مجلس الأمن الدولي

شاركت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة،  في مناقشة مفتوحة في مجلس الأمن في شأن "دور الشباب في مكافحة التطرف العنيف وتعزيز السلام".

وأكدت في بيانها، موقف دولة الإمارات في أن الشباب لا ينبغي أن ينظر إليه فقط باعتباره ضحية؛ بل أيضًا شركاء في وضع خطة بناءة تكافح انتشار التطرف والعنف وتصلح ما خلفته الحروب التي تشنها قوى التعصب والكراهية.

ونبّهت إلى أنّ الصراعات العنيفة في منطقة الشرق الأوسط، تحديدًا في سورية والعراق وليبيا واليمن ومن قبلها الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود؛ تسببت في مزيد من العنف وفي إحداث شرخ في النظام الأمني العالمي، مضيفةً أنّ هذه الأزمات خلقت فراغًا سياسيًا أسهم في زيادة التطرف ووفر منطلقًا لامتداد آثارها إلى خارج الحدود مهددة استقرار المنطقة بأكملها.

وأبرزت أنّ دولة الإمارات ترى أن تنظيم "داعش" استغل هذه العوامل للتغرير بالشباب وشن حرب ضد المدنيين وإلحاق الاذى بهم، مبينةً أنّ مثل هذه الأفعال تشكل انتهاكًا واضحًا للعقيدة الاسلامية وتعاليمها السمحاء.

ونوّهت إلى أنّ استمرار "داعش" والمنظمات المتطرفة والمتشددة الثانية، بفضل شبكات اتصالات عالمية قوية توفر الدعم المالي لها وتيسر سفر المقاتلين، مشيرةً إلى أنّ المقاتلين الأجانب الذين يذهبون إلى سورية للانضمام إلى تنظيم "داعش" يأتون من أكثر من 90 بلدًا.

ووجهت إلى تبني دولة الإمارات لإستراتيجية شاملة في مواجهة العنف، تستند على دعم حق التعليم بما في ذلك للفتيات وبناء اقتصاد قائم على المعرفة يعزز فرص دخول الشباب لسوق العمل الحديث، وتشجيعهم على أخذ دور قيادي ومسؤوليات أكبر لبناء المجتمع والبلاد.

وأضافت أنّ هذه الاستراتيجية تعتمد أيضًا على منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ وسيلة لنشر الفتنة وتجنيد المتطرفين، لافتةً إلى إنشاء الإمارات بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأميركية مركز عمليات الكتروني لمواجهة استغلال المتطرفين للإعلام الالكتروني واقتراح خطاب ذو مصداقية دينية.

وأردفت أنّ الاستراتيجية تسعى أيضًا إلى تعزيز قيم التسامح من خلال إنشاء شراكات مع المؤسسات والرموز الدينية الجليلة، مستشهدة باستثمار الإمارات مبلغ 20 مليون دولار أميركي في تدريب الأئمة في المناطق الريفية في أفغانستان؛ لنشر التعاليم الاسلامية المعتدلة، فضلًا عن إنشاء مجلس حكماء المسلمين في أبو ظبي بهدف تعزيز قيم الإسلام السمحاء.

وذكرت أنّ الإمارات ساهمت أيضًا في دعم الشباب في الدول المتضررة عبر تقديم الخدمات للاجئين السوريين والعراقيين، فضلًا عن تقديم الدعم الكامل إلى مصر وتوفير برامج للشباب، وزادت أنّ الإمارات تقدم الدعم الكامل إلى مصر وتوفر برامج للشباب الذين تبلغ نسبتهم 30 في المائة من إجمالي الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالعمل على دعم استقرار مصر يمثل حجر الزاوية لاستقرار المنطقة.

واقترحت في بيانها جملة من التوصيات لمكافحة التطرف على المدى الطويل، حاثةً المجتمع الدولي على التحرك السريع عبر مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات مشتركة عاجلة مع الدول المتضررة في شأن أية فظائع جماعية والاستفادة من الأطر القانونية في مواجهة قنوات التوظيف والتمويل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وشددت على ضرورة تعزيز دور النساء وبالتحديد الأمهات في بناء المجتمعات باعتبارهن خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف، كما شددت في ختام بيانها على وضع مسألة تمكين الشباب ومعالجة همومه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في سلم الأولويات باعتبارها التزامًا مشتركًا.