مدرسة بريطانيّة ذات غالبية مسلمة

أكّد مدير مدرسة ""Crest Academies ذات الغالبية المسلمة، والتي تقع شمال شرق لندن، أنه لن يسمح للأقلية المتشددة من الآباء بعرقلة خططه لإلغاء الفصل بين الجنسين.

وتأسست المدرسة عقب دمج مدرستين مجاورتين إحداهما للفتيات والأخرى للأولاد في العام المنصرم، وكانت تتميز المدرسة قبل تولي المدير الجديد، محسن أوغا، منصبه بجدار يفصل حتى منتصف ملعب المدرسة، لضمان عدم اختلاط الأولاد والبنات حتى خارج الفصول الدراسية.

وخضعت المدرسة المنفصلة الوحيدة في برنت، شمال شرق لندن، إلى إجراءات خاصة بعد أن فشلت في التقييم الذي أجراه القسم غير الوزاري في الحكومة البريطانية المعني بتفتيش الخدمات المدرسية وتفقد مهارات الطلاب، والمعروف باسم "Ofsted" في شباط/ فبراير 2015.

وبيّن أوغا أن هذا الأمر دفعه إلى اتخاذ قرار بالعمل من أجل تحقيق تكامل أفضل بين الجنسين، وأعلن أنه ابتداء من أيلول/ سبتمبر المقبل، ستكون الفصول والمناطق المشتركة مختلطة، إلى جانب تغيير اسم المدرسة إلى " Crest Academy" وسيتمكن كل طفل من الحصول على سترة مدرسة جديدة مجانا وهو ما يعكس عملية التغيير التي تشمل شكل المدرسة.

وأثارت مجموعة من الآباء والأمهات جدلا واسعاً بسبب القرار، وأقدم المئات من أولياء الأمور على جمع توقيعات لحث إدارة المدرسة على الحفاظ على الفصل بين الجنسين، مشددين على أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لهم هو تحسين المعايير الدراسية.

وأوضح أوغا "واجهنا تحدياً كبيراً يتمثل في إقناع الآباء، أن وجود غالبية مسلمة تصل إلى 90%، لاتعني أننا مدرسة إسلامية".

وأشار مدير المدرسة إلى أنه نظم منتديات مفتوحة مع أولياء الأمور المعنيين، موضحًا أنه متعاطف تماماً مع اهتماماتهم ، وتابع "الأمر لا يتعلق بالإسلام، أو تلبية احتياجات المسلمين، لدينا الكثير من الأطفال المسلمين، ولكنهم يتلقون تعليمهم ضمن نظام تعليم بريطاني، ويتعين علينا تلبية متطلباتهم قدر الإمكان".

وأبرز "تعتبر الطريقة الوحيدة لتنفيذ هذا القرار هي تبسيط جهودنا وتعيين أفضل المدرسين العاملين مع التلاميذ، كان لدينا جدار الفصل العنصري، وأخبرني الأطفال أنهم يشعرون بالقلق بشأن ما يمكن أن يحدث لهم عند عبوره".

وتمثلت أبرز الشكاوى الرئيسية التي جاءت في العريضة التي وقعها الآباء الغاضبون عبر "الإنترنت"، في عدم استشارتهم بشأن التغييرات، على عكس ما فعله المدير السابق، فيل هيرن، الذي أشرف على دمج المدرستين عام 2014 وكتب إلى الآباء قائلاً "سألني الكثير من الآباء بشأن ما إذا كان الدمج يعني نهاية التعليم للجنس الواحد في كريست، أريد أن أوضح لجميع الأسر أنه لن يحدث ذلك".

واعتبر أوغا أنّ هذا الوعد أصبح باطلاً، عندما واصلت نتائج المدرسة في الانخفاض، ولذلك فإنه لن يسمح بعرقلة إصلاحاته الجذرية من قبل الأقلية المتشددة والصاخبة من الآباء والأمهات الذين يتبنون وجهات نظر متشددة لا سيما في الدين.