سيارة "جاغوار إكس جي"

طالما اتبعت شركة "جاغوار" سياسة تقليدية في تصميم سيارات "إكس جي"، وهي فئة الصالون الفاخرة التي تعد أعلى فئة تنتجها الشركة، كما التزمت بمدرسة تصميم تعتمد على الماضي وتسمى "ريترو" في سيارات هذا القطاع حتى عام 2010. ولكن الانفصال التام عن الماضي جاء بعد ذلك على يدي كبير مصممي الشركة إيان كالوم الذي رأى أن منافسة الشركات الألمانية مثل "مرسيدس" و"بي إم دبليو" و"أودي" لا يمكن أن تقتصر على نماذج وتصميمات الماضي.

وكانت هذه نقطة تحول جذرية في "جاغوار إكس جي" انتقلت بعدها السيارة إلى الانتشار والشركة نحو الازدهار. ولم يكن التجديد الذي أدخله كالوم يقتصر على الشكل العام للسيارة وإنما دخل في كل عناصرها، بداية من الشكل الخارجي والتصميم الداخلي والتقنيات وهوية السيارة. وكان التصميم الجديد، الذي شمل بعد ذلك كل سيارات الشركة، علامة واضحة على شركة استعادت ثقتها في نفسها.

صحيفة "الشرق الأوسط" استعارت أحدث نموذج من طراز "إكس جي آر – سبور" من الشركة لتجربته وتقييمه وخرجت بانطباعات أن هذا الطراز يمثل البعد الرياضي بين سيارات القطاع. وبعد أن كانت "جاغوار" متقهقرة أمام المنافسة في التصميم أصبحت الآن في المقدمة بلمسات رياضية هي الأكثر تأهباً في القطاع مقارنة بما تنتجه الشركات الألمانية.

من يقود سيارة "جاغوار إكس جي" الجديدة ينسى بعد فترة أنه في سيارة صالون تمتد لأكثر من 5 أمتار، ويعتقد أنه يقود سيارة رياضية. ويجد السائق أدوات القيادة المعهودة في سيارات جاغوار ولاند روفر مع لوحة قيادة إلكترونية يمكن تعديل محتوياتها بالإضافة إلى شاشة وسطية بحجم 8 بوصات عليها أدوات تحكم في نظام الملاحة والراديو والهاتف.

سيارة الاختبار تنتمي إلى الفئة الرياضية العليا التي يميزها حرف "آر"، وهي مزودة بمحرك ديزل سعته 3 لترات بـ6 أسطوانات. هذا المحرك غير متاح في المنطقة، ولكن البدائل هي محركات بترولية بطاقة أعلى وأقواها محرك بـ8 أسطوانات سعته 5 لترات بشاحن سوبر ويوفر قدرة 542 حصاناً. ومع هذا المحرك تتحول السيارة إلى "سوبركار". وترتبط المحركات بناقل حركة أوتوماتيكي بـ8 سرعات من نوع "زد إف" وهو عالي الكفاءة ويتعامل بكفاءة مع وقف تشغيل المحرك وإعادة تشغيله عند توقف السيارة. وتحدد الشركة السرعة القصوى للسيارة بحدود 155 ميلاً في الساعة إلا إذا طلب المشتري باقة السرعة التي ترفع السرعة القصوى في السيارة إلى 174 ميلاً في الساعة.

وبينما يقبل على سيارات إكس جي في الغرب فئة رجال الأعمال من متوسطي العمر، فإنها في الخليج تجذب كثيراً من الفئات من بينهم صغار السن، كذلك الذين يريدون الجمع بين القيادة الرياضية والسعة الداخلية. ويمكن القول إن إكس جي هي سيارة "لايفستايل" لافتة للنظر وحديثة وتعبر عن أسلوب حياة متميز. وهي تنفض عن نفسها في تصميمها الجديد السمعة التقليدية التي ما زالت تلتصق ببعض سيارات القطاع في الانتماء لفئات إدارية متقدمة في العمر.

من يختار سيارة "إكس جي"، في أي من الفئات، لن تعوزه تجهيزات داخلية ولن يحتاج إلى إضافات باهظة الثمن. في سيارة التجربة شملت التجهيزات كل ما يتوقعه المشتري في هذا القطاع وأكثر. وكانت بعض الخيارات المتاحة فيها مجانية مثل نظام المساعدة على صف السيارة والزجاج الداكن والتجهيز الجلدي واختيار اللون الأبيض المعدني.وتأتي ضمن التجهيزات الداخلية مقاعد بضبط كهربائي وتبريد وتدفئة، ووسائد هوائية أمامية وجانبية وتكييف لـ4 مناطق في المقصورة وراديو رقمي مع تلفزيون متعدد القنوات. وتشمل تجهيزات الأمان نظام حماية للمشاة ومحدداً لسرعة السيارة ونظام الاستقرار الديناميكي ونظام مراقبة ضغط الإطارات، والتحذير من المناطق العمياء على جانبي السيارة.

من أدوات مساعدة السائق التي تأتي ضمن التجهيزات الأساسية في السيارة نظام كروز لتثبيت السرعة وإمكانية تعديل زاوية المقود كهربائياً وكاميرا خلفية للمساعدة على صف السيارة وكاميرا للتعرف على علامات الطرق وأدوات استشعار للمطر وأضواء أوتوماتيكية. ويتم فتح وإغلاق غطاء الصندوق الخلفي كهربائياً. وتأتي السيارة مجهزة بنظام بلوتوث للتواصل اللاسلكي ومرايا جانبية تطوى كهربائياً. نوعية التجهيز الداخلي في "إكس جي" من الطراز الأول من حيث العناية بالتفاصيل والمواد المستخدمة. ويمكن إضافة نظام التسلية للمقاعد الخلفية بشاشات

حجمها 8 بوصات وسماعات لاسلكية. وكانت سيارة الاختبار مزودة بخيارات مدفوعة الثمن شملت عجلات رياضية بقطر 20 بوصة من نوع فينوم ومرشح لنوعية الهواء وباقة "بلاك باك". من الخيارات الأخرى التي يمكن إضافتها طاولات عمل للمقاعد الخلفية من الأخشاب المصقولة.

السعة الداخلية في السيارة جيدة وتضارع ما تقدمه الشركات الألمانية وإن كان حجم الصندوق الخلفي يقل قليلاً عن المنافسة. وهي تتميز بالسقف البانورامي بالزجاج قاتم اللون. في تجربة القيادة كانت السيارة متأهبة في المنعطفات وسريعة في الاستجابة يساعدها في ذلك جسم خفيف من الألمنيوم وناقل حركة جيد. وهي لا تزيد في الوزن على الصغيرة "إكس إف" المصنوعة من الصلب إلا بنحو 40 كيلوغراماً فقط.

وهي تبدو سيارة مناسبة لمن يريد أن يقودها بنفسه ولكنها في الأسواق التي يفضل أصحابها الجلوس في المقاعد الخلفية وترك المهمة لسائق، مثل أسواق الشرق الأوسط والصين، فالأنسب لهم اختيار السيارة ذات قاعدة العجلات الطويلة. ويمكن القول إن جاغوار" وصلت بهذه السيارة إلى الدرجة التي تنافس فيها بجدارة سيارات القطاع الفاخر الألمانية. وفي بعض الجوانب تتفوق "جاغوار" على المنافسة بدقة التوجيه والقيادة الرياضية ومتعة القيادة التي قد تفتقدها المنافسة. وهي تقترب في المواهب من سيارات أخرى لها لمسات رياضية مثل "بورشه باناميرا" و"مازيراتي كواتروبورتي".