نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي

كشف مدير إدارة تعليم وتدريب النزلاء بالإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي، النقيب محمد عبد الله العبيدلي، عن تخصيص غرفة كبيرة للترفيه، لتشجيع النزلاء على الالتزام وتغيير سلوكياتهم الخاطئة، حيث تضم الغرفة 3 ألعاب بلاي ستيشن و6 بيبي فوت و4 طاولات بلياردو وألعابًا أخرى تتاح للنزلاء الملتزمين، كما تضم كؤوسًا وميداليات وشهادات منحت للنزلاء في منافسات ومسابقات تقام داخل المؤسسات العقابية.
 
 وأضاف العبيدلي أنه من ضمن السلوكيات السلبية التي تم تحويلها إلى إيجابية، استغلال قدرات ومهارات المتورطين في قضايا التزوير في الرسم، وإنجاز عدد من الصور واللوحات الجميلة، وعرضها في المعارض التي تشارك فيها شرطة دبي بمنتجات النزلاء التي تلقى إقبالًا كبيرًا، وكذلك تنوي الإدارة الاستعانة بالدراجات الهوائية لخدمة النزلاء في الرياضة الصباحية في فناء الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية، ولاقت الفكرة استحسانًا كبيرًا. حسبما نشرت جريدة البيان.
 
ونوه العبيدلي بأن الإدارة شجعت بعض النزلاء على إنجاز فكرتهم بتصميم برج خليفة من زجاجات المياه الفارغة وتسجيلها في موسوعة غينيس، لافتًا إلى أن الإدارة فازت أخيرًا بالعديد من الجوائز في المنافسات التي تقام بين المؤسسات العقابية والإصلاحية على مستوى الدولة، آخرها 6 جوائز في الفجيرة.
 
 وأشار النقيب محمد عبد الله إلى أنه يوجد 48 عنبرًا للرجال مقسمة حسب مدة العقوبة ونوع الجريمة و16 عنبرًا للسيدات، وأن عنبر الأمهات مفصول عن باقي العنابر، وأغلب النزلاء تم دمجهم في الأعمال المهنية أو الحرفية، للاستفادة من الوقت بطريقة إيجابية، وأن الصعوبة تكمن في عزوف البعض في بداية قضاء فترة العقوبة، إلا أنه سرعان ما يختار ما يناسبه، خاصة في ظل تشجيع الإدارة لهم بالمعاملة الحسنة على الاستفادة من الخطأ وتحويله إلى فعل إيجابي، وأنه في ما يتعلق بالمتهمين في قضايا تعاطي المخدرات، فقد وفرت الإدارة برنامجًا طبيًا ونفسيًا وتأهيليًا لهذه الفئات تحت عنوان "معًا نستطيع التعافي من الإدمان"، كما يتم التعامل مع النزلاء الجدد عبر دورة تعريفية بقوانين ولوائح المؤسسات العقابية والإصلاحية بعنوان "معوقات النزيل الجديد".
 
 وأضاف مدير إدارة تعليم وتدريب النزلاء بالإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي أن مكتبة النزلاء من الأقسام المهمة التي تبقي النزيل على اتصال دائم مع العالم الخارجي، من خلال الخدمة التي تقدمها المكتبة من استعارة الكتب وتوفير الصحف اليومية، كما تم افتتاح المكتبة الإلكترونية التي تحتوي على 10 آلاف عنوان، وأنه تم تعميمها على الأقسام كافة، ويبلغ عددها 3 مكتبات إلكترونية، كما يوجد في المكتبة 9 آلاف كتاب بـ24 لغة، كي يستفيد منها جميع نزلاء المؤسسات العقابية.
 
 وتطرق العبيدلي إلى أن المكتبة تؤدي دورًا مهمًا في تهيئة المناخ الملائم للنزلاء أثناء تأديتهم للامتحانات، من خلال زيادة عدد ساعات المكتبة، حيث يوجد في المؤسسات العقابية هذا العام 24 نزيلًا في نظام الدراسة المسائي، و32 نزيلًا من الصف السابع إلى الثالث ثانوي في نظام المنازل، وأن المكتبة تقوم بعدد من الأدوار والأنشطة لتعزيز اللغة العربية للنزلاء، من خلال عقد دورات في الخط العربي، بالتعاون مع قرية التراث، ودورات في علوم المكتبات، بالتعاون مع مركز جمعة الماجد، حيث تساعد تلك الدورات على نشر اللغة العربية من خلال تعلم كتابتها بطرائق مختلفة، وبالاشتراك مع مكتبة دبي العامة، يمكن لنزلاء الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية استعارة الكتب التي يحتاجون إليها، ومن ضمنها كتب اللغة العربية التي تساعدهم على تعلم اللغة العربية وآدابها، وقد جلبت الإدارة آلاف الكتب للنزلاء بمختلف اللغات للاستفادة منها.
 
 أوضح العبيدلي أن قسم البرامج الدينية سجل العام الماضي التزام 314 نزيلًا في برنامج تحفيظ القرآن الكريم، وتم عقد 1008 محاضرات دينية. وبلغ عدد المستفيدين من المسابقات الدينية الرمضانية 138 نزيلًا، وعدد الذين أشهروا إسلامهم 29، وسجلت المكتبة الاستعارية 1287 مستفيدًا من برامجها.
 
 يختلف المطعم في المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي كثيرًا عما صورته الأفلام، من حالة رثة عبر طاولات جامدة وأطباق نحاسية مقسمة ومقاعد غير مريحة، فقد بدا مطعم "سجن دبي" مرتبًا أنيقًا يعرض قائمة أطعمة متنوعة يومياً، إضافة إلى وجبات الكباب والتكة والمندي والمظبي التي دخلت أخيرًا إلى قائمة الطعام مقابل مبلغ مدفوع لمن يرغب من النزلاء، ولا يزيد على 20 درهمًا للوجبة الواحدة.
 
لزيارة المكان، ومنذ دخول الباب الخارجي للإدارة، تبدأ عمليات التفتيش لكل الزائرين والموظفين للبحث عن الممنوعات، ويُمنح الزائر خزانة صغيرة لوضع أغراضه إلى حين الخروج والحصول على مفتاح، وينطبق الأمر نفسه على النزيل، إلا أن الاختلاف الوحيد في السنوات التي قد تطول إلى 25 عامًا فتتبدل معها المقتنيات والأمانات كما تتبدل الحياة بين ليلة وضحاها.
 
 وبين المباني المنتشرة على مساحة شاسعة توجد ساحات خضراء وأشجار وزهور، وفي التنقل بين السجن المركزي وسجن الرجال وسجن النساء وسجن الأحداث وسجن الجنح والمخالفات، إضافة إلى إدارات مثل الإمداد والتدريب وغيرها، نجد النزلاء يرتدون الزي الأبيض متساويين، ويكمن الاختلاف في شريط بسيط على الوسط، يختلف لونه حسب مدة العقوبة ونوع القضية، وترسم ملامح الزمن خطوطها وتجاعيدها على وجوه بعضهم من تعداد السنوات.