الاحتجاجات في الجزائر

بدأ نحو مئتي شخص التظاهر في وسط العاصمة الجزائرية في يوم الجمعة الـ46 على التوالي، غداة إعلان أول حكومة للرئيس الجديد عبد المجيد تبون، وإطلاق سراح عشرات السجناء الذي اعتقلوا في الحراك المستمر منذ شباط/فبراير.وتجمع أول المتظاهرين في أعلى شارع ديدوش مراد بوسط العاصمة، ثم ساروا على طوله نحو البريد المركزي قبل أن يعودوا أدراجهم. وفي كل مرة ينضم متظاهرون جدد حتى بلغوا نحو مئتين.

وردّد المتظاهرون شعارات "سيادة شعبي، مرحلة انتقالية"، وهي المطلب الأول للحراك الشعبي الذي رفض الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس عبد المجيد تبون في 12 كانون الأول/ديسمبر.

كما هتفوا "شيئا فشيئا سنزيل العسكر من المرادية" في إشارة إلى قصر الرئاسة وكذلك "دولة مدنية وليس عسكرية" وهو الشعار الذي كان يستهدف رئيس أركان الجيش المتوفى في 23 كانون الأول/ديسمبر، الفريق أحمد قايد صالح باعتباره الحاكم الفعلي للبلاد.

ومساء الخميس عيّن الرئيس تبون، بعد أسبوعين تماماً على تولّيه مهامه، أعضاء حكومته الأولى التي ضمّت 39 عضواً برئاسة الوزير الأول عبد العزيز جراد.

ولم تضم الحكومة منصب نائب وزير الدفاع الذي كان يشغله قايد صالح، علما أن حقيبة وزير الدفاع احتفظ بها رئيس الجمهورية.

وبالنسبة لمحند أرزقي، 55 سنة، فإن هذه الحكومة "مرفوضة وغير شرعية مثلها مثل الرئيس الذي عينها. بل إنها امتداد لعهد عبد العزيز بوتفليقة" الرئيس السابق الذي استقال في نيسان/أبريل تحت ضغط الشارع.

أما أيمن، البالغ 37 سنة، فرأى في حديث لفرانس برس أن هناك "مؤشرات إيجابية مثل إطلاق سراح المساجين، رغم أنهم ما كانوا ليسجنوا أصلا. ورغم ذلك فإن الحراك سيستمر للضغط حتى تغيير النظام".

وأفرج القضاء الجزائري الخميس عن 76 من الناشطين في الحركة الاحتجاجية، بينهم لخضر بورقعة، أحد رموز الاستقلال وثورة التحرير الجزائرية من الاستعمار الفرنسي، في انتظار محاكمته في 12 آذار/مارس 2020.

أما نريمان (27 عاما) فكانت تنتظر "حكومة شباب، كما وعد الرئيس"، لكن "ها نحن نشهد عودة الوجوه القديمة. لا تغيير إذن الحراك مستمر".

ي سياق متصل تخلى الرئیس الجزائري، عبد المجید تبون، عن منصب نائب وزير الدفاع الوطني، في تشكیلة الحكومة، لیكون الفريق الراحل أحمد قايد صالح، الوحید الذي شغل ھذا المنصب الذي يزاوج بین صلاحیات سیاسیة وعسكرية.

وإن كانت تشكیلة الحكومة لم تذكر أن وزير الدفاع، ھو رئیس الجمھورية، وفق ما تداولته وسائل إعلام محلية، إلا أن ھذه الصفة حددتھا المادة 91 من الدستور، والتي تنص على أنه "رئیس الجمھورية يضطلع بالإضافة إلى السلطات المخولة له صراحة في أحكام دستورية أخرى، ھو القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمھورية، ويتولى مھمة الدفاع الوطني".

ومعروف أن الفريق الراحل، أحمد قايد صالح، كان أول شخصیة عسكرية تحصل على منصب نائب لوزير الدفاع الوطني، حیث تم تعیینه، نائبا لوزير الدفاع رئیسا لأركان الجیش بصلاحیات موسعة، بمرسوم رئاسي خاص في سبتمبر من العام 2013، بعد إلغاء منصب وزير منتدب لدى وزير الدفاع الوطني.

وأتاح ذلك المرسوم للفريق الراحل، ممارسة صلاحیات سیاسیة وعسكرية واسعة، كونه يحوز على عضوية الحكومة، كما أنه جرى تفويضه

لجزء كبیر من صلاحیات وزير الدفاع، حق تمثیل الوزارة في اجتماعات الحكومة، واقتراح مخططات التحويل والترقیة والتعیین في مختلف

المناصب، وتمثیل الوزارة في اللقاءات المتعلقة بالاتفاقيات والمعاھدات الدولیة حول الأسلحة المختلفة، والاتصالات السلكیة واللاسلكیة والفضاء

والأجھزة الحساسة.

وعقد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الجزائرية، بلعيد محند أوسعيد، مؤتمراً صحافياً أعلن خلاله عن تشكيلة حكومة عبد العزيز جراد الجديدة.

وعقب الإعلان عن التشكيلة الحكومة الجديدة بقيادة الوزير عبد العزيز جراد، تبين أن أول حكومة للرئيس عبد المجيد تبون، قد تميزت ببعث وزارات ووزارات منتدبة جديدة.

ومن بين الوزارات أو الوزارات المنتدبة المستحدثة، حقائب قديمة بُعثت من جديد، أو جديدة كلية، ومن الوزارات التي جرى بعثها من جديد، بعد إلغائها في تعديلات حكومية سابقة، الوزارة المنتدبة للاستشراف، التي عاد إليها بشير مصيطفى، إلى جانب وزارة منتدبة مكلفة بالجالية.

أما بشأن الحقائب الوزارية المستحدثة فنجد الوزارة المنتدبة المكلفة بالفلاحة الصحراوية، والوزارة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية، وأخرى منتدبة مكلفة بالصناعة الصيدلانية.

كما جرى استحداث وزارتين منتدبتين مكلفتين بالبيئة وبالبيئة الصحراوية، وأخرى مكلفة بالحاضنات، وأخريين مكلفتين بالصناعة السينيماتوغرافية والإنتاج الثقافي.

وبالنسبة لقطاع الرياضة، فقد جرى استحداث وزارة منتدبة مكلفة برياضة النخبة، أسندت مهامها للبطل الأولمبي نور الدين مرسلي، وفي مجال الصحة، تم استحداث حقيبة جديدة تمثلت في وزارة منتدبة مكلفة بالصناعة الصيدلانية

قـــــــــــــــد يهمــــــــــــــــك أيضـــــــــــــــــا
عادل عبدالمهدي يُندّد بمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس

مرشحان للرئاسة الأميركية يدعوان إلى تجنب الحرب مع إيران