شارع هافانا في كوبا

تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، وذلك بعد عقود طويلة من العداء السياسي.

وأعلن البيت الأبيض أن أوباما يبحث حذف كوبا من قائمة الدول الراعية للتطرف، والتي أعدتها الحكومة الأميركية، ما يعد هدفًا نحو إزالة إحدى العقبات الأساسية في وجه استعادة العلاقات الدبلوماسية بعد عقود طويلة من العداء.

ويعتبر خبراء سياسيون أن تلك خطوة في غاية الأهمية وتظهر الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس أوباما  لطوي صفحة نزاعات عصور الحرب الباردة.

وتتبع هذه الخطوة اجتماعات مرتقبة بين الرئيس أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو، وذلك على هامش قمة اجتماع الأميركيتين التي انعقدت في بنما، الأسبوع الماضي، والذي مثل أول لقاء رسمي بين زعيمي الدولتين منذ أكثر من نصف قرن.

كانت كوبا ضمن  قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للتطرف منذ ما يزيد عن 30 عامًا، وهو موضع تتشارك فيه مع إيران، والسودان، وسورية.

كما أن وضع هافانا على هذه القائمة لطالما كان يعيق وصولها إلى سوق المال،  حتى برزت أخيرًا نقطة شائكة أخرى كانت تقف في طريق المفاوضات، وهي إعادة فتح السفارات التي تم إغلاقها رسميًا لمدة 5 عقود.

وطالب أوباما بالاطلاع على وضع كوبا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عندما أعلن وكاسترو أن بلادهما وافقتا على بدء علاقات طبيعية.

وأكد مسؤولو البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي وافق على توصية من وزير خارجية بلاده جون كيري، بحذف كوبا من قائمة الدول الراعية  للتطرف، بعدما وصفها المسؤولون بـ"الدقيقة"، لاسيما بعد استعراض الوضع هناك وتعهدات كوبا برفض دعم التطرف في المستقبل.

ولن يتم حذف كوبا رسميًا من القائمة إلا بعد فترة مراجعة تصل إلى 45 يومًا،  وخلالها سيتم إصدار قرار مشترك من قِبل مجلسي الشيوخ والنواب يحظر إزالتها.

من ناحيته، أشار السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، جوش إيرنست، خلال بيان صحافي: "سنستمر في اختلافنا مع الحكومة الكوبية، غير أن قلقنا إزاء حزمة واسعة من السياسات الكوبية والقرارات يخرج بعيدًا عن نطاق المعايير التي ستحدد هل ما إذا كان ينبغي حذف كوبا من قوائم التطرف أم لا، الرئيس سيستمر في دعم مصالحنا وقيمنا خلال الانخراط مع الحكومة والشعب الكوبي".

وفي السياق ذاته، وصفت الحكومة الكوبية قرار الرئيس الأميركي بـ"مجرد قرار"، مؤكدة على أنه لم يكن من المفترض وضع الدولة مطلقًا على قوائم التطرف في المقام الأول.

وجاء خلال بيان الحكومة الكوبية: "كوبا ترفض وتستنكر جميع الأعمال المتطرفة  بجميع أشكالها ومظاهرها، العزلة التي فرضتها الولايات المتحدة على كوبا وعلى وجه التحديد هذا الحظر على الجزيرة أصبح يمثل مصدر دائم للعداء في أميركا اللاتينية، ما دفع نحو توحيد الحكومات في المنطقة أجمع على الرغم من اختلاف الإيديولوجيات".

ويعتبر عدد من المسؤولين الكوبيين أنه من الصعب الرجوع إلى العلاقات الدبلوماسية في ظل عدم رفع الحظر وبقاء بلادهم على القائمة، وهذا ما يصرحون بأنه كما "وصمة عار" تشوه صورة بلادهم، لاسيما بعد أن مُنعت من التعامل مع البنوك الأميركية ودفعت بعض المؤسسات الدولية إلى رفض خلق فرص عمل في كوبا.

كانت كوبا قد حضرت هذه القمة في علامة تؤكد تحسُن العلاقات الدبلوماسية للمرة الأولى منذ العام 1994.

ورفض مسؤولون أميركيون إيضاح نوعية التأكيدات التي تلقوها من كوبا، لكنهم أوضحوا أنه في السنوات الأخيرة كان كلٌ من راؤول وفيدل كاسترو ينددان بالتطرف، وكان آخرها تلك التنديدات في كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما وصف الأول الهجوم على المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إبدو" بــ"الفظيع"