رئيس الحكومة الإسرائيلية المُكلف بيني غانتس

أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية المُكلف، بيني غانتس، أمس الخميس، لقاءي تفاوض حول تشكيل الحكومة، الأول مع حزب الليكود وانتهى بتعليقات متشائمة، والثاني مع ممثلين عن “القائمة المشتركة” العربية، رئيسها أيمن عودة، ورئيس كتلتها البرلمانية، د. أحمد الطيبي، وانتهى بتوجهات إيجابية نحو حقوق المواطنين العرب في إسرائيل. لكن أيا منهما لم يحل لغز الأزمة الحزبية تجاه شكل الحكومة القادمة. وقد صرح غانتس بأنه يدير محادثات مهمة في عدة قنوات، مع رؤساء الأحزاب، وأن الأجواء في هذه اللقاءات تخالف ما ينشر في وسائل الإعلام لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل.

وقال غانتس إنه متفائل من أن جميع رؤساء الأحزاب يدركون خطورة التوجه إلى انتخابات ثالثة ويظهرون مسؤولية في منع التدهور باتجاه هذه الانتخابات، كونها ستلحق أضرارا في الأوضاع الاقتصادية والاستراتيجية. وأضاف: “أعضاء الكنيست يعرفون أن أنظار الجمهور تتعلق بهم لكي يقيموا حكومة وحدة وطنية ليبرالية تخدم كل المواطنين”.

وكان غانتس قد فاجأ طاقمي التفاوض من الليكود و”كحول لفان”، عندما حضر إلى جلستهما برفقة نائبه النائب يائير لبيد، أمس الخميس، ليظهر مدى جديتهما في إنجاح الجهود. ولكن في ختام الجلسة، أشار الطرفان إلى أنه لم يحدث أي تقدم وراح الطرفان يتبادلان الاتهامات. فقالت مصادر في الليكود إن “لبيد جاء إلى الاجتماع من أجل مراقبة غانتس وكي لا يوافق على حكومة وحدة”. وقالت مصادر في “كحول لفان” إن الاجتماع تطرق بالأساس إلى مطالب جوهرية وإلى الخطوط العامة التي تهم الليكود، وأنه يتوقع عقد اجتماع آخر يوم الأحد المقبل.

لكن مندوبي الليكود في الاجتماع، الوزيرين ياريف ليفين وزئيف إلكين، اعتبرا غانتس “يتظاهر بأنه يريد حكومة وحدة لكننا نخرج بشعور أن هذه مفاوضات كاذبة، وهي مجرد مسرحية يعرضها كحول لفان أمام الإعلام، من خلال محادثات لطيفة هدفها الوحيد تمرير الوقت. والمفاوضات الحقيقية هي التي يجريها غانتس مع أيمن عودة بهدف تشكيل حكومة أقلية متطرفة وخطيرة مع العرب. وطالما لم يتم إهمال هذه الفكرة البلهاء، ستبقى المحادثات بمستوى استعراضي ومفاوضات كاذبة”.

من جهته، رفض رئيس حزب اليهود الروس “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، إمكانية تشكيل حكومة أقلية كالتي يطرحها “كحول لفان”، بحيث تستند إلى دعم خارجي من القائمة المشتركة. وقال في تصريحات إذاعية، أمس، إن “ثمة إمكانية واحدة وهي حكومة وحدة تضم حزبنا والليكود وكحول لفان، فالقائمة المشتركة هي طابور خامس لا يصلح لحكومة وحدة، لأن أقطابها لا يمثلون عرب إسرائيل”.

من جانبه، قال عضو الكنيست موشيه جفني، من كتلة “يهدوت هتوراة” لليهود المتدينين الأشكناز، إنه لا يرى بعد إمكانية النجاح في تشكيل حكومة. وقال: “أعرف المنظومة الحزبية في إسرائيل جيدا، فعندما نصبح على شفا الهاوية، سيكون هناك الكثيرون، في تقديري، الذين سيتداركون الوضع ويجدون طريقا، حتى لو كانوا يعارضون في البداية الذهاب نحو ائتلاف كهذا، وسيختارون الأقل سوءا”. وأضاف جفني أن التوجه إلى جولة انتخابات ثالثة يعني “كارثة اقتصادية لدولة إسرائيل، وانعدام مسؤولية من الدرجة الأولى. واضح أن علينا تدارك أنفسنا. وفي الأحزاب الدينية أيضا ستحدث أمور لا نوافق عليها في وضع عادي، وسنضطر إلى التنازل لفترة محددة على الأقل”.

وكانت آخر اللقاءات أمس بين غانتس ووفد القائمة المشتركة. وقفال مصدر سياسي إن “الأجواء كانت صريحة. فكلا الطرفين غير ناضج لدخول عرب من هذه الأحزاب الوطنية إلى حكومة إسرائيلية قد تدخل في حروب ضد الفلسطينيين أو ضد عرب آخرين. لكن هناك هدفا مشتركا يجمعهما مع غانتس هو التخلص من حكم نتنياهو اليميني المنفرد”. ولذلك فليس من المستبعد أن يتفقا على مساندة لحكومة برئاسة غانتس من الخارج، خصوصا أن غانتس أدخل العديد من مطالب العرب ضمن برنامجه السياسي. فتعهد بتحريك عملية السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية وبالسعي إلى إنهاء سياسة التمييز العنصري ضد المواطنين العرب وتعديل قانون القومية وإلغاء مخططات هدم البيوت العربية وإقامة مدينة عربية جديدة وغير ذلك.

قد يهمك أيضًا :

قوات الاحتلال تُبعد فلسطينيين عن المسجد الأقصى وتشنّ حملة اعتقالات واسعة في الضفة