وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان

نفى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس السبت، توجيه الرياض "رسائل سرية" إلى إيران، مشددًا على أن الحوار مع طهران لن يكون مجديًا قبل تغيير سلوكها. وأكد أن التصعيد الأخير في اليمن لم يؤثر على محادثات جارية مع الحوثيين بهدف "تهيئة الأرضية للحوار بين الحكومة اليمنية والحوثيين" الذين دعاهم إلى تقديم مصلحة بلادهم على مصلحة إيران.

وقال الوزير السعودي في جلسة نقاشية خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ، إن "الخطر والتوتر" في المنطقة ما زالا قائمين، لكنه أشار إلى أن السعودية لا تسعى إلى التصعيد مع إيران. ونفى وجود حوار مباشر مع إيران، قائلًا: "لا فائدة من الحوار قبل أن نتمكن من الاتفاق على أسباب عدم الاستقرار ومصادره".

وفيما يخص اليمن، قال الأمير فيصل: "بعد الاعتداء على حقول النفط الذي نفذته إيران وطلبت من الحوثيين تبنيه، شعر الحوثيون بأنهم أداة بيد إيران وليسوا حلفاء، وبدأنا عندها عبر قنوات خلفية محادثات معهم، وهي ما زالت مستمرة رغم التصعيد الأخير". وأشار إلى أن السعودية خففت من طلعاتها الجوية في اليمن للإفساح في المجال أمام هذه المحادثات، لكنه شدد على أن الرياض ستستمر "بالرد على أي اعتداءات". ودعا المجتمع الدولي إلى دعم اليمينيين لبدء محادثات سياسية لإنهاء القتال.

وكشف أن المحادثات هدفها "تهيئة الأرضية للحوار بين الحكومة اليمنية والحوثيين". ولدى سؤاله عما إذا كان متفائلًا بالتوصل إلى نتائج، قال: "لا أريد القول إنني متفائل، لكنني آمل بأن نتمكن من تحقيق هدفنا". وأكد أن "السعودية كانت دائمًا مؤيدة للحل السياسي في اليمن... تدخلنا في اليمن كان على أساس أمننا القومي وسندافع دائمًا عن أمننا القومي. من البداية فضلنا حلًا سياسيًا". ورأى أن "الأرض الآن ربما أكثر خصوبة للحل السياسي... في النهاية على الحوثيين أن يُظهروا كذلك أنهم على استعداد لإنهاء القتال ويضعون مصلحة اليمنيين أولًا وليس إيران".

وأكد أن علاقة الرياض بواشنطن "جيدة جدًا". وقال: "لدينا حوار جيد مع كلا الحزبين في الكونغرس... هناك أوقات نختلف فيها، لكننا نستمر بالتعاطي البناء". وأضاف: "نحن على الصفحة نفسها مع الإدارة الأميركية فيما يخص إيران. هم يقولون إنهم لا يسعون إلى التصعيد ولا نحن، الهدف دفع إيران لطاولة الحوار والحديث عبر الحوار معها عن برنامج صواريخها الباليستية وتدخلاتها في المنطقة".

وتحدث عن استضافة الرياض لقمة مجموعة العشرين المقبلة، وقال: "نحن فخورون بفرصة استضافة قمة مجموعة العشرين، لدينا كثير من الأفكار التي سنعرضها وأعتقد أن الناس ستأخذ فكرة إيجابية جدًا لدى زيارة الرياض". وأضاف أن السعودية تتوقع زيارة ما يقارب 50 ألف شخص في التحضير للقمة. وقال: "نريد من هؤلاء الأشخاص أن يأخذوا أفكارهم عن التحسن الذي يشهده حقوق المرأة وغيرها".

وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان ووزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير عقدا سلسلة لقاءات ثنائية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. والتقى الأمير فيصل، أمس، وزراء خارجية الكويت الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح والنمسا ألكسندر شالينبرغ والهند سوبر أمنيام جاي شانكار ولاتفيا إدجارس رينكيفيتش. كما استقبل في مقر إقامته الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوسيب بوريل.

أما الجبير، فالتقى رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني نيلسن آنن، ووزير الدولة الألماني أندرياس ميكايليس، ورئيس "مبادرة التهديد النووي" وزير الطاقة الأميركي السابق إرنست مونيز.

قــــــد يهمــــــــــــــــك ايضــــــــــــــــــا:

مقتدى الصدر بين "الإصلاح" والزعامة الشعبية و"مليونية" العراق تستكمل الطريق

مقتدى الصدر في مرمى الانتقادات بعد دعوته إلى "مليونية" ضد الأميركيين