مجلس الوزراء السعودي

وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القطاعات المعنية بالعمل في موسم الحج «بخدمة ضيوف الرحمن برعاية المصابين ومساعدتهم لأداء مناسك الحج مع إخوانهم المسلمين»، ودعا المولى عز وجل أن يغفر «لجميع ضحايا سقوط إحدى الرافعات في المسجد الحرام، وأن يدخلهم فسيح جناته»، وقال: «نحتسب عند الله حسن الخاتمة لهؤلاء الحجاج والزوار الذين وافاهم الأجل في هذا المكان الطاهر وهم متوجهون إلى المولى عز وجل قاصدون بيته الحرام لأداء مناسك الحج، نسأل الله لهم المغفرة والرحمة، ونشكر جميع إخواننا  قادة الدول وكل من عبّر عن عزائه ومواساته في هذا المصاب الجلل، ونقدم لهم ولكل أسر وذوي المتوفين صادق العزاء والمواساة وتمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل».

وقال الملك سلمان أثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس الاثنين، في قصر السلام في جدة: «إن من نعم الله على هذه البلاد أن شرفها بخدمة ضيوف الرحمن الحجاج والمعتمرين والزوار وخدمة الحرمين الشريفين، وهذا واجب وشرف نعتز به ولله الحمد منذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وسنظل بمشيئة الله وقدرته ماضين في أداء هذه الرسالة وبذل كل الجهود لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن راجين الجزاء والثواب من الله عز وجل».

ورفع مجلس الوزراء تعازيه إلى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد والأمة الإسلامية ولذوي المتوفين، سائلاً الله عز وجل أن يتقبلهم في الشهداء وأن يدخلهم جنات النعيم، وأن يعجّل بشفاء جميع المصابين وأن يمن عليهم بإكمال حجهم.

وهنأ المجلس، خادم الحرمين الشريفين على نجاح زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأميركية، وما حققته من نتائج، وما جرى خلالها من محادثات وتوقيع اتفاقات، وعبّر خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره للرئيس باراك أوباما، مجدداً التأكيد أن المحادثات التي عقدها معه ولا سيما ما يتعلق منها بالشراكة الإستراتيجية الجديدة للقرن الـ21 بين البلدين والتي ستساهم في تعميق العلاقات ومتانتها وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين.

وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج محادثاته مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مشيدًا بعمق العلاقات بين البلدين.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي في بيانه لـ "وكالة الأنباء السعودية"، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء استعرض بعد ذلك الخطط والاستعدادات من قبل القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن الذين توافدوا على المملكة من كل فج عميق، ووجّه خادم الحرمين الشريفين الجميع بمضاعفة الجهود لتقديم أفضل الخدمات وتوفير الرعاية الشاملة لراحة ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج بيسر وسهولة، وتسخير كل الإمكانات للحفاظ على سلامتهم في الحرمين الشريفين وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وعلى مختلف الطرق المؤدية لها، ومنذ قدومهم وحتى عودتهم سالمين.

وذكر الطريفي أن مجلس الوزراء ناقش ما أثير من اتهامات خاطئة ومضللة عن جهود المملكة بخصوص اللاجئين السوريين، مجددًا التأكيد أن المملكة «ستظل دائمًا في مقدمة الدول الداعمة للشعب السوري الشقيق والمتلمسة لمعاناته الإنسانية ولن تقبل المزايدة عليها في هذا الشأن أو التشكيك في مواقفها، مشددًا في هذا الخصوص على الإجراءات التي اتخذتها المملكة منذ بدء الأزمة السورية في مساعدة الأشقاء السوريين، إذ استقبلت منذ اندلاع الأزمة ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري داخل المملكة، ودعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين في الدول المجاورة لوطنهم».

وأعرب مجلس الوزراء عن إدانته الهجوم المتطرف الذي استهدف رجال الأمن في مركز شرطة الخميس في البحرين، وعده عملاً متطرفًا يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين، مؤكدًاً وقوف المملكة وتأييدها البحرين في كل ما تتخذه من إجراءات للتصدي لهذه الأعمال المتطرفة.

وناقش الجهود التي تقوم بها قوات التحالف في إطار عملية إعادة الأمل في اليمن، معبرًا عن الفخر والاعتزاز بما يبذله جنود المملكة البواسل من شجاعة وإقدام لصد العدوان الآثم على اليمن من المتمردين وأعوانهم، كما أشاد بمختلف الجهود التي تقوم بها قوات التحالف في هذه العملية، سائلاً الله العلي القدير لجميع من استشهدوا في ميدان الشرف من قوات المملكة والإمارات العربية المتحدة والبحرين الرحمة والمغفرة وأن يرزق أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن
على المصابين بالشفاء العاجل، ويوفق أبطال قوات التحالف لدحر المعتدين وإعادة الشرعية لليمن والحفاظ على أمنها واستقرارها.

ودان المجلس اقتحام سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته والاعتداء على المصلين، مطالباً بوضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين، لأولى القبلتين
ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم).

كما طالب بوضع حد لبناء المستوطنات الإسرائيلية وإزالة ما أنشئ منها، مؤكدًا أن تلك المستوطنات من أشد القضايا خطرًا على عملية السلام في المنطقة، ومناشدًا المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ التدابير الضرورية لحماية الشعب الفلسطيني من الإجراءات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازاً لمشاعر المسلمين والعرب كافة.
ورحّب المجلس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد رفع علم دولة فلسطين بصفتها دولة مراقبة على مقرات الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وفيينا، وعده إنجازًا دبلوماسيًا وخطوة إضافية باتجاه حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وفي الشأن الداخلي، قرر مجلس الوزراء الموافقة على الترخيص لبنك قطر الوطني بفتح فرع له في المملكة، على أن يلتزم مزاولته الأعمال المصرفية بالأنظمة واللوائح والتعليمات المعمول بها في المملكة، وأن تنسق مؤسسة
النقد العربي السعودي مع البنك لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك.