أعمال العنف الإيرانية

أكد تقرير صادر عن مركز "الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية"، أنّ من يتابع السلوك الإيراني، منذ توقيع الاتفاق النووي مع مجموعة "5+1" خلال تموز/يوليو الماضي؛ سيتأكد له بجلاء مدى ازدواجية الخطاب الذي تتبناه طهران إزاء دول المنطقة، ما بين محاولة إظهار الانفتاح، وفتح صفحة جديدة معها، وما بين ممارسات تدخلية، تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في بعضها.

وأوضح التقرير، أنّ إيران التي أعلنت عن أنها ستبدأ صفحة جديدة في علاقاتها مع دول المنطقة، وأجرى وزير خارجيتها زيارات إلى كل من دول الكويت وقطر والعراق في تموز الماضي، وصرح خلالها، بأن هناك إرادة مشتركة للتعاون وتعزيز العلاقات، ما لبثت أن أثارت في الشهر التالي لهذه الزيارة؛ توترا في شأن حقل "الدرة" النفطي مع الكويت، حينما أعلنت عن طرح مشروعين لتطوير امتداد الحقل أمام الشركات الأجنبية، متجاهلة الرفض الكويتي القاطع لأي مشاريع تطوير في الحقل قبل ترسيم الحدود في المياه الإقليمية بينهما.

وأبرز أنّ هذه الازدواجية بدت أيضًا في التصريحات التي أطلقها أخيرًا، مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، التي دعا فيها دولة الإمارات إلى إرسال الغذاء والدواء إلى اليمن بدلًا من السلاح، في وقت تؤكد فيه الشواهد والمعطيات أنّ إيران من تقف وراء تفاقم الأزمة اليمنية، حينما اعتبر عدد من مسؤوليها سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي "الحوثيين" في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، أنّه امتداد "للثورة الإسلامية الإيرانية".
وأشار إلى أنّ إيران واصلت، منذ ذلك الوقت، الدفاع عن "الحوثيين" وتقديم أوجه الدعم المختلفة لهم على الرغم من أنها تدرك أنهم انقلبوا على الشرعية السياسية والدستورية في اليمن،

كما لا يخفى على أحد التدخلات الإيرانية الأخيرة في عدد من دول المنطقة؛ بل ومواصلتها تقديم الدعم العسكري لحلفائها، كما أظهرته تصريحات وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في آب/اغسطس الماضي، التي أعلن فيها عن أنّ بلاده ستستمر في تعزيز قدراتها الدفاعية، وتقديم الدعم التسليحي لحلفائها.

وأضاف، ثم تأتي إيران لتوزع الاتهامات على دول المنطقة بأنها تقف وراء إشعال الأزمات في محاولة منها للي الحقائق، بينما يواصل إعلامها بث سمومه التي تستهدف إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة، مبرزًا أنّ السلوك الإيراني المتناقض في الآونة الأخيرة، يكشف عن عدد من الأمور المهمة، أولها محاولة طهران استثمار الاتفاق النووي الأخير في تعزيز نفوذها الإقليمي وفرض أمر واقع على دول المنطقة في هذا الشأن، حتى لو كان هذا على حساب مصالح هذه الدول.

وتابع، ثانيها توظيف أزمات المنطقة المختلفة؛ لتحقيق مصالحها أو ما يمكن تسميته الإدارة في الأزمات، حيث تحرص إيران على الاحتفاظ ببعض الأوراق كأدوات للمناورة والضغط، ولتأكيد أهميتها على اعتبارها لاعبًا أساسيًا في حل أزمات المنطقة، ثالثها أنّ إيران تسعى إلى فرض تصوراتها الخاصة في قضايا وأزمات المنطقة على دولها؛ بل وتنكر على هذه الدول حقها في المبادرة والتحرك لحل الأزمات بما يراعي مصالح جميع الأطراف.