مساجد في فرنسا

تضاعفت دعوات قادة المسلمين في فرنسا لمضاعفة عدد المساجد، في الوقت الذي تماطل فيه السلطات منح تراخيص لإنشاء مساجد جديدة تخفف من الاكتظاظ الذي يمنع الكثير من أداء صلاتهم ويجبرهم على قضائها في الشارع.

وأكد عميد المسجد الكبير في باريس أبو بكر، في وقفة احتجاجية بمشاركة العشرات من المسلمين، "لدينا 2200 مسجد، ونحن بحاجة لمضاعفة هذا العدد في غضون عامين".

وأوضح أبو بكر أنَّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون بأنَّ السلطات المحلية في فرنسا تجمد طلبات إنشاء أو بناء مساجد للصلاة، مشيرًا إلى أنّ هذه الوقفات تهدف إلى الضغط على الحكومة الفرنسية للسماح ببناء مساجد جديدة خلال العامين المقبلين.

واعتبرت صحيفة "لوفيغارو" الليبرالية المحافظة، أنَّ احتجاجات المسلمين ومطالبهم كانت "استفزازية"، مشيرة إلى أنَّ بعض القادة المسلمين قد "فقدوا السيطرة" بسبب تزايد المتشددين من الشباب المسلم الفرنسي، و"ليس بسبب منع بناء مساجد جديدة".

وأضاف الكاتب إيف تريد "إنَّ على زعماء المسلمين الفرنسيين "إلقاء اللوم على أنفسهم و ليس على أي شخص آخر؛ لأنهم قد دانوا العنف بشكل فاتر حتى قتل مسلحون متطرفون 17 شخصًا في باريس في كانون الثاني/ يناير الماضي، فوضاهم، خصوماتهم وصمتهم جعلهم مذنبون".

وشدَّد مسؤول في الحكومة الفرنسية على أنَّ الطلب المتزايد لبناء المساجد "غير المحتمل أن توافق عليه الحكومة التي لا تزال تكافح للعمل على استراتيجيات مشتركة مع زعماء المسلمين لمكافحة التطرف في أعقاب تشارلي إيبدو، كما تشعر بالقلق إزاء ارتفاع الدعم الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة".

وبيَّن المسؤول أنَّ "الدكتور أبو بكر كان يبالغ في عدد المسلمين الفرنسيين، إذ قال إنَّهم يقدرون بسبعة ملايين، على الرغم من خمسة ملايين هو الرقم المقبولة عمومًا، إذ يتم الاحتفاظ بإحصاءات رسمية فيما يخص الدين بموجب القانون الفرنسي، حيث هذا البلد هو موطن لأكبر عدد من المسلمين في غرب أوروبا".

واعتبر رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عمار الأصفر، أنَّ "المسلمين لهم الحق في بناء المساجد ورؤساء البلديات يجب ألا يعارضوا هذا"، مشيرًا إلى أنَّه تم الإبلاغ عن زيادة في الهجمات ضد المساجد والمؤسسات الإسلامية منذ هجمات تشارلي إيبدو ما يثير المخاوف من رد فعل عنيف.