زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون

بيّن محللون أنّ قرارات الإعدام التي أصدرها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وشملت 70 مسؤولا منذ توليه السلطة في عام 2011، تزيد سبع مرات عن عدد الأحكام التي أصدرها والده.


ولم تفصح بيونغ يانغ عن أسباب الإقالات الأخيرة لعدد من المسؤولين، لكن آراء المحللين تشير إلى أنها جاءت علي خلفية انفجارات اللغم الأرضي مما أدى إلى تشويه جنود كوريا الجنوبية داخل المنطقة منزوعة السلاح على طول حدود البلدين المحصنة. ويبقي مصيرهم غير معروف ولكن موقفهم بلا شك غير مستقر وسط مخاوف من أوامر كيم جونغ أون.

وردًا على تفجيرات اللغم الأرضي، واصلت سول بث الدعاية التي تنتقد حكم كيم واعتبرته استبداديًا، وذلك للمرة الأولى خلال 11 عاماً، وما كان من بيونغ يانغ إلا أن هددت بتدمير مكبرات الصوت في كوريا الجنوبية. وزعمت سول أنّه جرى تبادل قصف بالمدفعية على الحدود بين الكوريتين.
وأشارت وكالة الأخبار المركزية الكورية في بيونغ يانغ إلى أنّ كيم رحب بالاتفاق مع كوريا الجنوبية والذي جاء بعد مفاوضات، موضحًا أنه يضع حداً لتوتر العلاقات بين الكوريتين ويؤدي بها إلى المسار الصحيح نحو المصالحة. كما عزل كيم أيضاً عددًا غير محدد من أعضاء اللجنة العسكرية المركزية للحزب والتي تعاملت مع الأزمة.

وعن أسباب إقالة هؤلاء المسؤولين، أوضح المحللون أنها تأتي في أعقاب إساءة تقدير رد فعل كوريا الجنوبية القوي على تفجيرات الألغام. ويضيف المحللون أن كوريا الشمالية شديدة التعصب من أي نقد خارجي بسبب نظامها السياسي، كما أن هناك الكثير من المخاوف من أن يؤدي البث الصادر عبر مكبرات الصوت على الحدود إلى زعزعة أركان القوات الأمامية والسكان ومن ثم إضعاف قيادة كيم.

وأغلقت كوريا الجنوبية الثلاثاء مكبرات الصوت لديها بعد تعبير كوريا الشمالية عن أسفها من الإصابات التي لحقت بالجنود جراء انفجارات اللغم. ومن غير المعلوم مصير هؤلاء المسؤولين ممن جرى عزلهم في كوريا الشمالية وما إذا كانوا قد تلقوا عقوبة قاسية من عدمه.
يُذكر أنه جرى إعدام وزير الدفاع بسبب خيانته في نيسان/أبريل، وفق ما صرّحت به مخابرات كوريا الجنوبية، ويأمل المسؤولون في أن الاتفاق بين الكوريتين سيسهم في تحسين العلاقات ولكن التاريخ حافل بالمفاوضات الفاشلة بينهما.

وأبرز كيم أن الإتفاق جاء بفضل القدرة العسكرية لبلاده والتي تستند إلى مفهوم الردع النووي وأن الجيش الكوري الشمالي يضمن إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية وهو ما يشير إلى أن الموقف المتشدد من جانب كوريا الشمالية لم يتغير رغم الاتفاق.