عناصر من تنظيم "داعش"

ينتهج تنظيم "داعش" إستراتيجية عالمية اتضحت أخيرًا بعد القبض على طالب في جامعة "كوينز"، السبت، لتآمره مع التنظيم المتطرف، وهي الإستراتيجية التي بدأت قبل حوالي سنة وأسفر عنها اعتداءات وتوقيفات في أكثر من 12 دولة.

وأعلن تنظيم "داعش" عن إقامة "دولة الخلافة الإسلامية" على الأراضي التي يسيطر عليها، في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، وبدأ التركيز على ثلاثة محاور متوازية، وهي: التحريض على الصراع الإقليمي من خلال الاعتداءات والهجمات في العراق وسورية، وبناء علاقات مع الجماعات المتشددة التي يمكنها القيام بعمليات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى إلهام ومساعدة المتعاطفين مع "داعش" المستعدين للتعاون مع التنظيم وذلك من أجل تنفيذ هجمات في الغرب.

وأوضح المحلل في معهد دراسات الحرب، هارلين جامبير، أنَّه من خلال هذه الفروع الإقليمية وكذلك الجهود المبذولة لخلق حالة من الفوضى تعم العالم بأسره، فإنَّ التنظيم سيكون قادرًا علي الانتشار أكثر وربما بالتحريض على قيام حرب عالمية.

ومع بداية الخريف الماضي؛ دعا "داعش" مرارًا وتكرارًا إلى القيام بعمليات متطرفة في الغرب لاسيما ضد البلاد المشاركة في التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الذي يشن ضربات جوية في سورية والعراق. واستجابت "الذئاب الوحيدة" لهذه النداءات وأطلقت عمليات احتجاز للرهائن وإطلاق للنار، على نطاق ضيق، أرادت من خلالها لفت الانتباه.

وبعد مرور شهر من الاحتجاجات؛ اكتشفت الأجهزة الأمنية وفقًا لما كشفت عنه السلطات، أنَّ الرجل الذي جرى توقيفه من "كوينز" خطط لتنفيذ اعتداءات علي معالم مختلفة في مدينة "نيويورك" بالإنابة عن التنظيم.

وأشار  ضابط العمليات السابق في مركز الاستخبارات الأميركي باتريك سكينر، إلى أنّه دائمًا ما يريد تنظيم "القاعدة" القيام بعمليات متطرفة إلا أنَّ "داعش" ينتهج مسار مختلف، إذ ينظمون العمليات المتطرفة التي تولد رد فعل مدهش.

وشهد نشاط "داعش" زيادة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أعلنت الجماعة عن أحياء وضواحي رسمية (ولايات) في بلدان مثل أفغانستان والجزائر ومصر وليبيا ونيجيريا وباكستان والمملكة العربية السعودية واليمن، التي كونت شبكات تكن بالولاء لـ"داعش".

وتسائل السيد سكينار عن مدي تواصل القيادة الرئيسية لتنظيم "داعش" مع هذه الشبكات في مختلف البلدان، في الوقت الذي لا يوجد فيه دليل دامغ علي قدرة هذا التنظيم لتوجيه نشاطه عبر هذه الولايات كجزء من حملة محكمة.

وألمح السيد جامبير إلى أنَّ الهجوم الصاروخي أخيرًا على القوات متعددة الجنسيات المتواجدة في المناطق الحدودية في شبه جزيرة سيناء قد يكون علامة على أنَّ "داعش" يتطور في قدراتها، ومن ثم فالهجوم من الممكن رؤيته على أنَّه جزء من إستراتيجية أكبر لكسر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لشن ضربات جوية في العراق وسورية على معاقل التنظيم.