مغربيات يعملن في حقول "الفراولة"

  ينظر القضاء الإسباني في شكاوى مغربيات يعملن في حقول "الفراولة" في منطقة "ويلبا" في إقليم الأندلس، اتهمن أرباب المزارع التي يشتغلن فيهن بالتحرش بهن، وذكرت العاملات المغربيات المتزوجات أن بعض أرباب العمل فاجؤوهن أثناء نومهن وأن بعضهن تم إجبارهن على الاستحمام أمام أعين مشغليهن، تلك واقعة من وقائع عدة تعيشها العاملات المغربيات في الحقول الإسبانية واللواتي يفضلن الصمت في مواجهتها  بحكم التقاليد والأعراف، وبحكم التخوف من منعهن من العمل في أعوام مقبلة.   وتحوّل التحرش بالمغربيات إلى موضوع الساعة في إسبانيا التي تستقدم أكثر من 20 ألف فلاحة مغربية كل عام للعمل في جني "الفراولة".   ووصف الإعلام الإسباني معاناة المغربيات في الحقول الإسبانية بـ"ضحايا الذهب الأحمر"، إذ تشكو المغربيات أيضا من اعتداءات لصوص يسلبنهن أموالهن أثناء الذهاب إلى العمل أو خلال العودة منه، ويتجاهل الأمن الإسباني شكاويهن، هذا في الوقت الذي تفضل فيه هؤلاء الصمت خوفاً من "العار" أو "الفضيحة" عند العودة إلى المغرب.    وتروي عائدات من جحيم العمل الموسمي بعقول "الفراولة" في إسبانيا كيف أن زميلاتهن وكلهن متزوجات ولديهن أطفال، يُشترط بقاؤهم في المغرب، يعانين من ظروف إقامة "مزرية" إذ يتكدسن في حجرات ضيقة، وكيف تعاني بعضهن من "تحرشات" بعض أرباب العمل الإسبان، ومع ذلك يصبرن على القوت نظير العودة إلى الأسرة في بوادي المغرب بالأجرة التي بالكاد تكفيهن طيلة عام على أمل العودة إلى الحقول ذاتها في العام التالي.   مؤسسة العمال الأجانب في حقول "ويلبا" الأندلسية تصر على استقطاب سنوي لقرابة 20 ألف امرأة مغربية يعملن لشهرين في جني "الفراولة"، وتًشرك في اختيارها للنساء المرشحات الوكالة المغربية لإنعاش التشغيل المعروفة اختصاراً بـ"أنابيك"، وتنتمي معظم النساء اللواتي يُشترط أن يكنّ متزوجات ولديهن أطفالاً حتى لا يستقرن سراً في الديار الإسبانية إلى القرى والبوادي الفقيرة، ويلزم أن تتراوح أعمارهن بين 30و40 عاما.   وتفضل المؤسسة المذكورة "الفلاّحات" المغربيات على نظيراتهن الرومانيات والبلغاريات، وذلك لعدم مطالبتهم لأي حقوق ولعملهن اليومي دون احتجاج أو تذمر، ولتجربتهن في جني "الفراولة" في الحقول المغربية، وقال رئيس مصلحة الزراعات التسويقية في وزارة الزراعة المغربية المهندس الزراعي علال شيبان إن اعتماد المغرب على زراعة هذه الفاكهة في أكثر من 3000 هكتار مكّن الفلاحات المغربيات من اكتساب خبرة كبيرة. ويأتي شرط التجربة في العمل الزراعي "القاسي" من أولى الأولويات لقبول هؤلاء العاملات في الحقول الإسبانية إضافة إلى عاملي الزواج وإنجاب أطفال يبقون في المغرب إلى حين عودة أمهاتهم، ويتقاضى هؤلاء ما بين 1000 دولار و1500دولار في شهرين.