الجيش الوطني الليبي

أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أن قواته حققت مزيدًا من التقدم الميداني في معارك السيطرة على العاصمة طرابلس، وقصفت أهدافًا عسكرية للميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج في طرابلس ومصراتة وسرت، بينما اتهمته بعثة الأمم المتحدة بالمسؤولية عن إصابة مدنيين في غارة جوية استهدفت أول من أمس، نادي الفروسية في ضاحية جنزور بالعاصمة.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني إن قواته شرعت أمس، في مطاردة ما تبقى من مجموعات "الحشد الميليشياوي" في محور العزيزية، جنوب طرابلس، بعد فرارهم وسيطرة الوحدات العسكرية على مواقعهم، مشيرة إلى التحفظ على عدد من "جثث المرتزقة" الأجانب الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات موالية لحكومة السراج.

وأكد الجيش الوطني أيضًا أن مقاتلاته شُنت فجر أمس، سلسلة غارات على عدد من المواقع من بينها قاعدة القرضابية العسكرية بمدينة سرت ومواقع لمجموعات مسلحة داخل المدينة، بالإضافة إلى "غرفة عمليات تركية" بالكلية الجوية في مدينة مصراتة غرب البلاد، ومخزن أسلحة وذخائر فيها.

كما استهدفت الغارات أيضًا، حسب بيان للجيش، مخازن للأسلحة والذخائر بالقسم العسكري في قاعدة معيتيقة بطرابلس، ومواقع وتمركزات للميليشيات على تخوم العاصمة وتحديدًا بمنطقة العزيزية. كذلك قصف الجيش مواقع بمدينة غريان ومنطقة الخلة.

وكانت شعبة الإعلام في الجيش الوطني قد أعلنت أمس، عن تقدم الوحدات العسكرية للجيش في محور العزيزية وبسط سيطرتها على مواقع وتمركزات جديدة. ووزعت الشعبة لقطات لاستهداف دبابة تابعة لحكومة الوفاق.

بدورها، قالت "عملية بركان الغضب" التي تشنها قوات موالية لحكومة السراج، إن منطقة أبو غيلان في مدينة غريان تعرضت لقصف جوي، ونشرت صورًا تُظهر جانبًا من سيطرة قواتها على مناطق جديدة وطرد قوات الجيش الوطني التي حاولت التسلل إلى منطقة العزيزية بجنوب طرابلس. كما أعلنت عن "التحاق فرقتين عسكريتين من المشاشية والطوارق بمحاور القتال بالتنسيق مع غرفة العمليات الميدانية"، وادّعت أيضًا انسحاب سَرِية تابعة للجيش بعد اعتراضها على "مشاركة مرتزقة" في الهجوم على طرابلس.

في غضون ذلك، نفى اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم قيادة الجيش الوطني، أن يكون سلاح الجو التابع للجيش نفّذ أي ضربات جوية قرب قرية "أويا" السياحية (قرب جنزور في طرابلس)، واعتبر أن "هذا عمل داخلي من الميليشيات الإرهابية لتلصق التُّهم بالجيش". لكن بعثة الأمم المتحدة أعربت، في المقابل، عن "استيائها الشديد من غارة جوية شنتها قوات اللواء حفتر مستهدفة نادي الفروسية في حي جنزور بطرابلس"، على حد تعبيرها.

ونقلت البعثة في بيان أصدرته مساء أول من أمس، عن تقارير لم تحددها، أن هذه الغارة قد تسببت في إصابة عدد من الأطفال الأبرياء بجروح وإلحاق أضرار بمرافق النادي، وأعلنت أن "فريق تقييم أرسلته لتحديد الموقع المستهدف وطبيعة الهجوم، تمكن من التأكد من قيام طائرة مقاتلة بإسقاط أربع قنابل غير موجّهة على نادي الفروسية، وهو منشأة مدنية، ولم يتم رصد أي أصول عسكرية أو منشآت عسكرية في الموقع المستهدف".

أقرأ أيضًا :


“الجيش الوطني” الليبي يتوعّد بتصعيد هجماته ضد القوات الموالية لـ”الوفاق”

وبعدما أدانت البعثة بأشد العبارات الممكنة هذا الهجوم المروّع، أكدت مجددًا أن أي هجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية تشكّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقد تشكل جريمة حرب، وهددت بأنها ستقوم بمشاطرة المعلومات والأدلة التي تم جمعها خلال مهمة التقييم مع مجلس الأمن وفريق الخبراء والكيانات الدولية الأخرى ذات الصلة.

لكن الجيش الوطني، على لسان الناطق باسمه، رد بالتأكيد أن "قواته الجوية تحدد أهدافها بدقة عالية واستطلاع قوي ومعلومات أرضية موثوقة وتختار أهدافها من بنك المعلومات حسب المعطيات التعبوية والاستراتيجية".

في الإطار ذاته، أعلنت السفارة الأميركية في طرابلس عن شجبها ما وصفته بالتصعيد الأخير في أعمال العنف والهجمات التي استهدفت البنية التحتية المدنية، "بما في ذلك الغارة الجوية التي نسبتها الأمم المتحدة إلى الجيش الوطني، على نادي الفروسية في جنزور وأدّت إلى إصابة أطفال أبرياء، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي". وأضافت السفارة في بيان أمس: "نظل ملتزمين بالعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الصراع وتوفير فرصة لكي يستعيد جميع الليبيين حياتهم الطبيعية".

بدورها، قالت السفارة البريطانية: "نشعر بقلق عميق إزاء استهداف البنية التحتية المدنية"، ودعت "جميع الأطراف إلى التهدئة الفورية ومراعاة القانون الإنساني الدولي".

ودخل أوليفر أوفتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا، الذي تعتزم بلاده تنظيم مؤتمر دولي لحل الأزمة الليبية قريبًا، على الخط، قائلًا في تغريدة عبر موقع "تويتر": "المدنيون ليسوا أهدافًا، لا في مطار مصراتة أو معيتيقة، ولا في أي مكان في ليبيا، يتعين على أطراف النزاع احترام القانون الدولي الإنساني".

قد يهمك أيضًا :

"الجيش الوطني" الليبي يقصف أهدافًا عسكرية في مصراتة ويُواصل التقدُّم داخل طرابلس