مروحية انقاذ فرنسية تحلق فوق حطام الطائرة الألمانية

كشفت السلطات الفرنسية، الجمعة، أنَّ قائد الطائرة الألمانية المنكوبة التي تحطمت في جبال الألب الفرنسية أندرياس لوبيتز، كان لديه مشاكل نفسية، استطاع أن يخفيها عن مديريه في العمل.

وأخفى لوبيتز، الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، سجله الطبي الكامل عن شركة "جيرمان" وشركتها الأم "لوفتهانزا"، لأنَّ الأمراض النفسية التي كان يعاني منها كانت ستسحب رخصة الطيران الخاصة به.

وصرحت النيابة العامة أن المحققين عثروا في منزل لوبيتز على استمارات "لإجازات مرضية مفصلة وممزقة" وتشمل أيضا "يوم الحادث"، لكن من دون أن يحدد ما هو المرض.

وأكدت المستشفى الألماني أنَّ الطيار لوبيتز جاء المستشفى مرتين في الشهرين الماضيين؛ لكنه لم يكن هناك أي تقييم بأنه يحتاج علاجًا من الاكتئاب.

وأوضح مكتب الطيران الاتحادي في ألمانيا، أمس الجمعة، أنَّ هناك شهادة طبية صدرت للطيار الألماني، وسمحت له بالطيران؛ لكهنا لاحظت شيئًا في حالته الطبية، لم يحدد ما إذا كان هذا الشيء مرتبطا بمشاكل نفسية.

وأكدت مستشفى جامعة دوسلدورف، في بيان الجمعة، أنَّ لوبيتز زار المستشفى في 10 آذار/ مارس؛ لكن المستشفى رفض إعطاء المزيد من التفاصيل، وفقًا لقوانين الخصوصية في ألمانيا، ونفى المستشفى أن الطيار كان يعاني من الاكتئاب، وأوضحت أنها سلمت السجلات الطبية الخاصة بالطيار الألماني إلى النيابة العامة.

وأبرز المتحدث باسم شركة "لوفتهانزا" مارتن ريكين، أنَّه يتم فحص جميع الطيارين مرة واحدة على الأقل في العام من قبل الأطباء المتخصصين، وأضاف أنَّ الفحص السنوي يركز أساسًا على اللياقة البدنية للطيار فقط، ولكن هذا حال معظم شركات الطيران، بما في ذلك تلك الموجودة في الولايات المتحدة.

ورفض ريكين إعطاء أي تفاصيل عن الطيار لوبيتز، وفقًا لقواعد الخصوصية الألمانية.

وأعلن المحققون الفرنسيون، الخميس، أنَّ مساعد الطيار تسبب عمدًا بسقوط الطائرة وارتطامها بجبال الألب، ما أسفر عن مقتل 149 شخصًا من أكثر من اثني عشر بلدًا، بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة، والطائرة انطلقت من برشلونة وكانت في طريقها إلى دوسلدورف.

وواصل ضباط الشرطة وعمال الإنقاذ، أمس الجمعة، البحث في موقع الحادث عن رفات الضحايا، عن طريق الحمض النووي أو أية طريقة أخرى، تساعد على تحديد أولئك الذين لقوا حتفهم في الحادث.

وتساءل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، "نريد أن نفهم لماذا هذا الطيار تسبب في هذا الحادث المروع؟"، وأعرب الرئيس الألماني يواخيم غاوك، عن تعازيه لأسر ضحايا الطائرة الألمانية المنكوبة، متعهدًا بدعمهم.

وأضاف غاوك عقب حضوره قداسًا على أرواح الضحايا في مدينة هالترن الألمانية، "إنَّ مواقف الأزمات تثبت أننا نعيش في مجتمع إنساني وليس فقط كائنات تتحرك".

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة "لوفتهانزا"، كارستن سبور، أنَّ الطيار لوبيتز مر بفحوصات طبية بواسطة شركة "فلاينغ كولورز"، وكانت النتيجة أنَّه صالح بنسبة 100% للطيران.

وأشار سبور إلى أنَّ لوبيتز قطع تدريبه عن الطيران الذي بدأه عام 2008 "لبعض الوقت" من دون إعطاء المزيد من التوضيحات، ثم استأنف إعداده بشكل طبيعي قبل أن يبدأ بالعمل على طائرات "إيرباص أيه-320" عام 2013.

ونصحت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، ومقرها في كولونيا، شركات الطيران في جميع أنحاء المنطقة لاعتماد نظام تحكم ثنائي من أفراد الطاقم.

وصرح رئيس "جيرمان"، توماس فينكلمان، بأنَّ هذا الحل لم  لكن يستطيع أن يمنع تحطم الطائرة.