الدكتور أسامة الأزهري

 

أكد مستشار رئيس جمهورية مصر العربية،الدكتور أسامة الأزهري  أن هناك إشكالية تواجه العلماء والمسؤولين، وهي تعدد موارد صنع التطرف، وأن التيارات المتطرفة عمدت إلى قراءة الوحي قراءة مغلوطة، عند انتزاع نص من القرآن الكريم، بخلاف وجود حالة من الالتباس تواجه البعض، وفي حالة تركها هكذا سيتحول إلى صاحب عقلية متطرفة، وأن أهل العلم يسعون للتفريق بين موارد صانعة للتطرف أو تكفيرية أو قاتلة، كظلال القرآن وغيره من المؤلفات التي تنحو نفس المسيرة، لذلك فإن كتاب "الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين" يرصد المنبع الذي استقى منه أصحاب التيارات التكفيرية فكرهم وتطرفهم، ولا يتحدث عن كل موارد التطرف.

وتحدث الأزهري في الندوة التي عقدت مساء أمس الأول الاربعاء في مقر مؤسسة طابه، وكان موضوع الندوة عن كتابه " الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين، التيارات المتطرفة في ميزان العلم". يحتوي الكتاب عناوين رئيسية، مثل: الحاكمية، ومفهوم الجاهلية وانقطاع الدين وحتمية الصدام، ومفهوم دار الكفر ودار الإسلام، واحتكار الوعد الإلهي والاستعلاء به على الناس، ومفهوم الجهاد، ومفهوم التمكين، ومفهوم الوطن، والمشروع الإسلامي بين الحقيقة والخرافة.

ولفت في المحاضرة إلى أن هناك مؤلفات مقابلة لكل كتاب أو مؤلفا لوحظ فيه التشدد، وأن كتابه ليس قادرا وحده على مواجهة كافة التيارات المتطرفة وخاصة أنها مكونة من مراتب فكرية من بينها العنف، أو الفسق أو الابتداع، وكلها تحمل بذرات فكرة التكفير والعالم اصطلى بنار التطرف الفكري الذي تحول إلى ممارسات للقتل الممنهج.

وشدد على أن إهدار علم أصول الفقه أدى إلى تبديع كل شيء، وأن المسلمين غارقون في الحرام، وبعيدون عن الشر، ولو أن متطرفا وضع يده على علم أصول الفقه لتبين له أن كل ما يدعي أنه بدعة له أصله الشرعي، مؤكدا أن علم أصول الفقه محطة مهمة في محاربة التكفير والتطرف.

وناشد كافة الباحثين والعلماء، بالولوج إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لمواجهة تلك الأفكار المسمومة، ووقف عملية التحول من إنسان متدين إلى متطرف إلى تكفيري ومن ثم ينتهي به المطاف إلى قاتل، مشيرا إلى اتساع خريطة التطرف، وليس كتابا أو كتابين قادرين على مواجهة هذا الأمر، لأن مراحل التطرف تشكلت بداية من مرحلة «البدعة، والفسق، والأضرحة.. وغيرها» وحدث انغلاق نفسي وفكري وإحباط من عدم القدرة على تغيير شيء، فيبدأ بالتكفير ويتلو ذلك القتل والتدمير.

ولفت إلى أن التطرف الفكري والتيارات المتطرفة ملأت الفضاء حيث امتلأت (تويتر وفيسبوك ويوتيوب) وكافة وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت تشكل موجات من الحض على القتل والتدمير والتفجير، وتستهدف الشباب الجاهل والذي يعاني من الأمة الدينية، فيتم استقطابه، ويبدؤون في تشويه صورة مجتمعة، ومن ثم تفسيق المجتمع والوصول إلى التكفير ثم القتل، وكلها نتجت من الاعتقاد بما جاء في كتاب «ظلال القرآن» لسيد قطب، وبقية كتبه ومؤلفاته.

وأوضح الأزهري " إن فكرة كتابه الحق المبين، ليست استعداء مقابل استعداء، ولا علاقة له بشخص الكاتب فهو بين يدي ربه، ولكن كاتب الظلال يعد المنجم التكفيري الذي لابد من مواجهته، وفضح ما فيه من أخطاء واعتداء على الوحي، حتى لا يخرج علينا دواعش أخرى، مؤكدا أن داعش الحالية ستموت وتنتهي كغيرها من التيارات التي مرت علينا عبر تاريخ الأمة.

وبين أنه لابد من نقاش وتفكيك لأفكار داعش المغلوطة، من خلال تفكيك الأطروحة القطبية ذاتها، واستشهد على ذلك بأن هتلر مات وخلف وراءه 60 مليون قتيل، و60 مليون جريح، ودمر العالم، ولو نظرنا لتكوينه الفكري من خلال كتابه الشهير "كفاحي" لوجدناه استسقاه من كتاب وأفكار نيتشه حيث اعتمد هتلر على كتاب "هكذا تحدث زرادشت"، والمؤلف نيتشه، وهو سبب خلق شخصية هتلر وتكوينها الفكري والعقائدي.

وأوضح إن أوروبا تحركت الآن من أجل وضع حد لعدم خلق نازيين جدد، حيث ينتهي العقد الموقع مع دار النشر لطباعة كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر في الأول من يناير 2016، وخوفا من أن تقوم دور النشر بطباعته بعد فك الحظر وتنتشر نسخ هذا الكتاب، في أيدي شباب يقعون تحت سيطرة الفكر النازي، تتم مناقشة الكثير من الأفكار لتنقية الكتاب مما فيه من مسببات للقتل والتدمير، وذلك من خلال هوامش على الصفحات توضح خطأ الأفكار والمعتقدات وتفنيدها أولا بأول، حماية لمستقبل أوروبا من نازية جديدة، لأن إغراق الشباب بكتاب هتلر سيصنع حتماً نازية جديدة، إنهم يريدون تحصين الأمة الأوروبية وهذا هو التفكير الصحيح.