلى مزار سياحي، بتكلفة نهائية تصل إلى 20 مليون دولار. واستغرق رفع التمثالين وإعادة ترميمهما وصيانتهما 40 يومًا، ليتم البدء في إعادة تركيبهما على قاعدتين أعدتا  لذلك، داخل موقع أثري جديد يجرى الإعداد لافتتاحه كمزار سياحي، ليكون التمثالين أكثر مزارًا سياحيًا من حيث ارتفاع معالمه، إذ سيبلغ طول التمثالين بعد إعادة تركيبهما 22 مترًا، بما يمكن الزوار من مشاهدتهما بعد إضاءتهما من أي مكان في الأقصر، ويبلغ وزن كل تمثال 110 طن. وقال مدير المشروع المصري الأوروبي لحماية وصيانة معبد الملك أمنحتب الثالث، الدكتور محمد عبدالمقصود، "إن التمثالين عُثر عليهما في البوابة الشمالية لمعبد أمنحتب الثالث، ويمثلان الملك أمنحتب واقفًا ومرتديًا تاج الجنوب، موجهًا نظره تجاه الشمال، ويعد نجاح رفع التمثالين وترميمهما وإعادة تركيبهما حالة فريدة في تاريخ الآثار المصرية، وبخاصة أن هناك 4 مشاريع سابقة جرت لإنقاذ ورفع التمثالين منذ العام 1932، وباءت جميعها بالفشل،  إلى أن نجح المشروع الخامس الذي نفذته البعثة الثرية المصرية الأوروبية العاملة في المعبد". وقد تم الاحتفال بإعادة تركيب أول قطعة من قدم كل تمثال فوق القاعدة المخصصة له، تمهيدًا لإعداد موقعهما كمزار سياحي جديد، وإضاءة التمثالين، ليتمكن زائر الأقصر من رؤيتهما من الاتجاهات الأربعة، ومن أي موقع داخل المدينة، بحضور محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية عادل عبدالستار، ورئيس قطاع الآثار المصرية عادل حسين، ورئيس المشروع المصري الأوروبي لحماية وصيانة معبد الملك أمنحتب الثالث محمد عبدالمقصود، والمدير العام لآثار الأقصر منصور بريك، ورئيس البعثة الأثرية الأوروبية العاملة في المنطقة هوريج سوريزيان. وأعلن الدكتور عبدالمقصود، خلال الاحتفال، أن "البعثة تمكنت خلال عملها في المعبد، من الكشف عن 25 تمثالاً للإلهة سخمت هذا العام، ليصل عدد التماثيل المكتشفة لتلك الآلهة في المعبد إلى 130 تمثالاً، ويهدف عمل البعثة التي تعمل منذ العام 1998 إلى القيام بأكبر عملية ترميم وصيانة وحماية لأكبر معبد أقامه ملك واحد في مصر، حيث تبلغ مساحته 700 متر طولاً من الشمال إلى الجنوب، و600 عرضًا من الشرق إلى الغرب، ويتميز بكثرة التماثيل حيث من المفترض وجود 130 تمثالاً آخر للآلهة سخمت فقط، أسفل أرضية المعبد"، مشيرًا إلى أن الاحتفال يواكب انتهاء موسم أعمال العام 2013 للبعثة الثرية المصرية الأوروبية، العاملة في معبد الملك أمنحتب الثالث.  ويموّل المشروع "جمعية أصدقاء تمثالي ممنون" في ألمانيا وفرنسا، بجانب صندوق "روبرت ويلسون لإنقاذ الآثار" في بلدان العالم، وتصل تكلفته النهائية، بعد إعادة الكشف عن معالم المعبد وتحويله إلى مزار سياحي، إلى 20 مليون دولار، وتُعدّ البعثة العاملة في المشروع، من أكبر البعثات الأثرية العاملة في مصر، حيث يعمل بها 355 من الأثريين والمهندسين والفنيين والمرممين والعمال.