الزهايمر

وجد الباحثون أن المرأة التي لديها علامات لإنذار مبكر للخرف تعاني من تدهور للحالة العقلية أسرع مرتين من الرجال. وبدأ العلماء يدركون أنَّ النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بشكل من أشكال تدهور الوظائف العقلية أو الخرف. ويشتبه العديد من الخبراء في أنّ ذلك يرجع إلي كون النساء تعيش عمرًا أطول من الرجل ولكن البحث الصادر أخيرًا يشير إلى أن نوع الجنس ربما له تأثير جوهري على الطريقة التي يكبر بها المخ.

ووفقًا للبحث المقدم خلال المؤتمر الذي عُقد في الجمعية الدولية لمرض "الزهايمر" في واشنطن، فإنَّ النساء المصابة بالضعف الإدراكي المعتدل "MCI"، وهي عادة علامة على الخرف، أكثر عرضة للمعاناة من انخفاض القدرة العقلية عن الرجل بمعدل الضعف.

وراقب الخبراء في جامعة "دوك" في ولاية "كارولينا" الشمالية 400 شخص ممن هم في سن السبعين لمدة ثماني سنوات بعد أول تشخيص أجروه فيما يتعلق بالضعف الإدراكي المعتدل "MCI"، الذي عادة ما بشرت به هفوات في الذاكرة والتركيز.

ووجد الفريق أنَّ النساء يعانون سريعًا من ذلك الانخفاض في القدرات العقلية أسرع من الرجل بما في ذلك الذاكرة والانتباه والقدرة حل المشاكل. ولم تفسر التجارب تمامًا لماذا هذا الانخفاض السريع الذي تعاني منه النساء في القدرات العقلية ولكن الباحثون قالوا إنَّ هذه النتائج قد يكون لها انعكاسات على فهمهم لمرض "الزهايمر" الذي يعد واحدة من الأسباب الرئيسية للخرف.

وأضافت رئيس فريق البحث، كاثرين ايمي لين، أنَّ النتائج أشارت إلى احتمالية تعرض كلًا من الرجال والنساء لمرض "الزهايمر" ولكن التحليلات تبين أنَّ النساء يعانين من تدهور في الذاكرة بمعدل أسرع بكثير من الرجال.

وفي دراسة منفصلة جرى تقديمها خلال فعاليات المؤتمر؛ أشارت إلى أن النساء لديهن مستويات أعلى من بروتين "أميلويد" الذي يتركز في المخ ويعتقد بأنه مساهمًا رئيسيًا في مرض "الزهايمر". وفي بريطانيا فإنَّ أكثر من 800 ألف شخص يعتقد بأنهم يعانون من "الخرف" فيما تأتي نسبة 61% منهم من النساء.

ومن جانبها؛ صرحت المدير العلمي لمؤسسة "الزهايمر"، الدكتورة ماريا كاريللو، بأنَّ النساء تتأثر بشكل غير متناسب مع مرض "الزهايمر" وهناك حاجة ملحة لفهم الفروق في تكوين المخ من أجل المساعدة في الحد من خطورة مرض "الزهايمر".

وقدم الخبراء من جامعة "أوريغون" للصحة والعلوم دراسة ثالثة خلال المؤتمر والتي وجدت بأن النساء تزداد لديهن خطورة المشاكل في الإدراك والوظائف العقلية علي المدى الطويل بعد الجراحة أكثر من الرجل، بينما أشار مدير الأبحاث في جمعية "الزهايمر" البريطانية، دكتور دوغ براون، إلى أنَّ الأبحاث المستقبلية بشأن الفروق بين الجنسين في تدهور الوظائف العقلية قد تساعد في تطوير سبل العلاج لكلا من الرجل والمرأة.