مُعلّمو أكبر الأحياء الفقيرة في كينيا

تلهو جوي التي تبلغ من العمر 3 أعوام وأختها لافين، 4 أعوام، بأواني المطبخ والألعاب الناعمة وحذاء قديم، إنه في منتصف الصباح في حضانة ومرحلة ما قبل المدرسة كيدوغو، وتلعب الأخوات في المركز الدرامي، وهو مكان مخصص للأطفال ليبتكروا ألعابهم الخاصة، وكل ركن من أركان الغرفة مخصص لنشاط مختلف: الموسيقى، القصص، الفن أو مساحة هادئة للقراءة، ويعدّ المركز أحد مرافق رعاية الأطفال القليلة الجودة في كيبيرا، وهي عبارة عن مستوطنة غير رسمية مكتظة في نيروبي تضم 170.070 شخصًا، وفقًا لإحصاء وطني عام 2009 (على الرغم من أن تقديرات أخرى ذكرت العدد أعلى بكثير)، وتوجد معظم المراكز في غرف أو بيوت مكتظة، إذ تكون امرأة واحدة مسؤولة عن 20 طفلا أو نحو ذلك، والتهوية رديئة وهناك تقارير عن إعطاء الأطفال الرضع أقراصا منومة لجعلهم يغفون طوال يومهم، أو الأطفال المحبوسين في غرف مظلمة، ولا توجد مساحة للعب إلا نادرا.

الآباء يعانون الفقر وعدم المقدرة على دفع الرسوم
اضطرت والدة "كيم" و"لافين"، شميم كينياتا، إلى البحث بجدية عن مكان آمن لابنتيها، وجدت أن المعلمين في بعض المراكز مشغولون ولم يلاحظوا الأطفال، وتقول كينياتا، التي لاحظت أيضًا أن الأطفال كانوا متسخين: "كان لا يزال الصباح وكان الجو باردًا، ولكن الأطفال لم تكن لديهم سترات أو معاطف"، والأطفال في هذه المراكز ليسوا فقط عرضة لخطر الأذى الجسدي، بل يفتقدون التحفيز واللعب في وقت حاسم من طور تنميتهم، ولكن، على حد قول لينيت أوكينجو، المديرة التنفيذية لشبكة الطفولة المبكرة في أفريقيا، يتعين على الآباء، وبخاصة في المستوطنات غير الرسمية، اتخاذ خيارات صعبة للغاية، "مستويات الفقر في المستوطنات العشوائية عالية حقا، ويجب أن يذهبوا إلى العمل"، كما تقول: "كما تواجه النساء اللاتي يديرن 3000 مركز رعاية أطفال غير رسمي في نيروبي ظروفًا مستحيلة، يعتمد الآباء على العمل العرضي غير المستقر، مما يعني أن دخلهم غير منتظم ولا يستطيعون دائمًا دفع الرسوم"، وتقول فيوليت ك أموينو، التي تدرب النساء على كيفية إدارة المراكز في كيدوغو، وهي مؤسسة اجتماعية تهدف إلى تحسين نوعية الرعاية والتعليم في السنوات الأولى: "اليوم ذهب شخص ما لغسل ملابس أحدهم، وغدا لن يكن العمل موجودًا.. هذا لا يعني أنه بسبب توقف العمل سيبقى الوالد في المنزل، سيقول الوالد: "من فضلك، اعتنِ بطفلي بينما أبحث عن شيء لأفعله".

مُعلّمو الحضانات غير مؤهلين تأهيلًا مناسبًا
وتضيف أموينو أن إرث المنظمات غير الحكومية التي تقدم خدمات مجانية في المناطق المحلية، بالإضافة إلى عدم احترام النساء اللواتي يديرن المراكز، يجعل الأمر أكثر صعوبة، تعتقد أوموينو بأن برنامج التدريب سيحسن نوعية الرعاية والتعليم التي تقدمها النساء، ويساعدهن على إدارة أعمالهن بشكل أفضل، حيث تتعلم النساء عن أهمية اللعب، وتقديم الرعاية المتجاوبة، وكيفية تعظيم مساحتهن وإشراك الوالدين، وتدير "كيدوغو" أيضا مراكز رعاية الأطفال وروضة الأطفال الأكبر حجما، والمعروفة باسم "المحاور"، التي كلفت في كيبيرا 1500 شلن (أقل من 4 جنيهات إسترلينية) شهريا، ويتوقّع بأن يحصل المعلّمون في رياض الأطفال في كينيا الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسادسة على مؤهلات رسمية، ولكن هذا لا يتم تنفيذه دائمًا، ويقول النقاد إنه على أي حال، فإن التدريب المتوفر نظريا للغاية ويوفر القليل من الإعداد للفصول الدراسية، وأن أولئك الذين يقومون برعاية الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 3 أعوام أو أقل لا يحتاجون إلى مؤهلات رسمية، كما أن المراكز غير رسمية.

ضرورة التركيز على التعلم القائم على اللعب
هذا قد يكون على وشك التغيير، في نيروبي، حيث أقرت حكومة المقاطعة مشروع قانون يتطلب تسجيل جميع مراكز رعاية الأطفال، وتطوير الحد الأدنى من المعايير والتوجيهات، كما تم تقديم منهج وطني جديد لمرحلة ما قبل المدرسة، والذي يركز بشكل أكبر على التعلم القائم على اللعب، وفي السنوات الأولى، يرحب الخبراء بمحاولات تحسين اللوائح، لكنهم يقولون إن فرض السياسات يتطلب الاستثمار، ويقول أفضال حبيب، الشريك المؤسس ل كيدوغو: "سيتعين عليهم في الواقع الخروج إلى 3000 مركز رعاية نهارية، وشرح ما يجب أن يحدث، وزيارته مرة أخرى لمعرفة ما إذا كانوا يستوفون المعايير"، ويجب أن تكون الأنظمة واقعية أيضًا، ففي تنزانيا، حيث تم إدخال السياسات، تقرر أن جميع المدارس يجب أن تكون على مساحة ثلاثة فدادين من الأراضي، وأضاف: "هذا غير ممكن تمامًا إذا كنت تعمل في مستوطنة غير رسمية"، هذا وتحتاج السلطات إلى دعم النساء لتحسين خدماتهن، بدلاً من الضغط بقوة على أولئك الذين لا يستوفون المعايير، كما يقول حبيب.