تيريزا ماي تصبح ثاني رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا

أصبحت السياسية تيريزا ماي اليوم رئيسية وزراء بريطانيا الثانية في تاريخها، وستعزز وجودها مع سلسلة من النساء في الوظائف العليا في مجلس الوزراء، ومن المرجح أن تستلم أمبير رود المعروفة بإدارتها أحد المكاتب الكبير في الدولة وربما ستحل محل السيدة ماي في وزارة الخارجية أو ستكون وزيرة المالية.

وتطال قائمة المرشحات كل من جوستين غريننغ وبريتي باتل اللواتي كانتا شخصيات بارزة في حملة الخروج، وصرح مساعدو ماي " انها تعتقد انه يجب أن يكون هناك عدد أكبر من النساء في المناصب الحكومية البارزة"، ويمكن لحكومتها الجديدة أن تكسر الرقم القياسي لحكومة بلير التي ضمت 8 نساء، ويتوقع العاملون انها ستنهي عهد جورج أوزبورن الذي استمر لمدة ستة سنوات في وزارة المالية، وهاجمت السيدة ماي المستشار في وقت سابق هذا الأسبوع لفشله في تنفيذ اصلاح اقتصادي عميق، ويشجعها بعض من أنصارها لعزله من الحكومة المقبلة.


وتغير وجه السياسة البريطانية تماما في أقل من شهر مع مغادرة ديفيد كاميرون لمنصب رئيس الوزراء، وقد أجرى يوم أمس الاجتماع الأخير له مع حكومته في مكتبه والذي كان رقم 215 وزار الملكة الساعة الخامسة بعد الظهر لتقديم استقلتها، وظهر مع زوجته لأخر مرة أمام مقر رئاسة الوزراء بصحبة أطفاله الثلاثة، وقال المساعدون أن كاميرون استعرض في اجتماعه الاخير بعضا من انجازاته مثل خطة انقاذ الاقتصاد واستحداث تشريع زواج المثليين والأجور المعيشية واصلاح المدارس والتعليم وزيادة نطاق المساعدات الخارجية.

ويتوقع أن تصبح وزيرة الطاقة السابقة رود أول وزيرة للدفاع أو وزيرة الخارجية أو وزيرة الجامعة فيما تضع ماي  اللمسات الأخيرة على وزارتها، وتمتلك ورد خلفية مالية بعد أن عملت لصالح جيه بي مروغان في لندن ونيويورك في مجال رأس المال الاستثماري، وظهرت على الساحة خلال حملة الاستفتاء وشنت سلسلة من الهجمات على برويس جونسون في مناقشات مباشرة على التلفزيون، وفي احدى المرات قالت عنه بحدة " بروس هو روح الحزب ولكنه ليس الرجل الذي يمكن قيادة البلد"، وزعمت أيضا ان السيد جونسون يدعم الانسحاب بسبب طموح شخصي وليس انطلاقا من مبدأ، وفي عطلة نهاية الأسبوع بزرت في هجومها على منافسة السيدة ماي أندريا ليندسون التي اتهمتها بالافتقار للخبرة لإدارة البلاد.

ويشاع أيضا أن فيليب هاموند سيحل محل السيد اوزبورن، حيث قام بظهور مفاجئ الليلة الماضية في حفلة صيفية في جمعية المصرفيين البريطانيين، وان لم تأخذ السيدة رود وزارة الداخلية فربما تذهب الوظيفة الى كريس غريلنيغ، المرشح أيضا لمنصب وزير مجلس الوزراء للخروج من الاتحاد الأوروبي جنبا الى جنب مع ليام فوكس وديفيد ديفيس.
ويتوقع أن تفوز السيدة ليدسوم بمنصف وزيرة الطاقة، ومن المتوقع أن تحظى وزيرة التنمية الدولية جوستين غريننغ بحقيبة الصحة أو التعليم، وستكون وزيرة العمل بريتي باتل من بين المجلس الوزاري الجديد ايضا، وتشمل قائمة النساء اللواتي سيحصلن على مناصب راقية على مدى اليومين المقبلين كارين بردالي التي عملت مع ماي في وزارة الخارجية، ووزيرة المدينة هاريت بالدوين والنائب الداعمة لماي مارغو جيمس، ويعتقد بعض المحليين ان السيد أوزبرون ربما سيحصل على وزارة الخارجية ولكن بعض النواب الغاضبين من ميزانية الطوارئ خلال الاستفتاء يريدون عزله تماما، وسيكون البديل بالنسبة له وظيفة خفيفة في وزارة الخارجية أو وزارة العمل للمساعدة في تأمين الصفقات الخارجية.
وصرحت السيدة ماي أن هدفها يتمثل في تشكيل حكومة للفوز الكاسح في الانتخابات العامة المقبلة، والتي أصرت انها لن تكون قبل 2020، وأخبرت نشطاء حزبها انها عازمة على هزيمة حزب العمال بفوز ساحق، ومن المتوقع أن يقسّم مجلس وزراء السيدة ماي بالتساوي بين الجنسينن وأوضح المتحدث باسمها " لقد كانت تريزا صاحبة الحملة في انتخاب المزيد من النائبات في البرلمان، انها تعتقد دائما أنه يجب أن تحظى النساء بأكثر عدد من المناصب الحكومية البارزة."


وما يزال كل من برويس جونسون ومايكل غوف يملكان أملا في ان يحظيا بمناصب رفيعة، فأصدقاء من السيد جونسون قالوا انه لم يفقد الامل من الحصول على منصب وزاري، وما يزال بعض المقربين من ماي يريدون لغوف أن يستمر في منصب وزير العمل على الرغم من الصدام الكبير الذي حصل بينهما على مر السنين، ويمكن أن توكل له مواصلة اصلاح السجون التي تعتبر استراتيجية اساسية في الحكومة المقبلة.
وقضت السيد ماي الكثير من وقتها امس تخوض محادثات مع كبار موظفي الخدمة المدنية ومستشاريها، فبعد اجتماع مجلس الوزراء ألقت كلمة الوادع في وزارة الداخلية وشكرت فيها الموظفين لمساعدتها لتحويل القسم الى بطل، وأشارت للعمل الذي قامت به الوزارة لتحقيق العدالة لضحايا كارثة هليزبره وضحايا الاعتداء الجنسي التاريخي وأشادت بقانون العبودية الحديث باعتبارها واحدة من اورع انجازاتها في منصبها كوزيرة للداخلية، وأخبرت موظفي الخدمة المدنية الذين طالما اصدمت معهم على مدى السنوات الست الماضية " سيكون هناك دائما القليل من وزارة الداخلية في داخلي." ثم سافرت الى المكتب المركزي للمحافظين حيث قالت " انه شرف كبير وامتياز أن اكون الزعيمة الجديدة لهذا الحزب العظيم"، وأكدت انه من أولوياتها العمل مع الجميع للوفاء بالاستفتاء وبناء دولة تعمل من أجل الجميع وتوحيد حزبها وبدلها، وأضافت " وأخيرا وليس أخرا دعونا لا ننسى المعارضة، فحزب العمل أوصل بلدنا الى حافة الافلاس ونحن لن نسمح بالعودة الى هذه الحالة من جديد."
واسترسلت " سواء كان يقود حزب العمل توني بلير أو غوردون بروان أو جيرمي كوربين فعندما يصل الى السلطة فبلادنا تدخل في المعاناة، لذلك دعونا نتأكد من انهم لن يصلوا دعونا نضاعف جهودنا ونتأكد من أن نستفيد من الوقت لصالح بلدنا لنبني الدعم الذي تحتاجه البلاد في الاربع سنوات المقبلة، وأن نضمن ليس فقط نصرا ولكن نصرا كبيرا."
ويتوقع الكثيرون أن تكافئ ماي بعضا من الضباط الذين أدانوا بالولاء لها في وزارة الداخلية بما في ذلك جيمس بروكيشاير الذي دعمها في قضية الهجرة وربما يحصل على منصف ما في مجلس الوزراء الى جانب المتحدث الرسمي باسم حملتها داميان غرين، وربما سيحصل هذا الصحفي السابع على وزارة الثقافة والاعلام والرياضة، ولن يغيب عن التصور الوزاري الضابط الموالي لماي مارك هاربل، ومن الداعمين الرئيسين الاخرين لها براندون لويس الذي ربما سيكون وزيرا للنقل الى جانب غافن ويليامسون وسام جيماه، وأجابت زعيمة حزب المحافظين الاسكتلندي روث ديفيدسون أمس عندما سئلت اذا كانت تتوقع أن تشجع السيدة ماي بعض النساء القادرات في الحزب قالت  انها تتوقع تعديل وزاري كبير، ولكنها أضافت " أعتقد ان افضل شخص لأي منصب يجب ان يحصل عليه."
وتعهد السيد هاموند في جمعية المصرفيين البريطانيين بالحصول على أفضل صفقة ممكنة بعد الانسحاب، وقال " لم يقل أحدا أبدا أن انسحاب بريطانيا يعني انها تدير ظهرها الى أوروبا أو الى العالم الأوسع، ونعرف أن الوصول الى سوق واحد في غاية الأهمية لمصالحكم، ونحن نمضي في هذه المفاوضات لنتأكد من الحصول على أفضل ما في وسعنا."