ثقافة المرأة منذ الصغر

من المثير للدهشة أنه حتى يومنا هذا، لا تزال الفتيات يكبرن بمعاملتهن معاملة مختلفة تمامًا عن الأولاد من خلال التنميط الراسخ والتحيزات الثابته في اللاواعي، ويتضح ذلك من خلال اختيارات الفتيات في المدرسة، وهي أحد الأعراض الواضحة لتجاربهن غير المتكافئة، ومن الأمثلة على ذلك فإن عدد الأولاد الذين يدرسون الفيزياء أربعة أضعاف عدد البنات، وهو موضوع يُلاحظ داخل الجامعات ومن أصحاب العمل على حد سواء.

 وتعد القوالب النمطية الجنسية منتشرة في ثقافتنا ومتأصلة بالانحيازات الطويلة الأمد "الواعية وغير الواعية"، فهي تؤثر على كل من توقعاتنا، وعلينا في سن مبكرة، وعلى شبابنا. ويتصل كثيرًا من القوالب النمطية بتوقعات مختلفة للفتيان والفتيات. فأولًا، نحن نفقد الموهبة فتجدنا بحاجة إلى العديد من المهندسين الجيدين والعلماء والمبرمجين ولا يوجد كفاءات متوفرة. وثانيًا، هناك تكلفة شخصية للشابات حيث نحد من توقعاتهن فتجدهن بلا هدف ولا وعي ولا إنتاج.

ولا يوجد أي دليل يشير إلى وجود اختلافات متأصلة بين الجنسين سواء في الكفاءة أو الاهتمام بالعلوم. على العكس من ذلك، لدينا هاشتاغ #iamapysysist، وهذا الأخيرة سلط الضوء على التنوع والمهارة والقدرة للعديد من الفيزيائيات الشابات في مهن مجزية وفعالة .

ونحن نعلم أنه من الممكن إحداث التغيير. فقد أجرى معهد الفيزياء مشروعًا رائدًا في المدارس حيث حدد فيه الموظفون الصورة النمطية وتصدى لها. وأظهرت المدارس النموذجية زيادة ثلاثة أضعاف في عدد الفتيات اللاتي يخترن الفيزياء ويحصل على الدرجات النهائية فيها، وفي المقابل حدث تغييرًا إيجابيًا أوسع للجميع حيث ظهر أن التنميط غير واقعي وعملية مجتمعية بحتة.
 ولدينا جميعًا دور نلعبه سواء "الحكومة، والمربون، والصناعة، والآباء والمواطنون" في معالجة الحواجز التي تواجهها الفتيات. وفي يوم المرأة العالمي في 8  مارس، دعونا نأخذ في الاعتبار ما يمكن أن نحدثه من تغيير لتلك الفتيات الصغيرات.