طلبة المدارس الابتدائية في العراق

أطفال في عمر الزهور، مازالت البراءة مرسومة على ملامح وجهوهم ، لم يتجاوزون سن العاشرة ، انتشرت بينهم ظاهرة الاطلاع على المواقع الاباحية، فما هو الهدف منها ؟؟ وهل هناك حقًا غرائز وشهوات فيما بينهم؟؟ هنا السؤال الذي جعلنا نهتم بهذا الموضوع من خلال تقريرنا.

 تنقلنا من حي إلى آخر في العاصمة بغداد ولم نكن نتوقع أن هذه الظاهرة منتشرة في مدارس الازقة الشعبية الصغيرة ، فكانت لدينا وقفة في بعض الاحياء لنقص عليكم الحالات التي اعتبرناها خطيرة لما تحمله من مغامرات لصغار لم نتصور انهم يعرفون معنى الجنس.

 تحرش جنسي بين الذكور وحركات مثيرة بين الاناث، مدارس تخلو من الرقابة واهالي بعيدين عن المتابعة اليومية .. هواتف نقالة بين ايدي لا تعرف معنى خطورة هذا الموضوع .. حوادث اغتصاب ارادية والفاظ بذيئة بمصطلحات لا يمكن ان تتوقعها من طفل في التاسعة من العمر.

وهنا سنقف لنروي من خلال تجولنا في احد الاحياء :
 
 تروي ام علي ما قص عليها (علي) في حادثة حدثت في حمامات المدرسة فقالت: جاءني علي مرعوب خائف فسألته هل تشاجرت مع احد الطلاب في الصف فأجابني لا , فقلت له وما هي المشكلة ولما انت خائف , فقال امي هل من الصحيح ان يدخل ولدان في حمام واحد ؟ فتعجبت وقلت له بالطبع لا .. فقال لقد رأيت سعد ومصطفى يدخلان في حمام واحد ومعهم (موبايل) وعندما فتحت الباب رأيت احدهم يخلع بنطاله وبعدها عدت الى الصف متخوف ولا اعرف هل انقل ما رأيته الى معلمتي ام التزم الصمت.

 فقالت ام علي جن جنوني ولم استطع شرح مارآه علي ولكني قلت له ان يبتعد عن سعد ومصطفى وفي حال رأى هذه الظاهرة مرة اخرى ان يبلغ المعلمة ومديرة المدرسة.
 
 وتحدثت ام ابراهيم وهي منظفة في مدرسة (ع. للبنات ) في صباح يوم من الايام وهي ذاهبة الى المدرسة رأت في احد الفروع الصغيرة المؤدية الى المدرسة طالبان في الصف السادس ابتدائي يمسكون طالبة في الرابع ابتدائي ويضعون ايديهم بأماكن حساسة وهي تصرخ وتبكي ولا تستطيع الهرب منهم , وعندما سمعتها قمت برمي الحصا عليهم ووبختهم ليتركوا الصغيرة .

 ومن ثم توجهت اليها مسرعة وهي تبكي وتصرخ(خاله ساعديني) تقربت منها فقالت: لقد مسكوني ولم استطع ان ابعدهم عني , فقمت بتهدئتها وعناقها لتطمأن قليلا وبعدها توجهنا الى المدرسة وقصصنا الموقف على مديرة المدرسة فأرسلت دعوة الى اولياء امور الطلبة الثلاث للحضور ونقل ما حصل مع اولادهم وطلبت منهم مراقبة ومتابعة اولاهم ومن ثم امرت بنقل الطالبان الى مدرسة اخرى.
 
 وفي سياق متصل قال المرشد التربوي في وزارة التربية حميد سعدون ، إن "من اسباب انحدار المستوى التعليمي والثقافي في التعليم بصورة عامة وللأطفال بصورة خاصة هو انتشار ظواهر سلبية لم تكن متواجدة في السابق".

 واضاف ان "ضعف الرعاية الصحية للطلبة ساهم ايضا بانتشار ظاهرة التحرش والاغتصاب للأطفال في المدارس"، مبينا ان " قلة المدارس ادى الى ازياد عدد الطلاب في كل صف دراسي ليصل من 70 الى 80 طالب في كل صف, مشيرا الى ان ضعف الكوادر التدريسية واختيار الوزارة لأشخاص غير اكفاء جعل من اهالي الطلبة اللجوء الى الدروس الخصوصية مما ادى الى ازدياد الاحتكاك بين الطالب ومدرسه".

 واتهم اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، بـ"التخبط وسوء الإدارة واتخاذ قرارات ارتجالية أربكت مسيرة التعليم"، وطالب بضرورة الضغط عليهما لدفعهما إلى العمل بجدية تجاه معاناة الطلبة.