إثر غارة جوية أردنية

يسعى المسؤلون الأميركيون للتأكد من صحة إدعاءات "داعش" بمقتل الرهينة الأميركية، التي تم أسرها من قبل التنظيم, إثر غارة جوية أردنية.

وادعت "داعش" في رسالة نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن عاملة الإغاثة الأميركية، كايلا جان مولر، توفيت عندما ضربت طائرات أردنية أهداف قريبة من الرقة، العاصمة الفعلية للمناطق التي تسيطر عليها "داعش".

وكان فحوى الرسالة: قتلت الطائرات الأردنية الفاشلة الرهينة الأميركية, ولم يتم إصابة مجاهد واحد في القصف، ويرجع الفضل إلى الله.

وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" أنَّ المرأة قتلت بنيران القذائف التي سقطت على الموقع.

ونشر "داعش " صورًا للموقع المزعوم، مظهرة مباني بنية اللون من ثلاثة طوابق كانت أصيبت بأضرار بالغة، ولكن لم يكن هناك أي صورة لمولر.

ولم يكن هناك أي تأكيد مستقل لهذه الإدعاءات, وأوضحت وسائل الإعلام الأميركية, أنَّ الوكالات الأميركية المختلفة كانت على علم بالتقرير, وكانت تحاول أن تصل لمعلومات أبعد من ذلك.

وصرح وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، بأنَّ ادعاءات المسلحين هي مجرد حيلة دعائية.

ومن جانبها؛ صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية, ماري هارف، بأنَّه لا يتوفر لديها أيَّة معلومات عن ادعاءات "داعش", مضيفةً "من الواضح أن الناس يبحثون في ذلك الأمر".

وأوضحت أنَّ هناك عددًا من المواطنين الأميركيين المحتجزين كرهائن في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك "داعش", مشيرةً إلى أنَّ وزير الخارجية جون كيري وآخرين يفعلون ما في استطاعتهم لتحديد أماكن هؤلاء وتأمين إطلاق سراحهم, وأنَّ ذلك يعد موقفًا حساسًا للغاية.

وعرفت حقيقة أسر مولر كرهينة لدى "داعش" لبعض الوقت, بالرغم من نشر القليل من تفاصيل الحادث, وطلبت عائلتها عدم الإعلان عن هويتها, وذلك بناءًا على نصيحة المسؤولين الأميركيين.

ومن المعلوم أنَّه تم اختطافها في آب/ أغسطس 2013 أثناء ممارسة عملها مع الكبار والأطفال في حلب, التي تشردت من جراء الحرب الأهلية الدائرة في سورية.

وخلال العام الماضي؛ طالبت "داعش" بـ6 مليون دولار لإطلاق سراحها, وكجزء من الصفقة, طالبت الجماعة بالإفراج أيضًا عن العالمة الباكستانية المدانة عافية صديقي.

وأخطأ رئيس موظفين مكتب الرئيس الأميركي باراك أوباما, في الشهر الماضي, حينما ذكر اسم السيدة في مقابلة تلفزيونية, وتم حذف كل ما يدل على شخصيتها في ما بعد.

وذكرت وكالة "أسوشيتيد بريس" أنَّ عائلة مولر أكدت ـ العام الماضي ـ أنَّه تم أسرها أثناء قيامها بأعمال إنسانية في سورية, وتم أسر العديد من الناس في نفس الوقت.

وكثفت الأردن حملاتها الجوية ضد "داعش" بعد نشر مقطع مصور يعرض حرق الطيار الأردني, معاذ الكساسبة, حيًا والذي سقطت طائرته في كانون الأول/ ديسمبر خلال عملية ضد أهداف الجماعة المسلحة.

وكانت الأردن تحاول ترتيب عملية تبديل الكساسبة بعديد من المتشددين التي كانت تحتجزهم, ولكن بعد نشر "داعش" لقطات قتل الطيار - الذي اتضح أنه قتل في كانون الثاني/ يناير الماضي في الوقت الذي ادعت "داعش" التفاوض لإطلاق سراحه - أقدمت الأردن على إعدام اثنين من المتشددين, كان من بينهم ساجدة الرشاوي, السيدة العراقية التي حكم عليها بالإعدام لدورها في عملية انتحارية في عمان أسفرت عن مقتل 60 شخصًا في العام 2005, وكان الآخر هو زياد الكربولي, مساعد سابق لزعيم تنظيم القاعدة في العراق الراحل أبومصعب الزرقاوي.

وفي أعقاب قتل الكساسبة، تعهد ملك الأردن، عبدالله الثاني بن الحسين، بالانتقام وأمر قواته الجوية بزيادة نطاق الضربات على أهداف "داعش".

وكانت الأردن قد انضمت للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش", في أيلول/ سبتمبر الماضي، جنبًا إلى جنب مع البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأظهرت لقطات مصورة نشرتها القوات الأردنية, بعض من ضرباتها, منها أحد اللقطات تظهر إطلاق كرة نارية, وفي مكان آخر يرسم الطيارون رسائل على قذائفهم مكتوب فيها: ذلك من أجلكم, أعداء الإسلام.

وجاء في بيان أذاعه التلفزيون الأردني: هذه هي البداية وسوف تعرفون من هم الأردنيين.

وسوف تصبح مولر, في حالة تأكيد مقتلها, الأميركية الرابعة التي تموت أثناء أسر "داعش", والثلاثة الآخرين هم, الصحفيين جيميس فولي وستيفين سوتلوف, وعامل الإغاثة بيتر كاسيج, والذين تم ذبحهم على أيدي الجماعة المتطرفة.

كما تم قتل الرهينتين البريطانيين, ديفيد هاينيس وآلان هينينج, على يد "داعش" أيضًا.