المنازل في اليابان أعمال فنية وخيالية دون قاعدة أساس

يتم إقامة معرض الفن البربكي "البيت الياباني: العمارة والحياة بعد 1945"، في لندن حتى 25 يونيو/ حزيزان، حيث يمكنك رؤية ما جلبه المهندسون المعماريون اليابانيون لتصميم المنازل، وكان أوضح المهندس الراحل كيونوري كيكوتاك، أن "الحشائش من الأشياء الرائعة لأنها تعبر عن الحيوية النقية"، وهو ما يمكن اعتباره شعار لمعرض باربيكان.

ويضم المعرض مجموعة من المنازل في المدن اليابانية المزدحمة، حيث استطاعت الأعشاب شق طريقها من خلال الشقوق في شكل رائع، لقد نمت الأشخار في ظروف قاسية حيث الدمار الذي خلفته الحرب والزلازل المتكررة، إلا أنها حاليًا تضيف المزيد، فهناك منازل بها غرف يفصلها الفناء، ما يعني أنك يجب أن تتعرض للطقس لتمر من غرفة إلى أخرى.


 
وهناك منزل سو فوجيموتو نا لعام 2011، الذي يضم مساحة معيشة تبلغ 74 متر مربع، ممثلًا في طوابق صغيرة مع عرض الحياة الداخلية في المنزل بشكل شفاف تمامًا للشارع، ويوجد أيضًا بعض المنازل المختلفة تمامًا عن انفتاح منزل سو فوجيموتو نا من تصميم المعماري البارز تويو إيتو، مثلًا لمنزل الذي صممه إيتو لشقيقته الأرملة والذي يتمتع بالخصوصية، وهناك الأخرى التي ترغب إلغاء الحدود بين المنزل والشارع، بينما توجد من تحرص على بناء الخصوصية.

 وتتخلى بعض المنازل عن الشكل التقليدي من نوافذ وباب أمامي، مثل منزل  Kazumasa Yamashita’s Face House في كيويتو، والذي حول المنازل والباب إلى شكل عيون واضحة وفم، في استغلال واضح لأشكال مستمدة من رسومات الأطفال، ويعد منزل تاور هاوس لتاكاميتسو أزوما وعائلته عام 1966، بمثابة قلعة صغيرة مرتفعة صعدت من موقع غريب، حيث تبدو جدرانه ملطخة بالحمم المجمدة على شكل كائنات محلية مثل الواقواق.


 
 وأشار منظمو المعرض، إلى أن المنزل في اليابان يختلف عنه في أوروبا، حيث تكون اليابانية أكثر خفة وأقل استقرارًا على الأرض بحيث يمكن إعادة بنائها مرة أخرى، ويتم بناءها على الأرض في موقعها دون الحاجة إلى وضع جذور وأساس في الأرض، وتصنع من مواد مثل الورق والطين والقش، ما جعل الهندسة المعمارية اليابانية أقرب إلى البستنة، وفي العصر الحديث أصبحت المنازل في اليابان تعامل معاملة العمل الفني والخيالي وأحيانًا الكوميدي.

وأصبح مبنى Keisuke Oka’s Arimaston، وهو بناء من نوع العصر الحجري الحديث، بطلًا في مجلة "المانغا" Biggu Komikku Superioru، وجعلت تلك الحرية اليابان حاضنة للأفكار المعمارية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، وكان التأثر في اتجاهين عندما أخذ المعماريون الغربيون الخطوط، وتدفق المساحة من المباني اليابانية التقليدية كمصدر إلهام للحداثة.

 وأعيد جلب كل ذلك للحياة مرة أخرى في معرض باربيكان، بالتعاون مع Maxxi في روما، حيث تتصل نصف الأعمال المعروضة بشكل غير مباشر بنماذج مثيرة للاهتمام وصور مجردة، فضلًا عن وجود لقطات من الحرب في المساحات الداخلية في المعرض، وبعض الصور لرجال ونساء يبكون بهدف إظهار اضطراب نمط الحياة التقليدية والتي نتجت منها المنازل الجديدة.

 ويضم المعرض بعض الهياكل بحجم كامل والأكواخ، المرتكزة على صناديق بيضاء لإحياء الحرفة التقليدية لـ " تيرونوبو فوجيموري "، وكذلك منزل Moriyama House 2005، بواسطة ريو نيشيزاوا، الفائز بجائزة Pritzker prize، وتساهم عناصر المعرض في خلق بيئة موحية وشارحة، ما يساعد الزائر على تخيل شكل خاص به عن المنازل اليابانية، ويقدم المعرض فيلم من صناع الأفلام Beka and Lemoine عن Yasuo Moriyama "79 عامًا"، مالك منزل Moriyama House.

ويعد Moriyama، راهبًا حديثًا لم يأخذ سفينة من قبل ولم يغادر طوكيو مطلقًا، ويجسد الفيلم تنقله في عالمه الخاص واستمتاعه بموسيقى الضوضاء التي يحبها كثيرًا، إنه رجل غير عادي يعيش في منزل غير عادي، وهو ما يجسد بدقة روح المعرض.