مونيكا لوينسكي خلال بيانها مطلع شباط / فبراير من عام 1999

تدرك النساء الشابات موقف وزيرة الخارجية السابقة المرشحة في الوقت الحالي علي رئاسة البيت الأبيض من الفضيحة التي تناولتها وسائل الإعلام بشأن العلاقة الجنسية التي جمعت بين زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي

 تروي جان هنا إدلستين بأن بيل كلينتون كان له الفضل في معرفتها بالجنس بطريق غير مباشر. ففي عام 1988 وحينما كانت لاتزال تبلغ من العمر 16 عامًا، فقد كانت تقيم في ضاحية هادئة تقع شمال ولاية نيويورك New York وتميل إلي الطابع الريفي. وإعتادت إدلستين علي قضاء أغلب الوقت في قراءة الروايات الإنجليزية خلال فترة منتصف القرن العشرين، حيث كان والديها لا يحبذان مشاهدتها للأفلام التي تحمل تصنيف R وتتطلب مراقبة الأبوين، فضلًا عن أنهم كانوا لا يمتلكون إرسالًا تلفزيونيًا فتخرج برفقة زميلاتها من الفتيات المتفوقات في الرياضيات.

 وخلال الدراسة في المرحلة الثانوية كان الإمتناع عن ممارسة الجنس ليس فقط الوسيلة في تحديد النسل بالمناهج، ولكن لم يكن يتم التشجيع علي الثقة في البدائل، ولم تكن الفتيات في ذلك الوقت تعي بعض الأوضاع الجنسية حتي أصبحت مثار حديث الجميع داخل البلاد، حينما أعلن بيل كلينتون عن أنه لم يكن قد خاض علاقة جنسية مع تلك المرأة التي تدعي مونيكا لوينيسكي.
 
ولم يكن من السهل علي إدلستين الدخول إلي المواقع علي الإنترنت بعدما نجحت والدتها في حجب بعض المحتوى في صحف مثل النيوزويك والتي كانت تبرز تفاصيل أكثر بشأن القضية، إلا أن القضية وحينما تداولتها جميع وسائل الإعلام، فقد بدأت تسمع النكات الساخرة وكلمات الأغاني من جاي زي و ليونارد كوهين و ألانيس موريسيتي والتي تحمل إشارة إلي بعض الأوضاع الجنسية.
 
ومع وصف الجميع للسيدة لوينيسكي العام الماضي بالعاهرة والوقحة وغيرها من الصفات حينما تحدثت عن الفضيحة في العلن، إلا أن هيلاري كلينتون لم تستخدم هذه اللغة لوصف الموقف في أحد تسجيلاتها، حيث كانت هيلاري تتحدث عن إمرأة قد خاضت علاقة جنسية مع زوجها ولم تهدد فقط حياتها الزوجية، وإنما المسيرة السياسية التي بناها الزوجين سويًا علي مدار 20 عامًا علي الرغم من حقيقة إتهام بيل كلينتون مرارًا بإرتكاب علاقات جنسية مزعومة في مختلف المكاتب.

 وبصرف النظر عن موقف الجميع تجاه بيل كلينتون سواء أكان وغد أم يدخل ما قام به في إطار عمله، إلا أن الجميع إتفق علي أن ما قامت به لوينسكي يمثل وصمة عار. فيما كانت تتساءل إدلستين دومًا مع تناول القضية وقتها كل مساء خلال النشرة الإخبارية التي تذاع في السادسة مساءاً عما إذا كانت مونيكا لوينسكي وقحة ؟
 
وفي أيلول / سبتمبر من عام 1998، فقد أبدت وقتها مجموعة نساء بارزات في مانهاتن Manhattan رأيها بشأن الموضوع الذي  كان مثار الحديث من الجميع طوال الإسبوع. حيث أكدت مصممة الأزياء نيكول ميلر علي أن بيل كلينتون هو ذلك الرجل الذي يمتلك سحراً لا يقاوم، بينما ذكرت الكاتبة باتريشيا ماريكس علي أنها وجميع صديقاتها من النساء سوف يكونون في غاية السعادة إذا أتيحت لهن الفرصة لإقامة علاقة جنسية مع كلينتون ولن يتم الحديث عنها. فيما رأت الكاتبة كاتي رويفي بأن مونيكا لوينسكي ليست بالمرأة الجميلة.
 
وسعياً نحو ممارسة مهنة الصحافة، فقد حصلت إدلستين علي فرصة عمل غير مدفوع الأجر في إحدي الشركات الإعلامية الكبري. وهو ما سمح لها بفتح البريد الإلكتروني وإجراء عمليات بحث وكتابة الأشياء، كما كان المحررين من النساء يبادلونها الود. إلا أنه وفي كل مكتب عملت به، كان هناك دائمًا أحد المحررين الرجال الذين يبدون إهتمامًا خاصًا بها ومنحها مهام أكبر من تلك التي يحصل عليها زملائها المتدربين مع سؤالها عن طموحاتها وكيف إستطاعت إظهار إمكانيات حقيقية.
 
وأضافت إدلستين بأنها كانت خائفة وتشعر بالخزي مع طلب أحد الرجال الخروج معها لتناول العشاء وغيرها من سياسات التحرش الجنسي التي لم يكن لديها أي رغبة في اللجوء إليها، كما أنها لمست شعور بعض زميلاتها المتدربات بالإستياء نظرًا لأنها كانت تلقي معاملة تفضيلية عن الباقيات.

 وعقب تشجيعها من جانب الرجال الذين كانوا يرغبون في قضاء بعض الوقت معها بالإتصال بهم في المستقبل في حالة إحتاجها لمزيدًا من المساعدة بمسيرتها المهنية، إلا أنها لم تقم بذلك. كما توقفت عن التقدم للوظائف وطرح الأفكار بعدما خشيت من إستغلال اللقاء بهم، وذلك بعدما تم إرسال دعوة إليها من أحد المحررين الذي يعمل في إحدي المجلات داخل نادي خاص من أجل مناقشة ما كانت قد كتبته لصالح المجلة، ليقر بعد ساعتين خلال المقابلة بأنه لم يطلع علي ما قامت بكتابته.
 
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت قد أعلنت في وقتٍ سابق من هذا الشهر عن دعمها لترشح هيلاري كلينتون علي رئاسة البيت الأبيض، كما وجهت عتاباً إلي النساء من أنصار المرشح بيرني ساندرز. حيث ذكرت بأن النساء الشابات لا يدركن أهمية ترشح كلينتون ، لأن الجميع يعلم بأن كافة الأعمال قد تم إنجازها.
 
وعلي جانب آخر، فقد كتبت لوينسكي عام 2014 بأن النساء لا تزال غائبة عن المشهد، كما تساءلت عن الرؤساء الذين إتبعوا سياسة جيدة تجاه النساء في الوقت الذي لم يكن ينبغي محاسبتهم علي ما إقترفوه من سلوك تجاههن. إلا أن النساء في الوقت الحالي تقوم ببناء ثقافة الدفاع عن ما يتعرضن له من سوء المعاملة أو مضايقات، بحيث إذا كانت فضيحة لوينسكي قد جرت أحداثها اليوم، لكانت هناك مسئولية كبيرة سوف تلقي علي عاتق الرئيس.