"الغوا الذهب خلوا الشباب يتجوز" مبادرة مصرية لمكافحة العنوسة

انتشرت حملة "الغوا الذهب.. خلوا الشباب يتجوز"، التي انطلقت من قرية الكرنك القديم بالأقصر، ثم تبعتها قرى لتنتقل بسرعة غير متوقعة إلى محافظات أخرى. وتوقع متابعون أن تتبلور الحملة وترسم أعرافاً وتقاليد جديدة للزواج في مصر، التي بلغت نسب العنوسة وظروف البطالة فيها معدلات غير مسبوقة.
وأوضح القيادي المحلي في مدينة الأقصر، بهاء صالح، أن "انطلاق الحملة من الأقصر له مغزاه، حيث عرفت المدينة ظاهرة انفردت بها عن بقية مدن الجمهورية، وهي زواج الشباب من الأجنبيات أو السائحات اللاتي يترددن على المدينة، وهي ظاهرة تتسبب في مشكلات عدة، وبعض الشباب يقبل عليها لأنها تتيح له فرصة للهجرة والعمل بالخارج، أمّا السبب الثاني لانطلاق الحملة فهو الفجوة الاقتصادية التي شهدتها المدينة بعد الكبوة التي تشهدها صناعة السياحة حالياً، والتي أدت إلى تسريح الآلاف من وظائفهم في الفنادق والبازارات، ويكفي للتدليل على صعوبة ما حدث أن عدد البواخر السياحية التي كانت تعمل بين الأقصر وأسوان تجاوز الـ300 باخرة، معظمها توقّف أو يعمل بمعدلات لا تذكر".
وذكر منسق المبادرة، علام رمضان، في تصريحات إعلامية، إن "الفكرة تهدف إلى إلغاء شراء (الشبكة) مهما كان المستوى المادي لأهل العروسين، حتى لو كانوا ميسوري الحال، ليمثل ذلك قدوة للغير، ويصبح معياراً عاماً ملزماً للجميع، كما أن المهر المقترح لا يزيد على 1000 جنيه".
وأوضح منسق حملة "زواج بلا ذهب"، جمال ربيع أن "الحملة نجحت في تحقيق أول هدف عملي لها بإعلان الشاب محمود أكرم عن زواجه من دون ذهب، في شهر نوفمبر المقبل".
وذكرت نائبة رئيس قناة النيل التلفزيونية السابقة، الإعلامية شهيرة أمين، أن "(الشبْكة) يمكن أن تكون هدية رمزية، ويجب التخلي عن الأشياء التي يمكن الاستغناء عنها".
لكن الناشطة السياسية نادية الغرياني كانت من ضمن غير المتحمسين لهذه المبادرة، وقالت إن "الحملة غير منصفة، وتحمّل المرأة ثمن الأزمة والظروف التي تعيشها البلاد".
وتابعت الغرياني "(الشبكة) والخواتم وما شابه، تمثل للفتاة نوعاً من مخزون القيمة أو الضمان الاجتماعي في علاقة يملك فيها الرجل القرار وموازين القوة، ومن ثم فإن تخفيفها على الرجل يجب النظر إليه بأنه مخصوم من الفتاة وبواعث اطمئنانها وضماناتها لحظة الانفصال، لا قدّر الله". ونوهت بأن هناك عناصر أخرى يمكن أن تخفف تكاليف الزواج، مثل الأعراس الجماعية، وعادات مثل طقس "الردة" الذي تتبادل فيه أسرتا العروسين حمولات ضخمة من الطعام والشراب والفاكهة.