الكاتبة البريطانية شيلينا محمد

أكدت الكاتبة البريطانية شيلينا محمد، أنَّ السلطات الأوربية تواصل تضييق الحريات على النساء المسلمات، مشيرة إلى أنَّ معلمًا في مدرسة فرنسية منع دخول فتاة مسلمة وطلب منها العودة إلى المنزل فقط لأنها ترتدي تنورة طويلة.

وأوضحت شيلينا: "في عام 2009 تم القبض على الصحافية لبنى الحسين في السودان لارتدائها قميصًا وبنطلونًا برفقة مجموعة من الصديقات بما يعد مخالفاً للقانون في البلاد الذي يعتبر ما ترتديه هو بمثابة ملابس فاحشة، وقد تم تغريمها حينها 200 دولار، ولم يكن ذلك الأمر يدعو إلى القلق بالنسبة للنساء، لاسيما أّنَّه قد حدث في بلد هي أبعد ما يكون عن الثقافات ومن ثم كان محلًا للسخرية".

وأضافت: "اليوم وبعد فرض تدابير صارمة فيما يتعلق بالملابس وحرمان مرتديها من ممارسة الأنشطة العادية مثل الذهاب إلى المدرسة أو أي مكان آخر فإن الأمر بات مقلقًا ويتطلب من النساء الوقوف سويًا لمواجهة ذلك، ونحن نتكلم هنا بالتأكيد عن فرنسا حيث تم إرسال إحدى الفتيات من المدرسة مرتين إلى منزلها الشهر الماضي، نظرًا إلى أنها ترتدي تنورة سوداء طويلة اشترتها من أحد المحال التجارية مقابل 13 يورو".

وأشارت إلى أنَّ القوانين الفرنسية تحرم علامات التباهي بالدين عن طريق ارتداء حجاب يغطي الرأس أو صليب كبير في الأماكن العامة كالمدارس إلا أن هذه الفتاة البالغة من العمر 15عامًا لم تكن تخالف القوانين بل كانت فقط ترتدي تنورة سوداء.

واستدركت شيلينا: "لم تكن هذه الفتاة هي الأولى التي تتعرض لهذه العقوبة وإنما كان هناك 130 طالبة من طالبات المدارس ويتضح هنا أن الأمر لا يتعلق بمخالفة قوانين وإنما لأنها فتاة مسلمة وهو الأمر الذي دعا الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإبداء اعتراضهم على ما يتم بحق الفتيات المسلمات".

وأردفت: "المرأة تواجه تحديات بصفة مستمرة أبرزها الحفاظ على الثقة بنفسها وعدم خوضها تجربة الجنس وهي ما زالت في سن صغيرة من أجل أن تظهر بصورة طيبة، ولم يمر طويلًا على منع النساء من ارتداء سراويل قصيرة أو ضيقة في أماكن العمل التي يتواجد فيها رجال؛ ولكننا الآن أمام إحدى الفتيات التي لم تكن تخرق القوانين أو تظهر بمظهر سيء، فهل على طالبات المدارس إذاً أن يسيروا على نهج المثيرة بريتني سبيرز".

واسترسلت: "على واقع التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع نذكر في نهاية القرن التاسع عشر حينما ادعى اللورد كرومر الذي كان يشغل منصب القنصل العام البريطاني في مصر بضرورة حماية المرأة المصرية من العقبة التي تواجهها التي يفرضها عليها الإسلام وهي ارتداء الحجاب، فكان يعتقد حينها أن ذلك يعد تجسيدًا لحركة حقوق المرأة ولكنه بعد عودته إلى المملكة المتحدة فقد سعى إلى منع النساء بكافة السبل الممكنة من الحصول على حق التصويت في الانتخابات".

واختتمت شيلينا، قائلة: "خلال ستة أعوام دعت لبني حسين الأخوات في فرنسا بالوقوف سويًا لمواجهة جميع التحديات التي تواجه المرأة وتفرض عليها تجنب ارتداء ملابس معينة عند الوجود في الأماكن العامة والمدارس والمكاتب حتى لا تتعرض للعقوبة".