مظاهرات لمنتقبيات في باريس

اندلعت اشتباكات عنيفة في ضاحية في باريس، بعد محاولة الشرطة إلقاء القبض على سيدة مسلمة لارتدائها الحجاب، حيث أصاب رجلان المرأة الحامل "21عامًًا"، مما جعلها تدخل المستشفى، بسبب تغطية وجهها بالنقاب في المجلس المحلي نفسه. وينظر إلى هذه الأحداث باعتبارها اختبارًا صعبًا لقانون حظر ارتداء النقاب في فرنسا، حيث قام قرابة 60 شخصاً بمهاجمة الشرطة مساء الأربعاء في الأرغنتويل، وهي بلدة تقع في الشمال الغربي من العاصمة، وبموجب القانون الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2011، تكون السيدة مذنبة في حالة ارتدائها النقاب في الأماكن العامة، كما أنها يجب أن تدفع غرامة تقدر بقرابة 130 جنيهًا إسترلينيًا.
وقال مصدر من الشرطة، لصحيفة "لو باريزيان"، "إنه حينما اقترب أفراد الشرطة من السيدة، التي لم يذكر اسمها، انخرط المارة في اشتباكات، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، وأطلقوا طلقات من بندقية الكرات الوامضة لتفريقهم، وأنه تم مهاجمة الشرطة، وتعرضوا إلى الإهانة والضرب، بما في ذلك الضرب باللكمات، وتم إلقاء القبض أيضاً على رجلين، عمرهما 23 و 37 عامًا، منهما أحد أبناء عم الفتاة التي ترتدي النقاب، وتم وضعهما في الحبس، لتهمة الاشتباه في العنف، ومخالفة النظام العام، وفي النهاية تم استدعاء 40 شخصاً من شرطة مكافحة الشغب إلى المنطقة لاستعادة النظام".
وأوضحت عناصر من الشرطة، أنه تم الهجوم على السيدة في أرغنتويل، على يد رجلين محلوق شعرهما، حيث قاما بتمزيق الحجاب من على وجهها وسحباها من شعرها، وصاحا بألفاظ وشتائم عنصرية في وجه الفتاة، قائلين إن الحجاب لم يعد مقبولاً في فرنسا، في حين تم نقل المرأة بسرعة إلى وحدة الطوارئ في مستشفى أرغنتويل، حيث خضعت للعلاج من إصابات غير محددة، فيما تمكنت شبكة "CCTV" من تصوير الحادث.
وفي حادثة ثالثة، أكدت الشرطة البريطانية، أن فتاة عمرها 17 عامًا، عُرفت فقط باسم ربيعة، تم الهجوم عليها في أرغنتويل في 20 أيار/مايو الماضي لارتدائها الحجاب، حيث قام رجلان بضربها قرابة الساعة التاسعة مساءً، صارخين "عرب أقذار" و"مسلمون قذرون" بينما ينخرطون في الضحك.
وقالت ربيعة بعد ذلك، "أحدهما قام بسبي، وأنا أسرعت ليس لأنني كنت خائفة، ولكن أحاطني الرجلان، أحدهما مزق حجابي، ودفعني إلى الأرض، والآخر ضربني وهو يوجه إليّ الشتائم، ولولا تدخّل المارة الذين أوقفوا هذين الرجلين، لا أعرف ما كان سيحدث".
 وتم الحكم على الفرنسي الذي قام بتمزيق حجاب سيدة مسلمة في السجن، في آذار/مارس الماضي، لمدة 5 أشهر مع وقف التنفيذ، حيث قال الرجل "30 عامًا"، الذي لم يصرح باسمه لأسباب قانونية، إنه كان يحاول فقط فرض قوانين بلاده عندما نفذ الهجوم في مدينة نانت، حيث اقترب من السيدة في أرض يقام عليها المعارض في أيلول/سبتمبر الماضي، وقام بسحب الحجاب عنها، فيما أكد الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية في نانت ضده، أن "المواطنين العاديين لا يحق لهم تطبيق القانون بأيديهم"، فقال الرجل، الذي قدم هوية مزيفة إلى الشرطة، إنه كان لديه إيمان قوي في القانون الذي أدخلته حكومة الرئيس السابق نيكولاس ساركوزي، غير أن حكم المحكمة أوضح أنه تصرف وكأنه "اقتصاص"، وأنه نفذ الهجوم فقط لأنه كان متحيزاً ضد عقيدة هذه السيدة.
وكان ساركوزي وصف أغطية وجه المسلمات "النقاب"، بأنها إهانة لمبادئ الجمهورية الفرنسية، قائلاً "إن السارقين والإرهابيين يمكنهم استخدامها من أجل إخفاء هوياتهم"، فيما أثيرت هذه الحوادث كلها، بسبب قانون حظر الحجاب الذي أدخله ساركوزي .
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، حُكم على لويز ماري سويس، وهي مراهقة مسلمة من مرسيليا، بالسجن لمدة شهرين، لقيامها بضرب شرطية بعد القبض عليها بسبب ارتدائها النقاب، وقالت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، وهي إحدى جماعات حقوق الإنسان التي دانت القانون، إن هذا القانون ينتهك الحق في حرية التعبير.