بطولة العالم للتذكر من الأحداث العبقرية

يعد تحدي الأرقام الثنائية في بطولة العالم للتذكر من الأحداث العبقرية التي لا تنسى، حيث يجتمع مجموعة من سادة الذاكرة للتنافس لمدة 30 دقيقة لتذكر بعض الأشياء بالترتيب خلال ثانية واحدة أو صفر ثانية قدر الإمكان، وتعد تقنيات وأساليب الذاكرة من الكنوز التي تساعد على التصبر وتحفيز وتوجيه الدماغ للتعلم.

وذكر الكتاب الحائز على بطولة الذاكرة سبع مرات دومينيك أوبراين، في كتابه أنه درب نفسه ليصبح بطل العالم من خلال استخدام تقنيات التذكر، ووصفت التقنيات التي استخدمها والتي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان عندما حققوا شعبية بين الخطاء والشعراء عن طريق الفم والطلاب.

ويمكنك استخدام خيالك لاستحضار ما تعلمته من خلال إتباع نهج الكتاب، وكيفية ربط معلومة جديدة بما تعرفه بالفعل وكيفية ممارسة عملية التذكر لتصبح في مستوى جيد، ويمكنك بهذه الطريقة تذكر 200 كلمة أجنبية في ساعة واحدة أو تعديل البطاقات في بضع دقائق، ويتضح لك على الفور أن هذا النوع من التعلم ليس مميلًا لكنه ممتع ومكثف كما يفيد في التعلم عن ظهر قلب، ويعتمد أكثر على التدريب أكثر من التركيز.

ويفيد استخدام هذه التقنيات في دراسة علم النفس والفلسفة بما تتيحه من موضوعات متنوعة، وبعد تعلم هذه التقنيات ستكتشف أن الذاكر لا تتجزأ وأنها تمثل أنسجة تعبر عن أفكارنا ومشاعرنا وكلماتنا وتصورنا للعالم الخارجي، ويعد هذا النسيج غير تخزيني أو أوتوماتيكي لكنه يمتلئ بالإبداع والحس البشرى.

وصرّح عالم النفس العظيم وليام جيمس: "أظم شيء في جميع مراحل التعليم هي أنها تجعل نظامنا العصبي حليفًا لنا بدلًا من عدونا، وتكشف الذاكرة أن الجهاز العصبي يتذكر الأشياء المثيرة للعاطفة، ويعد هذا في حد ذاته أمرًا شخصيًا مثيرًا، يمكنك عمل بعض التمارين اليومية لتعزيز ذاكرتك".

ويمكنك تحويل التعلم إلى ما يشبه الموسيقى، حيث تعد عملية تذكر النصوص التعليمية الكبيرة عملية صعبة، مثل ألوان قوس قزح أو تسلسل الكواكب على سبيل المثال، ولكن إذا حولتها إلى أناشيد موسيقية تشبه ألحان "البوب" يصبح تعلمها أكثر متعة وسهولة.

وينصح باستخدام الوسائل البصرية في التعلم، وعلى سبيل المثال إذا كنت تريد تذكر بعض النتائج المضرة يمكنك ربط المعنى بصورة إبداعية، وسبب هذا بعض الأذى لفان جوخ عندما مسح أذنه ما أدى إلى وفاته، وذلك بسبب قوة ما تنتجه الذاكرة واستمرارها لفترة أطول بشكل يسهل استدعائه.

وإذا افترضنا أنك تحاول فهم البنية الداخلية للخلية وتحتاج إلى معرفة العديد من المفاهيم التي تبدو ممثلة مثل السيوتوبلازم والميتوكوندريا وغيرها، عليك رسم هذه الأشياء من خلال أشياء تعرفها بالفعل.

ويستطيع المثاليون من الناس استحضار هذا الرسم بتفاصيله إلى الحياة وتذكره، وعلى سبيل المثال يمكنك رسم جهاز جولجي وربطه بصديقك الذي يعمك كحارس مرمى، ويمكن القول إن المشاهد التي نستحضرها تكون مليئة بالحياة والعواطف وهو ما يساعدك على فهم الهياكل الأساسية بسهولة أكبر.

ويمكنك إعطاء هذه النصائح سواء كنت طالبًا أو معلمًا دون أي تدريب، وتكمن القاعدة الأساسية في محاولة دمج الخيال بحيث يرتبط باهتماماتك الشخصية، ثم كرر هذه العملية واختبر نفسك.